الكفرٌ بثقافة الاستجداء
🖋️سيف الدين المجدر
عندما نتحدث عن الاكتفاء الذاتي، ونتحدث عن الجبهة الزراعية والإنجازات الحاصلة حالياً في هذا الجانب، فنحن لا نحمل جهة معينة أو مكوناً سياسياً، أو مجموعة من الأشخاص هذه المسؤولية دون غيرهم، لأن الاكتفاء الذاتي هو لنا جميعاً باختلاف مكوناتنا السياسية، فإذا جاع أولادي سوف يجوع أولادك، وإذا عاش أولادي حياةً رغيدة، فأولادك سوف يعيشون حياةً رغيدة، وهكذا. أرأيتم!!؟ نحن نتشارك المصير نفسه، وإذا ما اشتد الحصار وانقطع عنا الغذاء، عندها لن يفرح أحد بجوع أحد، فهذا هو مصيرنا المشترك… نحن على رقعةٍ واحدة نتشارك ألام الحرب ومرارة الحصار.
إن جبهة الزراعة والبناء جبهةٌ مشتركة ونحن جميعاً في خنادقها شئنا أم أبينا ، بخبراتنا وبجهودنا، ونحن من نحدد مصير الأجيال القادمة، وعلينا جميعاً أن ندرك أهمية هذا الهدف السامي الذي سوف يسجد له التاريخ إجلالاًً وتعظيماً.
وعلي الجميع أن يرموا كل سفاسف الأمور خلفهم، ويوحدوا الجهود فالآن ليس وقت الخوض فيما لا ينفع، لأن الغزاة الذين سعوا إلى إركاعنا عسكرياً وفشلوا، سوف يسعون إلى إركاعنا اقتصادياً ولكن هيهات…هيهات أن يكون لهم ذلك، فهذه الشواهد جليةٌ في الميدان، شواهدٌ لمعجزاتٍ إلهية تمثلت في أمطار الخير والبركة، وشواهد الرجال التي تمثلت في تحركاتٍ رسمية وشعبية على أرض الواقع، بروحية ثورية لا تعرف المستحيل، تؤمن بالله، وتكفر بثقافة الاستجداء التي يسعى العدو إلى زرعها في نفوس هذا الشعب الكريم من خلال وسائل متعددة، ومن خلال المثبطين في الداخل.
كل المعطيات على الأرض تبشرُ بثورةٍ زراعية قادمة، سوف يصنعها اليمانيون الذين- لطالما بتوحدهم- صنعوا المعجزات، ولطالما كان الحفاةُ منهم يبددون أحلام الغزاة، وقد أشار قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – إلى أهمية هذا الجانب الذي سوف يكفل لنا الحرية والاستقلال من قبضة الوصاية، وهنا يجب أن ندرك مدى أهمية هذا الأمر الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقدراتنا العسكرية، والذي يعتبر أحد أهم عوامل الصمود والثبات في مسار المواجهة مع الأعداء .
اليمن التي لطالما قذفوها بالفقر والجوع وشحة الموارد، هي اليمن التي سوف تنهض من تحت ركام الحرب الظالمة، بأيادي أبنائها الشرفاء والأحرار الذين يأبون الضيم والذل والارتهان لكل طغاة الأرض، مهما بلغت إمكانياتهم وبلغ مكرهم، وسيمضي الشعب اليمني نحو النصر بخطوات ثابتة لا تعرف التواني.
قال تعالى {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}