كم كان عدد اليهود في عهد النبي ( ثقافة اليهود، واسمع وأطع الأمير ، وإن قصم ظهرك وأخذ مالك)
الصمود
الصمود – ثقافة قرآنية
اليهود عاشوا فترة طويلة جداً بين العرب وهم كانوا بأعداد كبيرة ، كان أهل خيبر -أثناء حصار رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)لخيبر- كان يُقال أن عددهم نحو عشرين ألف مقاتل ، اليهود كانوا نحو عشرين ألف مقاتل ، هناك جماعات بني قريضة، بني قينقاع ويهود آخرون ، هؤلاء أنفسهم لم يستطيعوا في تلك الفترة ، وهم اليهود من يمتلكون المكر ويمتلكون الطموح إلى إقامة دولة ، ويعرفون أن تاريخهم كان فيه إمبراطوريات قامت لهم وقامت لهم حضارة فكانوا ما يزالون يَحنُّون إلى تكرير ذلك الشيء الذي فات عنهم ، ولكن لم يستطيعوا ، كانوا يحتاجون إلى أن يعيشوا في ظل حماية زعامات عربية وقُوًى عربية ، وكان اليهود كل اليهود حول المدينة معظمهم يدخلون في أحلاف مع زعماء من قبائل المدينة وما جاورها ، أي لم يستطع اليهود -فضلاً من أن يسيطروا – لم يستطيعوا أن يستقلوا في الحفاظ على أنفسهم ، وأن يحققوا لأنفسهم أمناً.
ما الذي أوصل العرب إلى هذا ؟ أحياناً الإنسان إذا ما تُرك على فطرته يدرك أشياء كثيرة ، لكنه أحياناً بعض الثقافات تمسخه عن الإنسانية وتحطه ، تقدم له الجبن ديناً ، تقدم له الخضوع للظلم ديناً يدين الله به ، كما رووا في الأحاديث عن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)أنه قال (سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي [نهائياً لا يقفون عند حد] قالوا ماذا تأمرنا يا رسول الله؟. قال ( اسمع وأطع الأمير ، وإن قصم ظهرك وأخذ مالك).
العربي يوم كان جاهلي ، يوم كان جاهلي ، يوم كان على فطرته ما كان يمكن إطلاقاً أن يقبل مثل هذا ، لكن لما قُدِّمت لـه المسألة باسم دين ، لما قُدِّم -الآن .. الآن في هذا الظرف- السكوت والخضوع بأنه هو الحكمة ،هو السياسة ، هو الرؤية الحكيمة لفلان أو فلان ، وقُدِّمَ السكوت من أجل أن لا تثير الآخرين علينا ، من أجل كذا ، من أجل كذا. عندما يثقف الإنسان ثقافة مغلوطة هذه هي الضربة القاضية.
تجد بين الرصات الكثيرة من الكتب الكثير من الضلال الذي لا يبقيك حتى ولا إنسان على فطرتك على طبيعتك. الإنسان بطبيعته هو مُنح كما مُنحت بقية الحيوانات كل حيوان له وسيلة للدفاع عن نفسه ،له مشاعره التي تجعله ينطلق يدافع عن نفسه ليرهب خصمه ، أنت عندما تجد ـ مثلاً الشيء الذي نعرفة كثيراً- القِطَّ عندما يلقى الكلب كيف يعمل، يحاول يرهبه ، يحاول أن ينتفخ ، ويعرض مخالبه وأسنانه ويصدر صوتاً مرعباً فيترك الكلب أحياناً يتراجع ، يبعد عنه وهو أكبر منه وأقدر منه. لم نُترك كأي حيوان آخر ،لأن قضية الدفاع عن النفس ، الدفاع عن الكرامة ، الدفاع عن البلد ، الدفاع حتى عن الثقافة القائمة لدى الناس هي فطرة هي غريزة، ألم ينطلق العرب ليواجهوا الإسلام ويغضبون لآلهتهم }وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ { (صّ:6) قاتلوا من أجلها ، جاهدوا من أجلها ،ضحوا من أجلها ، قريش سخروا الأموال التي جاءت من أموال القافلة أيام غزوة بدر ، سخروها في تمويل جيش ضد محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فكانوا هكذا في تلك الفترة يوم كانوا لا زالوا أناساً ، إنساناً يغضب يثور لتقاليده لثقافته ، يغضب على من يظلمه، وأصبحنا هكذا بالثقافة المغلوطة ، بالفتاوى المحرفة ، بالحكمة التي تُقَدِّم الخنوع والجمود.