الشهيد القائد … الرجل الذي صنع مجد أمته
تقرير |الصمود |
انطلق الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه بمشروعه القرآني القائم في الأساس على توعية الناس وتبصيرهم بكتاب الله وبما يحاك ضدهم من مؤامرات ومخاطر وتحديات، ولأن الشعب اليمني تعرض كغيره من الشعوب الإسلامية لهجمة وهابية مدعومة من قبل جار السوء والمخابرات الصهيونية واستطاعت أن تؤثر تأثيراً بالغاً في ضرب الهوية الإيمانية للشعب اليمني ساندها في ذلك سياسة التجهيل الممنهجة التي اتبعها النظام السابق العميل.. وهو ما هيأ الشعب اليمني كغيرة من شعوب المنطقة للهجمة الأمريكية الغربية ولكن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) انطلق ـ وهو حفيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) مستشعراً مسؤوليته حاملاً همّ أمته ليدافع عنها ويربى الشعب اليمني على التربية القرآنية ليكون بمستوى المواجهة .
ومن هنا بذل الشهيد القائد جهداً كبيراً ولاقى متاعب كبيرة وهو يحاول أن يستنهض همم الشعب اليمني وأن يخرجه من دهاليز التدجين المظلمة إلى نور القرآن الكريم، ولم يتوقف الشهيد القائد عند تبصير الناس بأمور دينهم بل اتجه إلى استنهاض الروح الجهادية والقيم الحضارية النهضوية للشعب اليمني وربطها بالقرآن الكريم والمعية الإلهية وبما يمكنه من امتلاك عناصر القوة في زمن الصراع الشامل والتحالفات العسكرية العابرة..
وقد أدرك أعداء الإسلام والقرآن الكريم التأثير البالغ الذي تركته محاضرات الشهيد القائد (من هدى القرآن الكريم) فتحركوا وحركوا أذنابهم في المنطقة بدأ من النظام اليمني المسنود بالدعم الخليجي الأمريكي في محاولة اخماد ذلك الصوت القرآني، فشنوا عليه حرب شاملة عسكرية وإعلامية وتشويهية حتى استطاعوا استهدافه ولكنهم لم يستطيعوا تغييب مشروعه القرآني بل كان استشهاد السيد حسين نقطة تحول في انتشار مشروعه ومحاضراته بين الناس ورأوا فيه ذلك الإنسان الصادق مع الله ومعهم ، وهنا التف الآلاف من أبناء الشعب اليمني حول المشروع القرآني وحول قيادته القرآنية المتمثلة اليوم بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) وما يزال المشروع يتسع وما تزال قلوب المستضعفين تهفوا إليه.. وما تزال النهضة الحضارية للشعب اليمني تتنامى وما يزال قلق الأعداء يكبر..
اليمن (الدولة الفاشلة!) تصنع أسلحة ردع استراتيجية
كان اليمن مصنف من قبل الدول الغربية والإقليمية بأنه دولة فاشلة وكان بالفعل يمتلك نظاماً عميلاً فاشلاً أفقر الشعب اليمني وحول أغلبه الى متسولين لدى دول الجوار الذين امتهنوا كرامة الإنسان اليمني .. جاء الشهيد القائد والشعب يعيش على أسواق البالات وما يأتي من فتات المنظمات والمساعدات الدولية التي يأكل أغلبها اقطاب المسؤولين، والأهم من ذلك أنه فقد ثقته بنفسه، ما جعله ضحية المتآمرين عليه، ولم يكن يعرف أين تذهب ثرواته النفطية والغازية والمعدنية.. فكيف استطاع اليوم أن يصنع الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة؟
يمن الصماد وذو الفقار ونكال وقاهر ووعيد
في بداية انطلاقة المشروع القرآني كانت الإمكانيات العسكرية بكل أبعادها وجوانبها حتى ما يخص الجانب التدريبي شبه صفر لم يكن أغلب المواطنين يعرفون كيف يستخدمون الأسلحة الخفيفة ضغط السلطات وحصارها جعل من الحصول على سلاح (كلاشنكوف) من أبرز التحديات التي تواجه مجاهدي المسيرة القرآنية آنذاك فكان الرجلان والثلاثة يعملون لشهور كي يوفروا قيمة كلاشنكوف لأحدهم ثم يعيدوا الكرة لتوفير قيمة كلاشنكوف آخر وهكذا حتى يتسلحون جميعا بينما البعض باع مقتنياته لشراء سلاحه والبعض استدان من أصدقائه وزملائه قيمة سلاح شخصي والبعض من النساء انفقت ذهبها في سبيل الله لشراء سلاح بل وصل الأمر أن بعض النساء كن يشترطن أن يكون مهورهن هو كلاشنكوف أو ما شابه .
ومن الصفر بدأ الإعداد لما يمكن أن يواجه ترسانة الجيش العسكرية وبجهود متواضعة تمكن المجاهدون من انتاج اقماع (الغام مضادة للآليات) بعد الحرب الثالثة تقريبا وبشكل بدائي لتساعدهم في مواجهة جحافل الجيش المدعوم أمريكيا وخليجيا والمسلح بالمدرعات والدبابات والآليات العسكرية وغيرها، وتعتبر صناعة “الاقماع” أول خطوة في مجال الصناعات العسكرية للمسيرة القرآنية انتج بعدها بعض الأسلحة الخفيفة كالقنابل اليدوية وما شابه تلى ذلك صناعة صواريخ كاتيوشا شارك بعضها في أواخر الحرب السادسة ثم صواريخ محمولة .
بعد العدوان الأمريكي السعودي فرضت الحرب والحصار على الشعب اليمني أن يعتمد على نفسه في انتاج وسائل دفاعية وبإرادة إيمانية وحكمة يمانية وبتوجيه واهتمام من قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك (حفظه الله) وفق الله المجاهدين في انتاج هذه المنظومات الصاروخية والطائرات المسيرة التي دخلت ضمن أسلحة الجيش واللجان لأول مرة في تاريخ اليمن وقد تطورت الصناعات الحربية للجيش اليمني واللجان الشعبية خلال سنوات العدوان تطوراً كبيراً بالمقارنة مع إمكانيات الشعب اليمني وضغط الحرب والحصار..
باتت المعجزات التي يسطرها الشعب اليمني اليوم تلفت الكثير من أنظار العالم وأصبحت الإنجازات اليمنية في مختلف الميادين وفي المقدمة المعجزات التي يسطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية والابداع اليمني في مجال التصنيع العسكري والتفعيل النوعي لهذه الأسلحة في العمق الاستراتيجي للعدو تلهم الكثير من الاحرار بل أصبح الكثير من المستضعفين يتغنى ببسالة الشعب اليمني وبصموده وبإنجازاته التي تصل لحد المعجزة فإنتاج هذه المنظومات الصاروخية والطائرات المسيرة التي يصل مداها إلى أبعد من الكيان الصهيوني في ظل الحصار وقلة الإمكانيات لهو بحد ذاته معجزة ومفخرة للشعب اليمني .. ويشكل أمل حقيقي للمتطلعين نحو الحرية والكرامة..
ومما يدعوا للفخر أيضا أن تلك الإنجازات جاءت بجهود ذاتية يمنية بحتة من الألف إلى الياء وهذا ما لم تحصل عليه دول عربية تملك فائضا ماليا وأمنا داخليا وقوميا لعقود من الزمن ولديها مؤهلات النهوض والسبب الوحيد هو أنها رهنت قرارها لأعدائها وجعلت منهم أصدقاء فيماهم يسعون لقتلها والاستيلاء عليها فيما الشعب اليمني راهن على الله وعلى المشروع القرآني ..
ولقد جاء افتتاح معرض الشهيد القائد للصناعات العسكرية تجسيداً صادقاً للآية القرآنية الكريمة {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ }القصص6،، وجاء كثمرة عظيمة من ثمار العودة إلى الله وإلى القرآن الكريم ومن ثمار صدق الشهيد القائد مع الله وتضحيته بكل ما يملك ومعه الثلة المؤمنة التي وقفت معه والمجتمع الذي سانده ودعمه وبركة من بركات دمائه الطاهرة هو وجميع الشهداء الأبرار..
فإلى مزيد من التطور الصناعي الدفاعي لحماية اليمن وسيادته وكرامة أبنائه..