صمود وانتصار

بينهم سياسيون.. تصاعد وتيرة عودة المغرر بهم الى صنعاء

الصمود|الاخبار

عندما اصدر رئيس المجلس السياسي الاعلى في صنعاء الشهيد صالح الصماد قرار العفو العام في 20 أيلول/ سبتمبر 2016، عن كل مدني أو عسكري شارك بالقول والفعل في جريمة العدوان من اليمنيين المخدوعين والمغرر بهم، والذي مدده المجلس العام الجاري، شكك البعض في جدوى القرار، بسبب الاموال التي انفقتها السعودية والامارات لشراء ذمم بعض ضعاف النفوس، واستخدامهم كمرتزقة لمقاتلة ابناء شعبهم، ولكن مع تصاعد دفعات عودة المخدوعين والمغرر بهم الى الصف الوطني، كشف عن حكمة وبعد نظر الشهيد الصماد والقيادة اليمنية.

يوم الاثنين الماضي استقبل المركز الوطني للعائدين بصنعاء مجموعة من المخدوعين، بينهم قائد ما يسمى بمحور آزال في باقم العميد هاني الوصابي، وقائد الكتيبة الأولى لما يسمى بلواء الفتح في الجوف المقدم رمزي الظاهري بعدتهم وعتادهم والذين كانوا في عدد من معسكرات العدوان ومرتزقته.

وقبل ذلك استقبل المركز الوطني دفعة من العائدين إلى حضن الوطن قوامها 176 من ضباط وأفراد ومنتسبي ما يسمى باللواء السادس حرس حدود التابع لقوى العدوان. كما استقبلت صنعاء في وقت سابق ايضا 50 ضابطا وضابط صف وجنديا، بعد ان تركوا معسكرات العدوان وعادوا إلى الى الصف الوطني.

كما تمكنت مجموعة من المغرر بهم من الالتحاق بالصف الوطني، بعد تركهم معسكرات قوى العدوان بالساحل الغربي، وعلى رأسهم مدير العمليات الحربية لما تسمى قوات المقاومة بالساحل العميد الركن عبدالملك خماش الأبيض.

مصادر عسكرية في صنعاء كشفت عن اسماء بعض كبار الضباط الذين انشقوا عن قوات عبدربه منصور هادي منهم ، قائد لواء العز في الجوف، والعميد حمد راشد الحزمي، وهو رئيس مجلس قبائل دهم في محافظة الجوف، وركن الاستخبارات في اللواء الثالث عروبة العقيد أحمد عباس السدعي، ونائبه المقدم عمار مصلح الحربي، ونائب ركن القوى البشرية الرائد محفوظ عبده المدية.

يبدو ان الطريقة المهينة التي يتعامل بها العدوان مع مرتزقته الذي اشتراهم بثمن بخس وما يتعرضون له من ضرب وسجن وعقاب جماعي مذل، في حال عدم تنفيذ الاوامر، او الشك في ولائهم، بالاضافة الى انكشاف اهداف تحالف العدوان على اليمن، والتدمير الممنهج للبلاد وقتل اليمنيين واحتلال الأرض اليمنية، دفع بمن لا زال في نفسه كرامة وغيرة على وطنه وعرضه أن يغادر صفوف العدوان ويلتحق باالصف الوطني ويدافع عن بلده وشعبه.

يبدو ان الانشقاق عن قوى العدوان ومرتزقته لم ينحصر في الجانب العسكري، بل امتد الى الجانب السياسي ايضا، حيث كشفت صحيفة “الاخبار” اللبنانية ، عن ان وزارة الخارجية في صنعاء استقبلت، وفقا لمصادر وصفتها بالمطلعة، قرابة 60 طلبا لعودة سياسيين وقيادات في حكومة هادي من الدرجتين الثانية والثالثة، وأعضاء مجلس شورى وشخصيات اجتماعية وإعلامية خلال الفترة الماضية. ووفقا للمصدر، فإن مريدي العودة من السياسيين طلبوا الأمان، ومعاملتهم بموجب قرار العفو العام.

رغم التعامل الاستعلائي والوحشي لقوى العدوان مع المغرر بهم والمخدوعين، ورغم انكشاف اهداف العدوان وعلى راسها تقسيم اليمن ونهب ثرواته واحتلال جزره وموانئه، الا انه يبقى الصمود الاسطوري للقوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية والشعب اليمني، امام تحالف العدوان الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي، وامام الحصار والتجويع والقتل خلال السنوات الست الماضية، هو العامل الابرز والاهم الذي اعاد الشعور بالكرامة الوطنية الى نفوس البعض، من الذين باعوا هذا الشعور في لحظة ضعف وبثمن بخس، للسعودي والاماراتي.