أحيا اليمنيون الذكرى السادسة لثروة الواحد والعشرين من سبتمبر /ايلول، التي اسقطت حكم النظام اليمني السابق برئاسة عبدربه منصور هادي، المرتهن لبعض القوى والدول الاقليمية في المنطقة حسبما وصفه اليمنيون في تعليقاتهم ومواقفهم من الثورة، وانجازاتها.
اليمنيون تطرقوا إلى الاسباب والدوافع التي وقفت خلف الثورة، كما سردوا الانجازات التي حققتها الثورة منذ انطلاقتها، واطلق النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن وسم #ثوره_21_سبتمبر، الذي عبروا من خلاله عن تأييدهم ووقوفهم خلف اهداف هذه الثورة، مشددين على أن هذه الثورة جاءت لبناء لوطن، واستعادة الهوية اليمنية، وتخليص البلاد من الارتهان للخارج ووقف الفساد ونهب ثروات اليمن، ومنع وافشال محاولات تقسيم وتمزيق اليمن وتشتيت الشعب اليمني.
قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي وخلال كلمة متلفزة له بمناسبة العيد السادس لثورة الـ21 من سبتمبر اعتبر أن الثورة هي المحطة التي انطلق من خلالها الشعب للخروج من الماضي المظلم ولبناء المستقبل على أساس المبادئ والقيم التي ينتمي إليها هذا الشعب. الأمر الذي اكدت عليه أمه الواحد في تغريدة لها على تويتر، حيث اعتبرت ان الثورة هي لبناء وطن وليس اعادة احياء النظام السابق بشخصيات جديدة، “ثورة تهدف الى بناء وطن وليس بناء شخصيات مستنسخة من النظام السابق... #ثوره_21_سبتمبر”.
السيد عبدالملك الحوثي قال إن النظام السابق وصل في انحرافه إلى التنسيق السري مع العدو الإسرائيلي تمهيدا لإقامة علاقات معه، مضيفا “سيُكشف في الأيام القادمة ما يظهر المسار المنحرف للنظام السابق في سعيه للتطبيع مع العدو الإسرائيلي“. وأكد أن مسؤولين صهاينة وصلوا إلى صنعاء وعقدوا لقاءات مع قادة السلطة السابقة وكان هناك اتفاقيات وترتيبات لتعزيز العلاقات بين النظام السابق وكيان العدو.
الامر الذي اشار اليه الناشط عبدالحميد اليساني في تغريدته بأن لولا الثورة لكان اليمن أول المطبعين مع الكيان الصهيوني/ فكتب: “لولا #ثوره_21_سبتمبر لجعلوا اليمن اول دولة تعلن التطبيع مع اسرائل.. قبل الامارات”.
أكبر أهداف ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر حسب اعتبار السيد الحوثي هو الحرية والاستقلال، مشددا على أنه بدون الحرية والاستقلال يعيش الشعب في حالة من الاستعمار والخنوع والاستعباد، وأن الشعب الذي يعيش خانعا ومستسلما لأعدائه الظالمين المجرمين، يعني إفلاسه من الشعور الإنساني بالتوق إلى الحرية والكرامة، مضيفا “أن شعبنا اليمني حر بفطرته الإنسانية وبهويته الإيمانية، وشعب يعشق العزة والكرامة، ولا يمكن أبدا أن يقبل بمصادرة حريته واستقلاله”.
وعلى ذلك اعتبر الناشط ابراهيم محمد الوريث أن الثورة قامت لاعادة الهوية لايمانية والقيم الاخلاقية لليمن الذي فقدها في ظل النظام السابق، واستعادة القرار السيادي اليمني الذي انتزع منه، المحافظة على ثروات اليمن التي نهبت من قبل النظام السابق وداعميه من الدول الاقليمية، فكتب: “يمن يفقد هويته الإيمانية
يمن يفقد قيمه الاخلاقية
يمن فاقد لقراره السيادي
يمن يتجه للتطبيع
يمن تحكمه ثلة العمالة والفساد
يمن تنهب ثرواته النفطية والغاز وغيرها
يمن ماهو إلا حديقة خلفية للسعودية
يمن أصبح مرتع لداعش والقاعدة أدوات أمريكا
يمن يتشظي ويتمزق
لذلك قامت #ثورة_21_سبتمبر”.
أما الناشط احمد الخامري فقد دعا اليمنيين لالمغرر بهم، والذين لازالوا في صفوف دول العدوان على بلاده إلى ترك السلاح والعودة إلى حضن الوطن، وقال: “نصيحة وبراءة للذمة
للذين لازالوا يقاتلون في صف دول العدوان
الوقت ليس في صالحكم فاغنموا الفرصة
ضعوا أسلحتكم ونسقوا للعودة إلى صف الوطن
فالرئيس المشاط أعطى إشارة إليكم
بأن فرصة العفو العام لن تبقى مفتوحة إلى ما لانهاية.
للتذكير
رقم العفو العام (176)
#ثوره_21_سبتمبر”.
هاشم احمد شرف الدين تطرق إلى الانجازات التي ارستها واوجدتها ثورة 21 سبتمبر، فذكر في ثريد من التغريدات عدد من انجازات هذه الثورة، وثمار التصدي الثوري اليمني للعدوان على البلاد، معتبرا ان تأثيرات الثورة اليمنية أنها جعلت من اليمن قما صعبا في المنطقة، واخرجته من عباءة الوصاية الخارجية، وجعلت منه بلدا قادرا على تصنيع اسلحته الاستراتيجية بنفسه.
“من تأثيرات #ثورة_21_سبتمبر أن اليمن أصبح رقما صعبا لا حديقة خلفية للسعودية، وخرج عن الوصاية الأجنبية، وصار يتبوأ مركزا متقدما في تصنيع واستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، مغيرا بذلك معادلات الصراع مع من يعتدي عليه”.
كما اعتبر ان من ثمار الصمود الاسطوري اليمني في وجه العدوان السعودي الاميركي على البلاد، أنه أوجد بين دول تحالف العدوان خلافات جوهرية انتجت انسحاب بعض هذه الدول من التحالف، كما اوجدت خلافات بين احزاب الدول المشاركة في العدوان على اليمن كالولايات المتحدة، فقال: “من ثمار التصدي الثوري اليمني للعدوان نشوب خلافات سياسية بين دول التحالف، وانسحاب بعضها، ونشوب خلافات بين أحزاب الدول المعتدية، كقرار الكونجرس بوقف بيع السلاح للسعودية، بل داخل الأحزاب الحاكمة ذاتها حيث هناك سيناتورات جمهوريون صوتوا ضد حزبهم.”.
السيد الحوثي قال أن النظام السابق وصل في التماهي مع الوصاية الخارجية إلى الوصاية العلنية تحت عنوان البند السابع ووصاية الدول العشر، وأن السفير الأمريكي كان في صنعاء بشكل رسمي وبقرار من مجلس الأمن المسؤول الأول في الوصاية على شعبنا وسلمت له السلطة في ذلك الحين بهذا. ليعبر الناشط حميد رزق عن أن اسقاط الوصاية الاجنبية كان انجازا تاريخيا واستراتيجيا لثورة 21 سبتمبر، كما اعتبر أن حفظ تماسك الدولة لا سيما في هزيمة داعش والقاعدة هو انجاز كبير يحسب لهذه الثورة، فقال: “بالإضافة إلى اسقاط الوصاية الأجنبية كمنجز استراتيجي وتاريخي بعد عقود التبعية وتحويل اليمن حديقة خلفية للجيران حققت #ثوره_21_سبتمبر مكاسب عدة أبرزها حفظ تماسك الدولة والإبقاء على الحد المهم من ادائها؛ تثبيت الأمن وهزيمة القاعدة وداعش في ظل معركةمصير تخوضها اليمن ضدأوسع عدوان خارجي”.
أما محمد عدلان فقد أكد أن انجاز الورة على الصعيد الثقافي والوعي المجتمعي لم يكن شيئا عاديا او بسيطا، وان اليمن لم يشهد تحولا في الوعي يرسخ قيم العزة والاستقلال كما في سثورة 21 سبتمبر، فكتب: “نجاح الثورات يقاس بحجم التحولات ، وما حققته #ثوره_21_سبتمبر من انقلاب عميق في الثقافة والوعي المجتمعي ليس بالشيء العادي ولم يشهد اليمن تحولا كبيرا وانقلابا جذريا باتجاه تقديس قيم العزة والاستقلال والاستعداد للتضحية من اجلها كما هو الحال عقب ثورة 21 سبتمبر”.
وأكد قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي اليوم خلال كلمة متلفزة بمناسبة العيد السادس لثورة الـ21 من سبتمبر، ان التدخل الاميركي في اليمن لم يكن لمصلحة الشعب اليمني بل كان بما يخدم سياساته العدوانية الاستكبارية الاستعمارية. ان الاميركيون وعملاؤهم جعلوا السياسة التعليمية والاعلامية تدجينية وعملوا على تغذية كل عوامل الانقسام الداخلي.
وأشار إلى أن الأمريكيين وضعوا أنظارهم على اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر بدافع عدائي واستعماري وبدوافع غير مشروعة أبرزها الموقع الاستراتيجي لهذا البلد والثروة الطبيعية فيه، وأنهم أدركوا أن شعبنا إذا كان في وضعية متحررة فهو يملك المؤهلات لأن يكون له دور إيجابي وكبير على مستوى واقع الأمة.
وأوضح السيد عبدالملك أن الأمريكيين عمدوا لزيادة تدخلهم في اليمن بعد أحداث 11 سبتمبر ليدفعوا السلطة للدخول في حرب أهلية لاستهداف أحرار شعبنا، مضيفا “التدخلات الأمريكية كانت خطيرة، والسفير الأمريكي كان يتدخل على المستوى الرسمي في كل المؤسسات والوزارات والقضاء والمؤسسات العسكرية“.
وقال إن السفير الأمريكي كان يتدخل في المؤسسات الأمنية والسياسية، وفتح برنامجا في كل مؤسسات الدولة، كما توجه إلى الحالة الشعبية لتنسيق علاقات مباشرة مع بعض المشائخ والوجاهات والمناطق، واتجه أيضا إلى المجتمع المدني ليتغلغل من هذه النافذة، ولم يُبق نافذة من النوافذ التي يمكن أن يتدخل فيها بشؤون شعبنا إلا وتسلل منها، لافتا إلى أن السفير الأمريكي قبل ثورة 21 سبتمبر كان يتدخل بكل شؤون اليمن بما يخدم السياسات الأمريكية الاستعمارية.
وحول تدهور الوضع في اليمن أفاد السيد بالقول: “رأينا بكل وضوح كيف تدهور الوضع في اليمن على المستوى الأخلاقي والاقتصادي والسياسي والأمني والعسكري وبنية الدولة التي كان ينخر فيها السفير الأمريكي كالسوس”، مشيرا إلى أن الأمريكيين دفعوا اليمن نحو الانهيار التام، وأوشك اليمن على الوصول إلى الهاوية لولا ثورة 21 سبتمبر.
وأكد أن النظام السابق لم يدرك أن الشعب اليمني مؤهل للصمود أمام الاستهداف الأمريكي والحفاظ على حريته واستقلاله، فيما حرص الأمريكيون أن ينزعوا من البلد كل عناصر القوة، وتدخلوا في السياسة التعليمية تدخلا خطيرا يقوض المبادئ التي تجعل الشعب متماسكا أمام التدخل الخارجي.
وأضاف أن الأمريكيين سعوا وعملاؤهم لتغذية كل عوامل الانقسام الداخلي، فبرزت إثارة النعرات العنصرية والطائفية والمناطقية، كما عملوا على تعزيز كل ما يمهد للسيطرة الأمريكية المباشرة وينزع عن شعبنا عناصر القوة، لافتا إلى أن المسار الأمريكي كان يهدف إلى بعثرة شعبنا وتفكيك كيانه كي لا يبقى رابطٌ يجمع أبناء البلد ويحميهم من الانقسام.
وأردف السيد عبدالملك أنه في عهد النظام السابق لم يعد للثروات النفطية أي أثر إيجابي لمعالجة المشكلة الاقتصادي، حيث اتبع النظام السابق سياسات اقتصادية تدميرية، وكل موارد الدولة كان لا أثر لها في حل المشكلة الاقتصادية.
وبشأن الضائقة المعيشية اليوم، أوضح السيد عبدالملك أنها نتيجة لحرب شاملة على بلدنا، وحصار خانق ومنع لسفن المشتقات النفطية من الدخول، والسيطرة على الثورة النفطية من العدوان وعملائه.
وبيّن أن الدولة في صنعاء اليوم ليست بيدها الثورة النفطية ولا المنافذ البرية والجوية، وسفن المشتقات يمنعها العدوان من الدخول إلى ميناء الحديدة، لافتا إلى أن تحالف العدوان أوقف نشاط البنك المركزي وتآمر على العملة الوطنية واستهدفها في قيمتها أمام الدولار، إضافة لكثير من المؤامرات على أبناء البلد.
وأوضح أن هناك فرق بين الضائقة المعيشية التي نعيشها اليوم نتيجة العدوان، والانهيار الاقتصادي قبل ثورة 21 سبتمبر الذي كان بفعل سياسات وتوجهات وإملاءات.
ولفت إلى أن تحرك شعبنا في ثورة 21 سبتمبر لم يكن منحصرا بمكون معين، بل كل الأحرار في هذا البلد تحركوا بمسؤولية ووعي في ثورة شعبية مميزة، مؤكدا أن ثورة 21 سبتمبر كانت نابعة من وعي وإحساس بالمسؤولية ومن واقع معاناة حقيقية، ولم يكن تحركا بدفع خارجي. وأن هذا التحرك كان حكيما ومميزا بخطواته الفاعلة والقوية ويعبر عن هوية الشعب اليمني، شعب الإيمان والحكمة، لافتا إلى أن الحالة الشعبية في ثورة 21 سبتمبر كانت تقابل حالة الخنوع والتذلل أمام الأمريكيين والأجانب في الواقع الرسمي.