حقيقةُ التخبط السعوديّ الأمريكي
مقالات |الصمود |مصطفى العنسي
ما جدوائيةُ التخبُّط السعوديّ واستنجادُه أخيرًا باليونان لحماية منشآته النفطية؟
وهل منظومةُ الباتريوت اليونانية أكثرُ تطوراً من نظيرتِها الأمريكية تقنياً وفنياً ودفاعياً؟
وهل تملِكُ اليونان من الخبرات الدفاعية والأسلحة الاستراتيجية الدفاعية أكثرَ مما تمتلك واشنطن؟ وهل نعلل على صفقة قرن الشيطان مع اليونان أنها على أَسَاس قدراتها العالية التي تفوق ما وصلت إليه أمريكا تقنيا وتكنولوجيا؟
في الحقيقة كُـلُّ هذا مُجَـرّد هُراء وتبادل أدوار سينمائية أشبه بالترهات.. كما يدلل ذلك على عجزهم ووهنهم وهزيمتهم وبحثهم عن قوة من هنا وقوة من هناك؛ لردم الفجوة معنوياً ونفسياً وتخفيفِ توترهم واضطرابهم وتقليص قلقهم ومعالجة فشلهم.. فالزهايمر وصل بهم ذروتَه حتى أصبحوا في سكرتهم يعمهون وهم يبحثون في السرابِ عن المجهول؛ لتحقيق المستحيل الذي لا يكون.. فيما يعد تخلي أمريكا عن حمايتهم إعلامياً محدودَ الصحة ميدانيًّا، ويقتصر ذلك فيما يخُصُّ الحفاظ على رعاياهم وخبرائهم المتواجدين داخل دهاليز غرف العمليات لإدارة المعركة وإدارة الهجمات الجوية على شعبنا اليمني وإدارة منظومات الباتريوت التي أظهرت فشلها وعجزها في التصدي للهجمات الصاروخية اليمنية وطيرانها المسيّر..
فقد دفعهم خوفُهم ورعبُهم الذي انعكس على أسيادهم وجعلهم يقرّرون تحييزَ جنودهم وخبرائهم حتى لا يستهدفَهم السلاح اليمني، وهذا هو السبب الرئيسي في ضعف الحماية الأمريكية للسعوديّة، فلا يمكن أن تتخلى أمريكا عن مصالحها، وإنما حسب الأولويات التي تجعلها تنأى بخبرائها الاستراتيجيين من أن يطالَهم الاستهدافُ فتخسرهم وتخسر معداتها ومنظوماتها وتتشوّه سُمعةُ أسلحتها التي تبتز حلفاءها بها اقتصاديًّا عبر صفقاتها المشبوهة والإرهابية..
لقد أصبحت تلك الأسلحة التي يهدّدون العالم بها ويتفاخرون بامتلاكها هدفاً سهلاً وصيداً مذللاً للطيران اليمني المسيّر، وأضحت مشلولة تماماً أمام الصواريخ البالستية اليمنية أَيْـضاً..
وهنا تسقُطُ ورقة أمريكا التسليحية وتخسَرُ عسكريًّا واقتصاديًّا وتتخبط سياسيًّا ويتصدع مشروعُها في المنطقة وترسُمُ معالمَ نهايتها بيدها وتدقُّ آخر مسمار في نعشها بفضل حنكة وسياسة وحكمة وعظمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ونصره وأيده- الذي أربكهم وهزمهم وفضحهم بصلابته وشجاعته وشخصيته الفذة في القيادة والإدارة التي يستمدُّها من الله الذي صنعه واختاره لقيادة أُمَّـة رسول الله في هذه المرحلة العصيبة ليكونَ قائدَ مسيرة عالمية قرآنية كتب الله على يده الظهور والغلبة لدينه والنكال والهزيمة لأعدائه..
في الأخير نقولُ لقوى العدوان (قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أراد بِكُمْ سُوءًا أَو أراد بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِير).
(يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ).
لو جمعتم ما في الأرض من قوة وأسلحة ومنظومات لتعتصموا بها كي تقيَكم من بأسِ الله وانتقامِه لما استطعتم فقد (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير).
ولا حلَّ أمامكم إلا أن توقفوا عدوانكم وترفعوا حصاركم وتنأوا بأنفسكم عن الهلاك والخُسران، وهذا لا يكلفُكم شيئاً، بل سيوفر ما تبقى من أموالكم التي تنفقونها في حربكم التي لا شرعية لكم فيها، وإلا فَـإنَّ اللهَ من بيده العاقبة وهو من يتحكم في المصير وإليه يرجع الأمر كله وإليه تصير الأمور هو من سيرسم نهايتكم ويجعل عاقبة أمركم خُسراً.