مرحلة الوجع الكبير وعويل السعودية.. هل ستتحمل واشنطن تبعات الرد اليمني؟!
مقالات | الصمود || مقالات | بقلم إكرام المحاقري
كانت وما زالت القوى الإقليمية في المنطقة تشكل أرقاماً مفردة لا تقبل القسمةَ على الصفر في ظل وجود الضربات البالستية اليمنية، والتي هي في الأول والأخير تستهدف المصلحة الأمريكية في العمق السعودي.
وعلى قيثارة الضعف قد عزفت المملكة السعودية معزوفة العويل غير المبرّر والذي دفع بالرئيس الأمريكي “بايدن” بأن يفصح عن مواصلته لمشوار سابقه “ترامب”، وكلاهما قد تغنى بالسلام وتبجح بحمايته للبقرة الحلوب!
لطالما توعدت القوة الصاروخية اليمنية قوى تحالف العدوان بأن “مرحلة الوجع الكبير” ستكون مؤلمة وقاصمة في ذات الوقت، لكن السياسة الأمريكية الحاكمة لـ آل سعود قد جعلت منهم صنماً قابلاً للكمات الموجعة مقابل إنجاح المخطّطات “الصهيوأمريكية” في المنطقة بشكل عام، فما مضى من مواقف للقيادة اليمنية جدير بأن يضع بايدن ومبادراته الوهمية وقراراته العشوائية في خانة الضعف مهما كانت دبلوماسية الهوى والمنطق.
فقد سقط الرهان الخليجي على دول الغرب لتسقط عقب ذلك؛ نتيجة المعادلات الغربية، والتي حسمتها دول العدوان كـ نتيجة حتمية لنهاية الحرب في اليمن، فمنذ الـ 2015م وتحالف العدوان يصب جام حقده على اليمن، بأنواع الأسلحة المختلفة التصنيع والدقة والنوع، ومنذ الوقت نفسه حدّد الشعب اليمني مصيره كما حدّدت القوى الأمريكية مصير بعران الخليج، وهذه هي النهاية، المملكة السعودية تستنجد من الضربات الحوثية، الإمارات تتنصل عن مسؤوليتها العدوانية في اليمن وتتنكر لجرائمها وتواجدها، أمريكا تقر وتعترف بأن لا حَـلَّ عسكريًّا في اليمن، وأن الحل سيكون دبلوماسياً بامتيَاز، واليمنيون هم من يتحكمون بتضاريس المعركة في جميع الجبهات الداخلية وخلف الحدود وفي العمق السعودي؛ ولهذا يجب أن تكون معادلات العدوان المدروسة في طاولة “تل أبيب” قد باءت بالفشل، وهذا مصير مخطّط التطبيع في المستقبل القريب.
وفي قانون السن بالسن، استهدفت القوة الصاروخية اليمنية قاعدة خالد الجوية في خميس مشيط، بصاروخ باليستي يمني الصنع لم يكشف عن نوعه بعد، كذلك بمسيرات يمنية، أوصلت رسالة السلام الأمريكية إلى مطار أبها الدولي لتقول “لـ بايدن”: ”إذَا أردت السلام فاحمل السلاح“، وبهذه الطريقة تمكّن اليمنيون من تحقيق خطوات السلام في المنطقة.
فـ الخطوة الأمريكية الأخيرة بـ إلغاء قرار تصنيف مكون (أنصار الله) كـ تنظيم وجماعة إرهابية لم يأتِ من فراغ، خَاصَّة بعد السخط الشعبي العارم، وبعد الضربات البالستية في العمق السعودي، والتي كشفت حقيقة مبادرة بايدن للسلام في اليمن، حَيثُ وقد تضمنت تجميد صفقة بيع الأسلحة للسعودية لكن دون الخوض في أمر كف العدوان على اليمن ورفع الحصار عن المنافذ اليمنية البرية والبحرية، فهم ليسوا جادين في التخلي عن مصلحتهم وإنهاء الحرب على اليمن، لذلك صرحت الخارجية الأمريكية بأنهم لن يتخلوا عن حماية المملكة السعودية، والقصد هنا هو الخوف على قواعدهم العسكرية ومصلحتهم في الحقول النفطية السعودية، وتبقى الحمايةُ وهميةً حين تتدخل المسيرات اليمنية متجاوزة الباتريوت الأمريكية، لذلك يجب على أمريكا أن تعيدَ النظرَ جيِّدًا في حمايتها للسعودية ولنفسها في ذات الوقت.
فحين استشعر الأمريكيون خطورةَ الحسم العسكري في اليمن لصالح القوى الوطنية في العاصمة صنعاءَ قدموا الورقة السياسية من جديد، فالحسم العسكري سيودي بـ الهيمنة العالمية لثلاثي الشر أمريكا ـ إسرائيل ـ بريطانيا ـ إلى حضيض العار والذي قد لحق بالشمطاء بريطانيا في اليمن، وبـ الحية أمريكا في العراق، وبـ الغدة السرطانية إسرائيل في جنوب لبنان.
ولأن العدوانَ على اليمن قد أُعلن عنه من واشنطن سوف يتم الإعلان عن وقفِه من واشنطن، وكأن الخارجية الأمريكية قد لمحت بذلك لمن يفقه الأمر جيِّدًا، لكن المخزي في الأمر هو ما وصلت إليه المملكة السعودية من ذل وضعف حين تختبئ خلفَ أمريكا لتحميها من الضربات اليمنية!! فمثل هكذا دول يجب أن تُلغى من الجغرافية العربية، حَيثُ وللعرب تاريخٌ عريقٌ بالفتوحات التاريخية، فهم لا يمثلون اليوم بمواقفهم هذه إلا من وقف خلف حصن خيبر من اليهود آنذاك، ليسوا إلا أُولئك لكنهم تلبّسوا العروبة كما تلبّس بايدن الإنسانية وتلبّس ترامب الغباء المتعمد!!
الخلاصة:
لن تحقّقَ التصريحاتُ الأمريكية أيَّ إنجاز إذَا ما لامست الواقع قولاً وفعلاً، ولن تكون تلك القراراتُ التي ما زالت مُجَـرّدَ كلام عائقاً أمام الجيش واللجان والشعبيّة اليمنية من تحرير محافظة (مأرب) وكل شبر من الأراضي اليمنية، كما أنه لن تنطليَ حيلةُ تلك القرارات على الباليستيات والمسيَّرات اليمنية، ولن تكون إلا محطةً لمواصلة مرحلة الوجع الكبير ومواصلة استهداف الـ 300 هدف والـ 10 الأهداف الإضافية.. فـ بايدن أراد امتصاصَ النصر اليمني بالحسم السياسي وبتوجيهات من الموساد الصهيوني، لكن الحسم السياسي سيكون في ذات الوقت نصراً لليمنيين، ولن يساوم اليمنيون الأحرار بقطعة أرض في شمال اليمن أَو جنوبه، حتى في جيزان ونجران وعسير، وإن غداً لناظره قريب.