ما أهمية أن تفهم قاعدة أن كل تشريعات الله تنطلق من أنه رحيم؟
الصمود
الصمود- ثقافة قرانية.
🔶 أسئلة قبلية
🔸 – ماذا يعني الخشوع في الصلاة؟ وكيف يتجلى في الوقوف؟
🔸 – ما الذي تمثله سورة الفاتحة في القرآن؟
🔸 – ماذا تعني “بسم الله الرحمن الرحيم”؟
🔸 – ما أهمية أن تفهم قاعدة أن كل تشريعات الله تنطلق من أنه رحيم؟
🔸 – يقول الله تعالى عن الجهاد: { ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} فكيف سيكون الواقع عند غياب الجهاد؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
إنه عذاب من أقول عندما أبدأ أدخل في الصلاة: [الله أكبر]، إن عذابه سيكون أكبر من عذاب أي طرف آخر، {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} (البروج12) بطش شديد لكننا لجهالتنا بالله، ولأننا لا نعي عندما نقول: الله أكبر، ماذا تعني، هو أكبر في ترغيبه، أكبر في ترهيبه، أكبر في رحمته، أكبر في هديه، أكبر في كل شيء.
هنا في الدنيا قد يأتي بعض الناس يدخل في موقف باطل مقابل مصلحة محدودة معينة رغبوه بها، رشِّح فلان، وسنعطيك رتبة عسكرية، أو نعطيك وظيفة، أو مستعد أن أقوم معك في موقفك من فلان، أو أعطيك مبلغ خمسة آلاف، أو.. أو..، من هذه المصالح البسيطة جدًا، فيقف موقفًا باطلًا، يبيع دينه بثمن بخس؛ لأنه رأى هذا الشيء القليل هو أكبر من الجنة.
أليست الجنة أكبر نعيم؟ (موضع سوط في الجنة – كما روي في الأثر – أفضل من الدنيا وما فيها) موضع سوط في الجنة، لا، الجنة هذه صغيرة، نحن في الواقع نرى الجنة صغيرة، ونرى النار صغيرة، ونرى الله صغيرًا، ونحن بحاجة، الإنسان بحاجة دائمًا إلى أن يذكِّر نفسه بأن الله أكبر، بأن إلهه أكبر، فإذا ما رُغّب في الدنيا يتذكر بأن ترغيب إلهه أكبر، إذا ما رُهِّب من قبل طواغيت الدنيا يتذكر بأن ترهيب إلهه أكبر.
فجاء التكبير في الصلاة هو أول ذكر تفتتح به الصلاة، وجاء التكبير من الأذكار المشروع للإنسان أن يرددها دائمًا: [سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر] كم تقول من تكابير داخل الصلاة! تكبيرة الإحرام، تكبيرة الركوع، تكبيرة القيام من الركوع، تكبيرة السجود، الاعتدال، السجود مرة أخرى، كم تكبيرات يقولها الإنسان داخل الصلاة! ثم نصلي عامًا بعد عام، ولا نلمس أثرًا للتكبير، لذكر واحد من أذكار الصلاة في نفوسنا! لا نلمس أثرًا لهذا الذكر!
أليست التكبيرة وحدها، لو كنا نعي معناها، لتحول الناس تحولًا كبيرًا، لانطلقوا كالصواريخ؛ لأنهم يخافون الأكبر، ويرغبون فيما عند من يقولون إنه أكبر من كل كبير. يخيفنا مدير ناحية يخيفنا محافظ، يخيفنا رئيس، يخيفنا يهودي، يخيفنا أبسط الأشياء؛ لأن كل شيء نراه من هذه الأشياء التي ليست بشيء أمام عذاب الله، هي في الواقع ننظر إليها أكبر من ذلك الوعيد.
الإنسان بعد أن يقول: الله أكبر، يقف قائمًا، والمطلوب أن تكون في وقوفك، وفي الصلاة كلها خاشعًا، والخشوع أيضًا في شكلية وقوفك أمام الله سبحانه وتعالى، وفي سكونك، وأفضل وقفة خشوع هي الوقفة التي نقف عليها نحن في صلاتنا بإرسال أيدينا.
عندما نتأمل وقفة الوهابيين مثلًا في صلاتهم، هي وقفة أُبَّهة، وكبرياء، ليست وقفة خشوع. يفك رجليه، ويبرز بطنه، ويضم يديه، [ويقْعَل] رأسه، ويقول: [الله أكبر]! الضم أساسًا هو وقفة أبهة، ليست وقفة خشوع، يصلح أن تضم عندما تخطب. لاحظ، جرب أنت من نفسك، عندما تجعل يدك فوق يدك، وأنت تدخل في مجلس، ماذا سيقول الآخرون؟ يعتبرون أنك وقفت وقفة [مِنَخِط]، جرب أن تدخل على ناس في مجلس كهذا، في الباب تقف كوقفة الوهابي في صلاته، وانظر ماذا سيقول الآخرون عندما يرونك؟ [اليوم أنت مِنَخِط يا خبير].
إنها ليست وقفة خشوع، هي وقفة أبَّهة، ووقفة نخيط، تصلح إذا أنت تخطب، إذا أنت تخاطب جماهير، إذا أنت [تِتْحَاول] إذا أنت تريد [تنخط]، تعمل هذه، هي من الآداب في حالة مثلًا الخطاب، من الآداب أن تضع يدك على يدك مثلًا؛ لأن الخطيب المطلوب فيه أن يقف وقفة أبهة أمام الآخرين، أمام الناس، شخصية وهو يخاطبهم. لو يدخل جندي على ضابط بالشكل الذي يكون عليه الوهابي عندما يقف في الصلاة لصفعه في وجهه.
كيف التحية العسكرية للضباط؟ أليست هكذا، إرسال؟ كيف الوقفة لِلعَلَم؟ أليست إرسال؟ كيف الوقفة للنشيد الوطني؟ أليست إرسال؟ تشاهد في التلفزيون عندما تأتي تحية، عندما يعزف النشيد الوطني، أليسوا كلهم يقفون مرسلين؛ لأنها وقفة يعتبرونها وقفة إجلال، وخضوع للنشيد الوطني، الذي يعبر عن الوطن بكل ما يعنيه النشيد، ووقفة للعَلم أيضًا، تكون كل وقفة خشوع، معروف حتى عسكريًا، لا بد أن تكون الإرسال.
الصلاة لا بد أن تكون فيها خاشعًا، فأن تقف وقفة ليست وقفة خشوع أنت لا تفهم الصلاة. نحن نقول: الضم لا أساس له؛ لأنه واقعًا ليس وقفة خشوع، حقيقة ليس وقفة خشوع، ونشاهد، ونلمس من أنفسنا، الجندي يدخل على الضابط في التحية العسكرية، هل العسكري ممكن يضم، ويقف كوقفة الوهابي أمام ربه، يفتح رجليه، ويبرز بطنه، ويضم، [الله أكبر]. هذا ليس خشوعًا؛ ولهذا تجد صلاتهم لا تساوي شيئًا.