صمود وانتصار

البيت الأبيض يرفض رسمياً التعامل مع إبن سلمان.. ما الذي يحدث؟

السعودية | الصمود | يبدو ان المعلومات التي سربتها المعارضة السعودية، قبل ايام، عن وجود خطة امريكية للتخلص من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حقيقية، لاسيما بعد التصريحات اللافتة والمفاجئة للمتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي امس الثلاثاء، والتي اكدت فيها، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يعتزم إعادة تقويم العلاقات الأمريكية مع السعودية، وان الإدارة الأمريكية ستتواصل مع الرياض عبر الملك سلمان وليس إبن سلمان.

هذا التصريح هو التصريح الثاني اللافت للمتحدثة باسم البيت الابيض خلال ايام قليلة، ففي يوم الجمعة الماضي، قالت ساكي إنه لم يتم التخطيط لإجراء مكالمة مع إبن سلمان، ومن الواضح أن هناك مراجعة لسياستنا من حيث صلتها بالمملكة العربية السعودية.

 

وفي وقت سابق ايضا، تجنبت ساكي الرد على سؤال بشأن ما إذا كانت الإدارة ستفرض عقوبات على المملكة بخصوص مقتل الصحفي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين في قنصلية السعودية في اسطنبول.

 

من المؤكد ان هذه التصريحات ستسرق النوم من عين ابن سلمان، الذي طالما توجس خيفة من فوز الديمقراطيين في الانتخابات الامريكية، وخاصة شخص الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن، بسبب العلاقة التقليدية الوثيقة بين الجمهوريين وال سعود، وكذلك بسبب جريمة الاغتيال البشعة للصحفي السعودي جمال خاشقجي، والذي هدد بايدن في اكثر من مرة من انه سيجعل السعودية منبوذة كما هي فعلا.

 

الامر الذي سيزيد أرق إبن سلمان أكثر، هو ان التصريحات الامريكية التي تؤكد على تجاهل ابن سلمان كليا، ورفض التعامل معه ، جاءت متزامنة ، مع ما سربته المعارضة السعودية ، من معلومات تتحدث عن وجود مخطط امريكي يتم تداوله في اروقة البيت الابيض، للاطاحة بإبن سلمان، دون ان يكون للمخطط تداعيات على المصالح الأمريكية والقواعد الامريكية العسكرية، أو على استقرار السعودية.

 

المعارض السعودي سعد الفقيه، تحدث بشيء من التفاصيل عن بعض جوانب المخطط الامريكي، واشار الى انه سيتم الضغط في البداية على ابن سلمان لاطلاق سراح الامير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، ومحمد بن نايف، ولي العهد السعودي السابق، الذي اطاح به ابن سلمان، ومنحهما حصانة بعدم التعرض، وبعد ذلك سيعمل الاميران الى جانب باقي امراء ال سعود الى إزاحة ابن سلمان تلقائياً عن الحكم، دون تدخل امريكي مباشر.

 

ترى المعارضة السعودية ان المخطط الامريكي، يأخذ بنظر الاعتبار مصالح امريكا في المنطقة، والتي بدا ابن سلمان يتهددها بسبب طيشه ومغامراته وشخصيته المتقلبة وغير المتزنة، والتي تشبه الى حد بعيد شخصية الطاغية صدام حسين، فإبن سلمان هدد قادة الكويت وحاصر قطر، وأشعل حرب اليمن، كما يواصل سياسة القتل والتنكيل ضد خصومه.

 

ان تجاهل البيت الابيض لإبن سلمان كليا وعدم التعامل معه، بالاضافة الى حالة الاستياء التي تسود اسرة ال سعود من تصرفات ابن سلمان، الذي يحاول القفز من على اكتاف والده للوصول الى العرش، رغم وجود اعمامه، وابناء عمومته من هم اكبر سنا وخبرة منه، وتعامله العنيف والقاسي مع كل معارضيه، والعدوان الذي يشنه على اليمن منذ 6 سنوات والذي جعل السعودية تدفع اثمانا باهظة من سمعتها ومكانتها، وكلفها خسائر مادية وبشرية هائلة، كلها مؤشرات وعوامل، تؤكد على ان أمرا بات يلوح في افق المشهد السياسي السعودي، لن يكون في كل الاحوال في مصلحة إبن سلمان.