صمود وانتصار

كاتب اسرائيلي يكشف عما يريد نتانياهو القيام به قبل تنصيب بايدن

الصمود

الصمود|فلسطين المحتلة..

قال كاتب إسرائيلي إن موجة جديدة من عمليات تسريع البناء الاستيطاني وهدم وإخلاء منازل الفلسطينيين في الضفة والقدس، تسبق تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، مشيرا إلى أن تسريع البناء في مستوطنة جفعات هاماتوس يمنع من قيام حل الدولتين عبر قطع التواصل الديموغرافي بين شرق القدس وبيت لحم بالضفة.

وأضاف دانيال زيدمان بتقريره على موقع “محادثة محلية”، وترجمته “عربي21″، أنه “لم يتم القيام بهذا خلسة، بل تجلى بزيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للمستوطنات، وقد تمت في وضح النهار، والفهم الإسرائيلي العام أن هذا التسريع هو محاولة في اللحظة الأخيرة من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس دونالد ترامب وبومبيو والسفير الأمريكي لدى “إسرائيل ” ديفيد فريدمان”.

وأشار زيدمان، وهو محام وباحث في شؤون “جيوبوليتيكا” القدس، إلى أن “جهود نتنياهو الاستيطانية ليست فقط لتأسيس حقائق لا رجوع فيها على الأرض، ولكن أيضًا لتأسيس معيار جديد من شأنه أن يحقق “إسرائيل” الكبرى، والانفراد الإسرائيلي بالقدس”.

وقال إن “الواقع أكثر تعقيدًا مما يدركه الإسرائيليون، فلا شيء يكشف عن هذه النية أكثر من الاستيطان المتسارع في القدس وحولها، وفي أحياء مثل جفعات هاماتوس، وهي تل صخري شرقي القدس، تقع بين مستوطنة غيلو والخط الأخضر، وحي بيت صفافا شمالا، ومستوطنة هار حوما شرقا، وتريد إسرائيل تحويلها لأول مستوطنة كبيرة منذ التسعينيات، مع 3000 وحدة استيطانية”.

وأوضح أن “البناء الاستيطاني في جفعات هاماتوس سينشئ حاجزا حقيقيا بين شرق القدس وبيت لحم جنوبا، ما يجعل من المستحيل رسم حدود على أساس ديموغرافي، وبهذا المعنى، فسيكون لها تأثير مدمر على إمكانية حل الدولتين في المستقبل، ولا عجب إذن أن المجتمع الدولي اعتبر أن لهذه المستوطنة آثارا استراتيجية على أي ترتيب محتمل، حتى إن معارضة شبه كاملة بين حلفاء “إسرائيل” المقربين، قد تمنعها من تنفيذ هذه الخطة”.

وأكد أنه “في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، وبعد سنوات من التأخير، أصدرت إدارة الأراضي الإسرائيلية شروط المناقصة التي يحتاجها المقاولون لبناء 1257 وحدة استيطانية في هذه المستوطنة، وسيكون الإعلان عن الفائزين نقطة اللاعودة، وبعدها سيصبح بناء هذه المستوطنة حتمياً، وبموجب شروط المزادات، سيكون الموعد النهائي لتقديم العطاءات قبل أو مباشرة بعد تنصيب الرئيس بايدن في 20 يناير”.

وأشار إلى أنه “في السنوات الأخيرة، عبرت 17 دولة أوروبية عن قلقها العميق، ومعارضتها القوية والمشتركة للخطة الاستيطانية، مع أن جفعات هاماتوس ليست الخطة الاستيطانية الوحيدة بشرقي القدس التي اتخذت الطريق السريع، إذ ظهرت خطة أخرى عندما طلب نتنياهو الإذن من بومبيو لبدء بناء حي استيطاني جديد في عطيروت شمالي القدس، لخلق حقائق على الأرض قبل تولي بايدن منصبه في يناير”.

وشدد على أن “مخططات أخرى موجودة لتغيير الخريطة في القدس، وسحق إمكانية تسوية الدولتين، ففي فبراير، أعلن نتنياهو لأول مرة عن نيته نشر المناقصات الاستيطانية في خضم حملة انتخابية حول مصيره السياسي، بالبناء في منطقة إيه1. وجنبا إلى جنب، هناك المستوطنة القائمة في غيلو، وجبل حوما، وجفعات هاماتوس، وتوسيع مستوطنة هار غيلو، وسيتم إنشاء منطقة عازلة كاملة بين شرقي القدس وبيت لحم”.

وأوضح أن “مستوطنة إيه1، هي الأكثر شهرة في جميع المخططات الأخرى، وسوف تقسم الضفة إلى كانتونين منفصلين، ما يحول دون اندماج القدس ومحيطها في أي دولة فلسطينية مستقبلية، وسيكون لها تأثير مدمر على أي ترتيب مستقبلي يقوم على حل الدولتين”.

وأضاف أنه “وفقًا لصفقة القرن الخاصة بترامب، فإن عطيروت هي المنطقة الوحيدة في القدس المصممة لخدمة الفلسطينيين، من أجل إلغاء تأميم الجمهور الفلسطيني في شرق القدس، ومن الواضح أن نتنياهو طلب إذنًا من بومبيو لخرق الصفقة، واستبدال مستوطنة جديدة بهذه “المنطقة السياحية الخاصة”، وحرمان الفلسطينيين من المكون الوحيد الذي كان من المفترض أن يكسبوه”.

وطرح الكاتب جملة من الفرضيات حول “ما الذي يخطط له نتنياهو من هذه المشاريع الاستيطانية، باستثناء خلق وقائع ميدانية قبل تنصيب بايدن، من حيث ترشحه للانتخابات القادمة، حيث إنه يبدو أكثر فأكثر أن نتنياهو سيأخذ “إسرائيل” لجولة جديدة من الانتخابات في الربع الأول من 2021، لأن استراتيجيته الانتخابية القديمة تتمثل بتحصين قاعدته بالمستوطنين، وهو وحده القادر على ذلك”.

وختم بالقول إن “المشاريع الاستيطانية التي يشرف عليها نتنياهو ترمز إلى رفضه لحل الدولتين، وستجعل تطبيق هذا الحل مستحيلاً في الواقع، وكأن نتنياهو يوجه رسالة واضحة إلى بايدن: “لا تفكروا في حل الدولتين، القدس خرجت عن طاولة المفاوضات، وستبقى خارجها”.