صمود وانتصار

القطاع الصحي.. ست سنوات من الصمود

| الصمود | يواصل القطاع الصحي العطاء الإنساني للشعب اليمني، بصمود وثبات العاملين فيه لإسعاف الجرحى ومعالجة والمرضى والمترددين على المستشفيات والمرافق الصحية وإنقاذ من يمكن إنقاذه من الأرواح المستهدفة بنيران الحقد الأمريكي السعودي الذي انهال على رؤوس المدنيين.

 

ورغم بشاعة العدوان وحقده الذي استهدف البشر والحجر ومقدرات البلد وبنيته التحتية بما فيها قطاع الصحة إلا أن كوادر هذا القطاع في مختلف المرافق استمروا في أداء واجبهم الإنساني بمواقع أعمالهم غير مكترثين بخطورة الوضع، خصوصاً أن تحالف العدوان استهدف الكثير من المنشآت الصحية في مختلف المحافظات.

 

قصة كفاح يخوضها منتسبو القطاع الصحي الذين يمارسون مهنتهم الإنسانية طوال سنوات العدوان دون كلل أو ملل أو تقصير.. حيث يتجدد الصمود اليماني بدخول العام السابع من العدوان، والأمل يحدو أبناء الشعب اليمني في أن النصر حليفهم على قوى العدوان الأمريكي السعودي.

 

وأوضح وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل أن القطاع الطبي والصحي من أكثر القطاعات التي تأثرت بالعدوان والحصار، مبيناً أن طيران العدوان استهدف القطاع الصحي استهدافا مباشرا، حيث تأثر أكثر من 50 بالمائة من البنى التحتية بالقصف المباشر.

 

وأشار إلى أنه رغم ما خيم على اليمن على مدى ست سنوات من عدوان وحصار حصد خلالها الآلاف من الشهداء والجرحى من الأطفال والرجال والنساء وخلف دمارا هائلا للبنية التحتية للقطاع الصحي الحكومي والخاص على حد سواء ، إلا أن وزارة الصحة وكل كوادرها عملت على توفير الرعاية الصحية الأساسية وحسب الامكانات المتاحة .

 

وأكد الدكتور المتوكل أن القطاع الصحي وكوادره الطبية والصحية والتمريضة والفنية والإدارية قدم أروع الأمثل والصمود في وجه العدوان وحصاره الاقتصادي وتوقف النفقات التشغيلية والرواتب.

 

وقال “اعتمدنا على الله وعلى أنفسنا وصمود القطاع الصحي في الفترة الماضية رغم العدوان والحصار وهذا بحد ذاته إنجاز كبير”.

 

وذكر وزير الصحة أنه تم وضع خطة وطنية لإنقاذ الوضع الصحي بتوجيه الدعم نحو الاحتياجات الضرورية طبياً وصحياً بعيداً عن الإنفاق العبثي والعمل على مشاركة المجتمع وإشراك القطاع الطبي الخاص في نهضة القطاع الصحي.

 

ولفت إلى أن الوزارة أنجزت الكثير من المشاريع فيما يتعلق بالبنية التحتية أو التجهيزات أو توفير الأدوية ، فضلا عن العمل الجاد في النهوض بالوضع الصحي وتحسين الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة في مختلف المستشفيات من خلال المعايير والأدلة النمطية التي انتهجتها الوزارة خلال فترة العدوان ورؤيتها في النهوض بالوضع الصحي في الأرياف وسعيها إلى إيجاد مستشفى ريفي بكل مديرية وفتح مستشفيات ووحدات صحية كانت مغلفة لسنوات في مختلف المحافظات .

 

وأفاد وزير الصحة بأن الوزارة عملت على تأهيل وتدريب الكوادر الطبية من خلال المجلس اليمني للاختصاصات الطبية وفتح مساقات في مختلف التخصصات ومنها النادرة خاصة في الفك والوجهين والأوعية الدموية والحروق وغيرها .

 

وثمن صمود الكوادر الصحية والطبية واستمرارها على مدى ست سنوات في تقديم خدماتهم الإنسانية وتخفيف معاناة المرضى .

 

من جانبه أوضح ناطق وزارة الصحة الدكتور نجيب القباطي أن ست سنوات من العدوان شهد خلالها اليمن أكبر كارثة صحية وتسببت في انهيار النظام الصحي من خلال خروج 50 بالمائة من المرافق الصحية عن الجاهزية جراء تدمير تحالف العدوان 523 مرفقاً صحياً كلياً وجزئياً، وقصف 100 سيارة إسعاف.

 

وأشار إلى انتهاء العمر الافتراضي لـ 97 في المائة من الأجهزة والمعدات الطبية وتعذر الصيانة لها نتيجة الحصار وعدم السماح باستيراد الحديث منها ، كما يتجلى انهيار القطاع الصحي في عدم حصول أكثر من 48 ألف موظف على المستوى المركزي والمحلي على مرتباتهم ومغادرة ما نسبته 95 في المائة من الكادر الطبي الأجنبي ما سبب عجزاً في الكادر.

 

وذكر أن عدد الشهداء المدنيين جراء القصف المباشر للعدوان الأمريكي السعودي بلغ 17 ألفا و97 شهيداً، منهم ثلاثة آلاف و821 طفلاً و ألفين و 892 امرأة وأكثر من 27 ألف جريح.

 

وأفاد بأن ألف و500 مستشفى ومركز صحي عام وخاص و400 بنك دم ومختبر مهددة بالتوقف ومعها حياة الآلاف في خطر.

 

ولفت ناطق وزارة الصحة إلى أن الحصار المفروض على اليمن منذ ست سنوات، تسبب في ارتفاع معدل وفيات الأطفال دون الخامسة إلى 300 طفل يومياً وأكثر من 2.6 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد و500 ألف طفل حياتهم مهددة بسوء التغذية الوخيم جراء الحصار..

 

وبين أنه تتوفى نتيجة الحصار ثمانية آلاف امرأة سنوياً و1.8 مليون امرأة تعاني من سوء التغذية ومليون أخرى من مضاعفات آثار الحصار.

 

وأكد ارتفاع نسب المواليد الذين يعانون من التشوهات نتيجة استخدام العدوان الأسلحة المحرمة، ويوجد أكثر من ثلاثة آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية و500 يعانون من فشل كبد نهائي وألفي حالة بحاجة لزراعة قرنية لا يستطيعون السفر للعلاج في الخارج نتيجة إغلاق مطار صنعاء الدولي.

 

وبين الدكتور القباطي أن مصابي الأورام بلغ عددهم أكثر من 72 ألف حالة، وتضاعفت معاناتهم بسبب منع تحالف العدوان إدخال الأجهزة والأدوية اللازمة لعلاجهم كالمعجل الحراري وجهاز العلاج الإشعاعي.

 

وحذر الناطق باسم الوزارة من حدوث كارثة إنسانية وصحية أخرى نتيجة استمرار تحالف العدوان في أعمال القرصنة البحرية واحتجاز سفن المشتقات النفطية ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة ما يتسبب بوفاة الآلاف في غرف العمليات والعناية المركزة والحضانات والخدج وتلف الأدوية التي بحاجة للتبريد في المستشفيات والصيدليات وغيرها .

 

ورغم هذه المأساة الإنسانية والمعاناة إلا أن القطاع الصحي استطاع الصمود والإنجاز حيث أشار تقرير صادر عن وزارة الصحة إلى أن القطاع الصحي شهد خلال العام الماضي 2020م نجاحات في مؤشرات تجهيز المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية لتحقيق الأمن الصحي والعلاجي للمواطنين.

 

وحسب التقرير فإنه تم تأهيل العناية المركزة والرقود والطوارئ في أربعة مستشفيات ريفية وثلاث هيئات ، بالإضافة إلى تجهيز 40 مركز عزل للاسهالات الحادة و22 مركزاً لعلاج سوء تغذية و 23 مركز عزل كورونا.

 

وأوضح التقرير أنه تم تأهيل مستشفى أمومة وطفولة وافتتاح ثلاثة مراكز طوارئ توليدية و12 مركزاً صحياً وأربع وحدات صحية، بالإضافة إلى تزويد المستشفيات والمراكز الصحية بالأجهزة والمستلزمات الطبية .

 

ولفت التقرير إلى أن أهم الأجهزة والمستلزمات الطبية التي تم توفيرها للمستشفيات والمراكز الصحية تمثلت في 13 جهاز أشعة مقطعية و12 محطة إنتاج أكسجين في عدة محافظات.

 

كما شملت تزويد 48 مستشفى ريفياً و 23 مستشفى محورياً بعدد من الأجهزة الطبية لعمليات الطوارئ والعناية والمختبرات، وكذلك تجهيز وتأثيث ألف و 970 مركزاً ووحدة صحية وتزويد 70 مستشفى بأجهزة الطوارئ التوليدية للعمليات والطوارئ والعناية، وتزويد مستشفيات الأمومة والطفولة بعدد 340 حاضنة.

 

وأفاد التقرير بأنه تم توفير 300 جهاز غسيل كلوي وتوفير 736 ألف جلسة غسيل، وتزويد هيئة مستشفى الجمهوري بالمحويت بعشرة أجهزة غسيل كلوي ومحطة تحلية مياه، بالإضافة إلى توفير وتوزيع 150 سيارة اسعاف

 

واستعرض التقرير التدخلات التي نفذتها الوزارة في مواجهة الأوبئة وأمراض سوء التغذية والدفتيريا والكوليرا وتوفير الأدوية لمرضى الأمراض المزمنة خاصة الفشل الكلوي والسكري وغيرها وكذا تطوير وتحسين خدمات الرعاية الصحية وتطوير المختبرات المركزية ومراكز نقل الدم .