حققت شرطا وحيدا بنظرها حتى اللحظة .. القوى السياسية اليمنية تقدم دعما مشروطا لمفاوضات مسقط
تقرير | الصمود | إبراهيم الوادعي : ليس أمام السعودية وواشنطن سوى مواصلة التفاوض مع اليمن الذي يخطو يوميا نحو تثبيت معادلة الانتصار في الميدان، الأنباء الواردة من مسقط تؤكد عودة الموفد السعودي والأمريكي لمواصلة التفاوض مع رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام بوساطة عمانية وسط مؤشرات تتحدث عن تحقيق بعض التقدم لجهة الاستجابة لمحددات صنعاء لبناء السلام.
وكان رئيس الوفد الوطني أعلن أن تحالف العدوان يبدي تصلبا تجاه الحقوق المشروعة للشعب اليمن والحقوق الإنسانية لأي بشر في إشارة إلى استخدام واشنطن والرياض الورقة الإنسانية لمبادلتها بشروط عسكرية وسياسية وهو ما ترفضه صنعاء بالمطلق.
تصر صنعاء على فصل الشق الإنساني عن الشقين السياسي والعسكري باعتبار أن الحقوق الإنسانية لا تقايض بشروط عسكرية أو سياسية، بل وتذهب بعيدا إلى التأكيد أن مجرد قبولها بمبدأ الخلط بين الشقين هو مشاركة للتحالف في جريمته بحق الشعب اليمني.
وفي خارطتها للسلام تؤكد صنعاء بأن رفع الحصار كاملا عن مطار صنعاء وميناء الحديدة يمثل حسن نية وجدية لبناء السلام عوضا عن كون فتح المنفذين حق أساسي من حقوق الشعب اليمني.
ويزيد إغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة من حدة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحصار المفروض على اليمن منذ مارس 2015م، وتقول وزارة الصحة إن نحو 120 ألفا من ذوي الأمراض بينهم 3 آلاف طفل يواجهون خطر الموت بسبب وع القطاع الصحي المنهار نتيجة العدوان والحصار وعدم القدرة على السفر للعلاج في الخارج.
وفي سياق العملية السياسية الجارية غير الرسمية في مسقط جددت القوى السياسية اليمنية دعمها المشروط لعملية التفاوض على أساس احترام حقوق الشعب اليمني ووقف العدوان والحصار سلفا قبل الانخراط في عملية تفاوض رسمية.
وأكدت القوى السياسية في لقاء موسع نهاية مارس الماضي وتصريحات مستمرة لقادتها المتواجدين في العاصمة صنعاء خلال الأسبوعين الماضيين، بأن العملية لتفاوضية غير الرسمية في مسقط حققت شرطا وحيدا حتى الآن وهو التفاوض بين أطراف الحرب الحقيقيين وهي صنعاء والرياض وواشنطن، واستبعاد كل الفزاعات التي جرى صناعتها من قبل التحالف وتقديمها إلى طاولة المفاوضات كالخائن هادي وشرعيته الممزقة والقوى الكرتونية الأخرى على اختلافها وتنازعها ضمن معسكر السعودية وواشنطن والإمارات.
وفي هذا الإطار أكد قادة تلك الأحزاب بأن الشرعية السياسية اليمنية الوحيد والتي تمثل الشعب اليمني هي المتواجدة في صنعاء وهي التي يجري التفاوض معها في مسقط برعية عمانية من قبل ممثلي التحالف الأمريكي السعودي، وهو ما كنا يجب أن يتم منذ اليوم الأول.
وقال محمد الزبيري الأمين العام لحزب البعث العربي المساعد: لقد اكتشف القادة السياسيون الذين غادروا إلى الرياض عشية العدوان على اليمن على أمل العودة على متن دبابة سعودية بأنهم أخطئوا وخسروا كل شيء بعد ست سنوات من الصمود اليمني، وهم الآن يتيهون في عواصم العالم محملين بدماء آلاف الأطفال اليمنيين والنساء وآلاف جرائم الحرب المروعة التي صفقوا لها وشرعوا لها أمام العالم، لكنهم في النهاية خسروا وأصبحت عواصم العالم تقاذفهم كما يقذف البحر السمك الميت.
القوى السياسية اليمنية جددت التزامها بمضمون وثيقة الحل الشامل لبناء الحرب على الجمهورية اليمنية والمسلمة إلى المبعوث الأممي في أبريل 2020م، وأن السلام مع دول العدوان يتطلب وقف العدوان ورفع الحصار وسحب جميع القوت الأجنبية المتواجدة على الأرض والجزر والمياه والأجواء اليمنية.
القوى السياسية اليمنية ترى أنه بالتزامن مع مفاوضات مسقط لا يتوجب التوقف عن المضي في معركة مأرب للوصول إلى نقطة فاصلة لبناء السلام سلما أو حربا، وهي ترى أن هرولة ممثل العالم للحديث مع صنعاء هو نتيجة اتخاذها الخطوة الصحيحة بالتوجه نحو تحرير مأرب المنطقة التي خرجت عن الشرعية اليمنية منذ عقود وليس منذ بدء العدوان، واتخذت منطلقا للهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط عبر تفريخ التنظيمات التكفيرية، وتؤكد من شأن استعادتها إلى حضن اليمن أحداث شرخ كبير في جدار الحصار والوقوف على عتبة النصر الكبير الذي صبر لأجله اليمنيون.
ومنذ نحو عام حدث تحول مزلزل في الميدان اليمني تمكنت خلاله صنعاء من قبل المعادلة العسكرية رأسا على عقب، في عملية عسكرية واسعة ومذهلة مكنتها من تأمين العاصمة صنعاء تماما وتحويل الخطر إلى المعقل الأخير للتحالف ومرتزقته في مارب.
العملية العسكرية باسم البنيان المرصوص لاتزال الكثير من تفاصيلها رهن السرية، ولاتزال الدوائر العسكرية عاجزة عما حدث خلال أيام ستة قلبت معادلة الميدان اليمني رأسا على عقب، وتوالت بعدها الانهيارات والخسائر في صفوف القوات السعودية والإصلاح، ونقلت التحالف السعودي الأمريكي برمته من وضع المهاجم على مدى ست سنوات إلى مدافع يأس يستجدي من صنعاء وقفا ولو مؤقتا لإطلاق النار.