فاتورة باهظة يدفعها اليمنيون نتيجة الحصار
| الصمود | مع دخول العام السابع من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن فاتورة الحصار والعدوان تتضاعف خاصة لجهة الآثار الإنسانية التي تزداد تفاقما ويدفع اليمنيون فاتورة باهظة إزائها.
وبرغم أن الشهداء المدنيين فاقوا الـ 43 ألفا منهم نحو 17 ألفا من النساء والأطفال، ودمرت البنية التحتية بشكل شبه كامل، ظل الحصار المطبق على الموانئ الجوية والحبرية ومنع انتقال السلع والمرضى بحرية الأكثر الحاقا للضرر باليمنيين، ويحصد سنويا آلاف الضحايا كما يسهم بالدرجة الأولى في صنع أكبر أزمة إنسانية في التاريخ المعاصر، ويتوقع أن تمتد تأثيراته إلى أجيال قادمة نتيجة التجويع وسوء التغذية والامراض المرتبطة به.
وبحسب المجلس الأعلى لتنسيق الشئون الإنسانية فقد أضحى 67% من اليمنيين يحتاجون لمساعدة غذائية، ونحو 20% من السكان باتوا على بعد خطوة من المجاعة.
في الجانب الصحي لوحده تؤكد المؤشرات الحكومية بأن ملايين المرضى فقدوا الرعاية الصحية الملائمة فـ 50 % من القطاع الصحي فقد قدرته على العمل، والـ 50% المتبقية بالكاد تصمد وتواصل عملها، حيث الغارات الجوية لتحالف العدوان دمرت 523 منشأة طبية توزعت بين مستشفى ومركز صحي.
كما ونتيجة للحصار تجاوز 93% من أجهزة ومعدات القطاع الصحي عمرها الافتراضي، في ظل منع تحالف العدوان ادخال أجهزة طبية حيوية إلى اليمن كأجهزة المعجل الخطي إلى اليمن أو إيصال المواد الطبية المشعة لتشخيص وعلاج مرضى الأورام التي تنامت بشكل كبير ويعتقد بمسئولية أسلحة التحالف المحرمة وتأثيرات الحصار والتجويع عن ارتفاع معدلاتها وفقا لملاحظات الأطباء.
إغلاق مطار صنعاء
ساهم إغلاق مطار صنعاء الدولي من قبل تحالف العدوان وبالمخالفة للقرارات الأممية التي لم تجز ذلك، بشكل أساسي في مزيد من الضغط واثقال كاهل القطاع الصحي ودفع آلاف المرضى اليمنيين إلى الموت المحتم.
مطار صنعاء بموقعه الحيوي يخدم 80 % من اليمنيين، وإغلاقه شكل معاناة كبيرة وأعاق وصول الأدوية المنقذة للحياة والتي يستحيل نقلها برا أو عن طريق البحر ولمسافات بعيدة، وتقول البيانات الحكومية بوجود أكثر من 3 آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية محكوم عليهم بالموت المحتم ما لم يفتح مطار صنعاء، وخلال 2020م فقد 150 منهم حياتهم والأرقام في ارتفاع.
الجسر الطبي
في فبراير العام الفين وثمانية عشر أوكل إلى منظمة الصحة العالمية بإدارة جسر جوي إنساني لنقل ذوي الأمراض المستعصية والبالغ عددهم نحو 35 ألفا مسجلون رسميا، عبر تسيير رحلات إنسانية من مطار صنعاء إلى دول محددة لتلقي العلاج لمن يستحيل علاجه في اليمن وتنطبق عليه شروط خاصة جرى تحديدها بالتوافق بين اللجنة الطبية العليا ومنظمة الصحة العالمية، لكن المنظمة على مدى عامين لم تنقل سوى 28 وعشرين مريضا وأهدرت ما يزيد عن 5 ملايين دولار خصصت كميزانية ابتدائية للمشروع الموقع بين منظمات دولية وحكومة صنعاء.
تراكم المأساة
أمام إقفال كل المسارات لفتح مسارات إنسانية تخفف من وقع الأزمة الإنسانية في اليمن واستمرار إغلاق مطار صنعاء وتقييد الملاحة في ميناء الحديدة بالمخالفة لاتفاق استكهولم، والاستمرار في سياسة العقاب الجماعي من قبل تحالف العدوان على اليمن عبر حجز سفن المشتقات النفطية فإنه بعد 6 سنوات من الحصار تؤكد الجهات الحكمية في صنعاء ارتفاع فاتورة الآثار الكارثية للحصار:
– احتياج 24.8 مليون شخص للمساعدات الغذائية بما يعادل 67% من سكان اليمن، ووضع 5.1 مليون شخص من على بعد خطوة من المجاعة.
– احتياج 16 مليون شخص للخدمات الصحية بينهم 11 مليون شخص يحتاجون بشدة للرعاية الصحية والأدوية، بما في ذلك وضع 4 ملايين طفل على قائمة المصابين بسوء التغذية ومليون امرأة حامل ومرضعة مصابة بسوء التغذية الحاد.
– تسجيل 120 ألف مريض لدى المراكز الطبية المختلفة يستحيل علاجهم في اليمن، منهم 30 ألفا سنويا من ذوي الأمراض المستعصية جرى تسجيلهم لدى اللجنة الطبية العليا ضمن مشروع الجسر الجوي الطبي الإنساني المعطل من قبل منظمة الصحة العالمية.
-3 آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية يواجهون الموت المحتم.
– أكثر من 7 آلاف طفل يعانون من أمراض مزمنة ويستعصي علاجها في اليمن.
– 700 مريض مصابون بسرطان الدم “اللوكيميا يحتاجون للسفر إلى مراكز متخصصة للعلاج.
– 500 مريض محتج إلى زراعة عاجلة للكبد في مراكز متخصصة بالخارج.
وتؤكد منظمات محلية ودولية أنه مالم يرفع الحصار ويوقف العدوان فإن كل الأرقام الواردة أنفا ليست إلا محطة في مسار مأساوي يرتفع كل يوم ويتضاعف نتيجة تراكم تأثيرات الحصار وطول مدته.