لم يعد من المستغرب سماعُ أي خبر يحكي عن تنامي العلاقة الحميمية التي تربط الكيان الصهيوني بدويلة الإمارات المتحدة، خُصُوصاً بعد أن تم إشهار تلك العلاقة علناً في حفلة خيانة رسمية أقيمت في واشنطن نهاية العام 2020م..
عملية التطبيع التي كانت تدار على استحياء من تحت الطاولة خلال العقود الماضية أصبحت مؤخّراً علنيةً ووصلت إلى حَــدٍّ يتعدى حدود الدهشة والغرابة واللامعقول؟!
– سفير الإمارات في واشنطن يشعل الشموع ابتهاجاً بعيد الأنوار الصهيوني!!..
– إماراتيون يذهبون مع عوائلهم وأطفالهم إلى أمام “حائط البراق” في مدينة القدس المحتلّة ليشعلوا الشموعَ هناك ويمارسون طقوساً يهودية بافتخار!!..
– هروب (أو بالأصح انتقال) كثير من تجار المخدرات والقتَلة الصهاينة إلى دبي لممارسة أعمالهم هناك، وما أن وصلوا حتى بدأوا يسخرون من الأمن الإماراتي وحفاوة الاستقبال؛ ليقول أحدهم: “يستقبلنا الأمن الإماراتي بقليل من الأسئلة وكثير من الحب”!!
– حاخام يهودي يؤكّـد افتتاح مدارس وكنائس يهودية في الإمارات!!..
ما ورد آنفا يعتبر قشةً صغيرةً من كَومة الأنشطة والممارسات التي تطالعنا بها وسائل الأعلام المختلفة عمّا يجري في الإمارات بين “العشيقين التائهين”،
لتتطور قصة حبهما إلى أن وصلت إلى استضافة وفودٍ صهيونيةٍ داخلَ البيوت الإماراتية جهاراً نهاراً، وممارسة الطقوس اليهودية على طاولات الطعام ومشاركتها الأعياد الصهيونية كما حدث في مستوطنة دبي التي طأطأ بُرجها (الأطول في العالم) رأسه بعد انحناء رؤوس مشيخاته أمام الشمعدان الصهيوني احتفاء بما يُسمى (عيد الأنوار) الصهيوني تحت ذريعة حوار الأديان وتحقيق السلام المفقود أصلاً.. والذي غاب تماماً في فلسطين واندثر..
لم يقف الخزيُ الإماراتي هنا بل تطاول إلى أن ذهبت وفودٌ إماراتية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة لمشاركة المحتلّين طقوسهم الدينية أمام حائط المبكى، في مشهد يعكس مدى الانحطاط الذي وصل إليه النظامُ الإماراتي أمام أسياده الصهاينة..
ممارسات صدمت الشعوب العربية عامة والشعب الفلسطيني خَاصَّةً، وكشفت للعالم بأسره مدى العمالة والتقارُبِ الذي كان عليه الصهاينة والنظام الإماراتي منذ عقود..
كل تلك المهازل العلنية يبدو أن أولاد زايد وكيان الاحتلال يهدف من ورائها إلى طمس الهُـــوِيَّة العربية وتصفية القضية الفلسطينية عن طريق تصوير الود المدنس الذي تظهره وسائل الإعلام الإماراتية والعبرية ووسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لتهجين الأُمَّــة وتعويد العوائل والأطفال على التلمود المستعرب والاقتناع به خدمة للكيان الصهيوني وَتثبيت احتلاله واغتصابه لأرض فلسطين العربية..
وأمام هذا الخنوع والخضوع والذل والمهانة وسقوط النظام الإماراتي وبعض الأسر الإماراتية في أحضان العوائل الإسرائيلية تتجلى بوضوحٍ محاولةُ شرعنة الزواج العُرفي الذي عُقد بين الكيانين المجرمين والمعاديين للأُمَّـة العربية والإسلامية..
لكن ومهما تطاول أُولئك الأذناب وحاولوا طمسَ العروبة من الشعوب العربية إلا أن هناك في الإمارات وباقي الدول الخليجية والعربية من سينهض رافضاً لتلك الوقاحات الفجة، وعلاقات السفاح المعلَنة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كما حدث مع الشعب المغربي والسوداني ومن قبلهما الشعب البحريني الذين خرجوا رافضين لتلك العلاقات المحرمة شرعاً بين الكيان الصهيوني وانظمتهم العميلة..
كما أن لدول محور المقاومة وللشعب الفلسطيني كلمةً فاصلةً هي التي ستعيد مجدَ الأُمَّــة العربية وتُرجع ما سُلب منها بالقوة باستخدام القوة أَيْـضاً.
وستكون الانطلاقةُ من أرض كنعان التي سينتفض شعبها وفصائلها موحَّدين في غزة والضفة والقدس وأريحا وجنين وغيرها من مدن فلسطين المحتلّة لحماية أرضهم والمقدسات الإسلامية فيها، من المحتلّين والعملاء..
وستنهض الشعوبُ العربية من نومها قريباً بعد أن أدركت مخطّطات الأعداء ودناءة العملاء، مثلما أدركها أبناءُ الحكمة والإيمان، وأيقنوا مدى خطورة تلك الأنظمة العملية التي تدّعي العروبةَ وتتخذ من الإسلام والسلام عباءةً لتداري خُبثَها ودنسَها الصهيوني.
والقادمُ بإذن الله سيكونُ عزًّا ونصرًا لليمن ولفلسطين ولكل دول المقاومة وللأُمَّـة الإسلامية والعربية وتطهيرًا لممالك الخليج من قاذورات التطبيع ومشيخات الترف والعمالة والصهينة.