التاريخ يعيد نفسه..
مريم دبوان العبدلي
الثلاثون من نوفمبر ١٩٦٧م التاريخ العريق الذي يعيد مايرويه الأجداد عن رحلة الكفاح وعن جسام التضحيات التي قاوموا بها .
سياسة الأرض المحروقة لمحتل بريطاني لم يكن يرى في جنوب اليمن سوى منفذا بحريا يصل الشرق بالغرب ليكرس من خلاله هيمنته الاستعمارية التي خطط لها منذ قيام الحرب العالمية الأولى وتبنيه للحركة الصهيونية حينما بدأ مؤسسها (تيودورهرتزل) بوضع مخططاته الخبيثة لربط البحر الأحمر بالبحر الميت ثم إلى البحر المتوسط (قناة البحرين) وذلك قبل نصف قرن من قيام الكيان الإسرائيلي .
لذا فقد استشرست محاولاته في جعل عدن مستعمرته الخاصة و بقية أراضي جنوب اليمن وجزره محميات شرقية وغربية فتتها إلى واحد وعشرين سلطنة وإمارة ومشيخة معمقاً بذلك لغة التناحر والتفرقة والاقتتال التي مازالت اليمن تكابد تبعاتها حتى اليوم، وباختلاف الأساليب التي انتهجها في سياسات الترغيب والترهيب.
فهو كأي استعمار لا يمكنه أن يجعلك تنعم بالسعادة والكرامة وخيرات وطنك التي ستجعلك أكثر منه رغداً وقوةً ومكانة لستعيد حضارتك التي يفتقدها، ولكن البأس اليمني استطاع أن يحقق النصر ويلحق الهزيمة بالمستعمر الذي مازالت قبور قادته الجبانة وجنوده الضعيفة شاهدة على هزيمته رغم أساطيله و ترساناته العسكرية وطائراته الحربية،
ستظل عظمة التاريخ اليمني عقبة أمام أطماعهم الخبيثة والمتجددة عبر عملائهم من أولاد زايد وسعود و في الخليج ومن ضعفاء النفوس وخونة الأنظمة السابقة في اليمن .
والآن التاريخ يعيد نفسه.. فكما نحتفي اليوم بذكرى عيد الاستقلال ال 53 لطرد وجلاء آخر جندي لمستعمرٍ بريطاني بغيض، سنحتفي قريباً إن شاء الله بدحر وجلاء آخر محتل عميل وصهيوني عدو لله و لليمن، بنضال وبسالة شرفاء يمننا المنتصر بإرادة الله تعالى .