الزكاة علاج للنفوس وأداة فاعلة لتحقيق التوازن الاجتماعي
| الصمود | للزكاة أهداف عظيمة، تتعدى الثواب، ومساعدة الفقراء إلى العلاج النفسي من التوتر والقلق بطهارة نفس الفقير من الحسد، وطهارة نفس الغني من الشح، إضافة إلى أنها طهارة للمجتمع، ونماء وتزكية للمال، ووسيلة فعالة للتكافل الاجتماعي.
تعد الزكاة أحد الضوابط التي شرعها الإسلام لتقويم سلوك الإنسان ليتلاءم مع محيطه الاجتماعي كما أن الحكمة التي شرعت من أجلها الزكاة هي محاربة الشح والبخل الموجود في النفس البشرية.
شرعت الزكاة في الإسلام لأهداف سامية تعود على المجتمعات بالأثر العظيم، إذا ما أديت ووظفت بشكل صحيح، فإنها تسهم في تحقيق التوازن المجتمعي، وسد حوائج المحتاجين والفقراء، وتغنيهم عن السؤال بما يجسد قيم التكافل والتراحم التي حث عليها الدين الإسلامي.
وبحسب علماء النفس فإن الزكاة أحد أشكال العطاء المؤثرة على النفس الإنسانية من حيث شعور المزكي بعمل الخير فذلك يجعله سعيدا مما يعني تخلصه من القلق والاكتئاب ..مؤكدين أن الزكاة كفريضة شرعية تعمل على جلب السعادة النفسية للمزكي وتمنحه الراحة والاطمئنان والشعور بالرضا وهذه العوامل هي الأساس في التخلص من القلق والاكتئاب والتوتر.
ويجمع الأطباء النفسيون على أن الزكاة تدريب على سلوكية إيجابية محددة ومع تكراريتها تصبح جزءاً لا يتجزأ من سلوك الإنسان.. لافتين إلى أن قيمة المال ليست مادية خالصة وإنما فيما يؤديه من وظائف وأعمال دينية ودنيوية.
تعمل الزكاة على تطهير المال بالمعنى الديني، وتعوّد الإنسان على الأخذ والعطاء في حركة ديناميكية تمتد لتشمل كل إمكانات الحياة وليس المال فقط، كما تحقق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع غنيهم وفقيرهم بما يؤدي إلى وحدة الأمة وجدانيا.
ويشير العلماء إلى أن الزكاة تطهير لنفس الغني, فأخذ جزء من ماله بأمر من الواهب لهذا المال يطهر نفسه ويحررها من نزعة حب المال الذي يدفع صاحبه لعدم الإنفاق مما استخلفه الله عليه فجاء الأمر من الله ملزما كي لا يحصل التردد في تنفيذه.
ووفقاً للعلماء ترتبط الزكاة بجملة من الأهداف أهمها تطهير المزكي من الشح وتحريره من عبودية المال كما جاء في قوله تعالى (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)، وتدريب المسلم على الإنفاق في سبيل الله وهي صفة ملازمة للمتقين في سرائهم وضرائهم، وشكر لنعمة الله وعلاج للقلب من حب الدنيا وتزكية النفس قال تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)، كما أنها تزكية للمال ونماء له قال تعالى (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ).
في المقابل فإن الزكاة تحرر آخذها من الحاجة سواء كانت مادية كالمأكل والمشرب، أو نفسية كالزواج أو حاجة معنوية فكرية ككتب العلم.
تسهم الزكاة في تطهير آخذها من الحسد والبغضاء فالإنسان الفقير المحتاج حين يرى من حوله من الناس يعيشون حياة الرخاء والترف ولا يمدون له يد العون فإنه لا يسلم من الحسد والحقد عليهم وعلى المجتمع.
أما على المستوى الاجتماعي فتكتسب الزكاة أهمية كبيرة جداً في تحقيق التكافل بين الناس ومعالجة مشكلة البؤس والفقر، والمعاناة والحرمان التي يعيشها الفقراء خصوصاً في ظل الأوضاع الاستثنائية التي يعيشها الشعب اليمني جراء العدوان والحصار.