صمود وانتصار

الشيخ عيسى قاسم: لو رفعت العقوبات على إيران، وتوقفت الحرب على اليمن توقفاً نهائياً،لكان في ذلك نصر للمنطقة بكاملها ولكلٍّ من الأمتين العربية والإسلامية

الصمود|وكالات| أكد الشيخ عيسى قاسم بأن شعب البحرين سيواصل حراكه التغييري على طريق الإصلاح لا الإفساد حتى يوم النصر، واحقاق الحقّ، واخراج الوطن من محنته.

وقال الشيخ عيسى قاسم في كلمته، اليوم الأحد، خلال مراسم أقيمت في مدينة قم الإيرانية لمناسبة الذكرى الـ10 لانطلاق ثورة 14 شباط/فبراير البحرينية، إنه “انطلق الحَراك الشعبي في صورة اعتصام شعبي حاشد هائل احتجاجي في دوّار اللؤلؤة على سوء الأوضاع مطالبٍ بالتغيير الجدّي الذي ينهي المعاناة الشعبية، ويضع حدّاً لحالة التهميش للشعب واستئثار النظام بالسلطة مع التعامل التعسّفي معه”.

وأضاف أنه انطلاقاً “من التعامل الطاغوتي مع الشعب، ومن كون الشعب عزيزاً لا صبر له على الضيم، ولا يقبل العبودية لغير الله سبحانه. وفي ظل هبوب رياح الربيع العربي؛ انطلق الحراك الشعبي التغييري بأسلوبه السلمي في البحرين، مستهدفاً التغيير الإصلاحي الجدّي الذي لا يقف عند حدّ الحلول الشكلية ولا السطحية ولا المجزوءة فضلاً عن الوعود المعسولة والتمنيات الكبيرة الساخرة”.

لكن “ما حدث من جانب النظام أنْ فَقَدَ أعصابه ولم تبقَ له ضابطة من دين ولا ضمير ولا قانون عالمي في ردّة فعله الجنونية ضد الشعب، فأسالَ الدماء البريئة، وملأ السجون، وحطّم حاجز كل الحرمات، ولم يسلم مقدّس من المقدّسات من جوْره”.

ولفت إلى أن النظام البحريني “استجلب القوات الخليجية لوأد الحركة الشعبية والقضاء عليها قضاءً نهائياً، يُتيح له أن يتصرف كيفما شاء في مصير الشعب من غير صوت منكِرٍ أو كلمة معارضة”.

وتابع: “ها قد قضى شعبنا الصامد الصبور عقداً من الزمن مرَّ على انتفاضته مستمراً في حراكه مُصِرَّاً على تحقيق مطالبه، واسترداد حقوقه، مشحوناً بروح العزيمة على مواصلة حراكه السلمي مهما طال الزمن. وسيواصل هذا الشعب حراكه التغييري على طريق الاصلاح لا الافساد حتى يوم النصر”.

وأكد شيخ قاسم أن الحراك في البحرين من أجل وطنٍ للجميع خالٍ من الإخلال بالعدل والتلاعب بالثروة العامة والتحكم بظلم، وخال من تقديم أو تأخير بلا وجه يقبله العقل والشرع. من أجل وطنٍ حرّ نظيف لا يكون مزرعة للفساد والمفسدين.

وشدد على أنه وبعد مرور عقد من الزمن مضى على الانتفاضة، فإن “المعارضةُ ثابتةٌ على مطلبها التغييري بهدف الاصلاح الجذري الجدّي، الذي لم يحصل منه شيء، وعزمُها الصلب المضيّ على الطريق وإنْ طال وصَعُب حتّى تحقيقِ الهدف. الثبات عند المعارضة ليس لعقدٍ من الزمن أو عقدين أو ثلاثة وحسب”.

وأكمل  بالقول “إنّ الموقف عند كلّ المعارضة هو الثبات حتى النصر، وهذا ما أعلنه شعار العام المشترك”، مشيراً “عقدٌ من الزمن مرَّ على الانتفاضة والأسلوبَ القمعي الذي يتعامل به النظام مع المعارضة والشعب كلّه لم يتراجع، والأساليب القمعية على يده مستمرة في التفنن، وأحكامُ السجن، والسجنِ المؤبد، والاعدامِ والتهجير وسحبِ الجنسية والمداهماتِ وكلّ أنواع التضييق والتهميش وخنق الحرية الدينية، وحرية التعبير، متدفقة، والشعب في السجون وخارجها كلُّه تحت طائلة الاضطهاد المبالغ فيه”.

ولفت إلى أن “النظام تخطَّى في هذه السنة من عمر الحراك كلّ الحدود، ليس بالنسبة لحقوق الشعب وكرامته فقط، بل مع تحديه للشعب، تحدي كلّ الأمة وأمنَها واستقلالها ووحدتها ومصلحة حاضرها ومستقبلها بما أقدم عليه من خطوته الآثمة الجريئة في الباطل المتمثلة في اتفاق التطبيع مع العدوّ الصهيوني وتفعيلها، والتي حقيقتها الدخول في حلف مع هذا العدو ضد الأمة والارتماءُ في أحضانه”.

وأكد أن “في هذا اتساعٌ كبير في الشُقّة بين النظام من جهة، والشعب والأمة من الجهة الأخرى. وهذه الاضافة من طبيعتها أن تبعّد مسألة الحل الذي من شأنه أن يعطي انفراجة في الوضع الداخلي المرهِق للوطن كلّه”.

الشيخ قاسم اعتبر أن “الاصلاح المطلوب هو إصلاحٌ لا يبقي سبباً في الوضع السياسي لبثِّ العداوة بين مذهب وآخر، ولا يسمح للسياسة الرسمية أن تضطهد أي مذهب من مذاهب الدين، ولا أيّ فئة من فئات المجتمع. إصلاحٌ يبتدئ من دستور عادل ينال موافقة الشعب الحقيقية بعيداً عن أي ضغط وأي تلاعب وتحايل، ومن غير أفضلية صوت على صوت، ولا منطقة على منطقة، ولا فئة على أخرى”.

وعن الملف الإيراني النووي  والحرب على اليمن أشار الشيخ قاسم إلى أنه “لو عادت أميركا إلى الاتفاق النووي ورفعت عقوباتها الظالمة مقدَّماً على الجمهورية الإسلامية، وتوقفت الحرب على اليمن توقفاً نهائياً، وأَمِنت كل الحدود في المنطقة، وساد الصلح الحقيقي مكان الحرب والتهديدِ بها، وعُوّض الشعب اليمني عن أضراره وأعيدت بنيته الأساسية ورُفع عنه الحصار نهائياً؛ لكان في ذلك نصر للمنطقة بكاملها ولكلٍّ من الأمتين العربية والإسلامية”.