لا تخافوا من أمريكا فهي من تخاف منكم
الصمود
ثقافة قرانية | الصمود
وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ}(الأنعام:81) وفعلاً قدم هذا منطقاً قوياً جداً في الاحتجاج؛ لأنهم هم بالنسبة لهم عندما يذكِّرهم بالله هم يعرفون أنه خلق السماوات والأرض، هو الذي خلقنا، هو قادر على كذا هو… هو إلى آخره. إذاً أنتم تخوفونني بهذه الأصنام التي تنحتونها أنتم، كيف تخوفونني بآلهتكم هذه {وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً} أنتم الذين يجب أن تخافوا أنكم أشركتم بالله، فأنتم في موقع من يجب أن يخاف عذابه، من يخاف عقوبته.
ولاحظ كيف قدمها نبي الله إبراهيم بأسلوب راقٍ، تجد أسلوباً الناس بحاجة إليه الآن، عندما يأتون يخوفونك من دولة، يخوفونك من أمريكا، يخوفونك من كذا، والقضية عندما تجد القرآن الكريم هم من يجب أن يخافوا هم؛ لأنهم هم الذين ابتعدوا عن الله، وهم الذين يعتبرون الآخرين وكأنهم أكبر من الله، وهم الذين جعلوا الآخرين وكأنهم أنداداً لله، فهم ماذا؟ الذين يجب أن يخافوا هم من الله، يعني هم مثلما قال الله في آية أخرى: {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}(الزمر: من الآية36).
إذاً فمن هو الذي يجب أن يخاف، الذي يتجه إليه الله فيضربه، أو حجر صماء، أو إنسان كيده ضعيف، أو إنسان هو نفسه الله قاهر فوقه، إنسان مغلوب على أمره، من الذي يجب أن يخاف، من؟ أليس هم الآخرون، هذا يحصل، أليسوا الآن يخوفون الناس؟ فالناس بحاجة إلى أن يقولوا: وكيف أخاف – إذا صحت العبارة – يعني أجواء هذه العبارة التي حكاها الله عن إبراهيم، يخوفك [سيأتي عليك وبا.. وبا.. وبا…] أليس هنا يقدم تخويفاً ممن؟ من الذين من دون الله، قل له: وأنت لاحظ في القرآن ماذا قال لك: سيأتي كذا [وبا.. وبا.. وبا… إلخ] من هو الذي يجب أن يخاف؟ هل الذي وراءه الله أو الذي وراءه إنسان ضعيف؟ الله قاهر فوقه، يستطيع يوقفه، ويحبط عمله وكيده.
بعد ذلك قال: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ} من الذي يعتبر آمن في الواقع؟ وأحق أن يقال له آمن؟ {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، تفهمون الأشياء برؤية من خلال المقارنة، {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ}(الأنعام:82) هم الموعودون بالأمن، هم الذين يستحقون أن يقال أنهم آمنون، {وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.
السيد حسين بدرالدين الحوثي .. رضوان الله عليه
من ملزمة ” [سورة الأنعام ــ الدرس الخامس والعشرون]