صمود وانتصار

الى الإعلامين السعودي والإماراتي.. إن لم يكن لكم دين فكونوا أحراراً في دنياكم

| الصمود | في مطلع كانون أول/ديسمبر الماضي تم الإعلان عن اتفاق بين الإمارات و”إسرائيل” في قطاع الإعلام عبر مذكرة تفاهم تشمل عدم استضافة شخصيات معارضة للتطبيع والتركيز على خطة لفرض العلاقات مع “إسرائيل” وتسويقها في منطقة الخليج الفارسي.

كما تضمنت عدم بث أخبار انتهاكات وجرائم الكيان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في وسائل الإعلام الإماراتية وإبراز الرواية الإسرائيلية في مقابل حجب الرواية الفلسطينية وما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي وممارساته اليومية.

 

موقع “امارات ليكس” نقل عن مصادر مطلعة ، ان قناة “أي 24 نيوز” الاسرائيلية، التي تبث باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، ، وقعت مع مجموعة أبوظبي للإعلام، وهي شركة خدمات عامة للإعلام تقدم خدماتها لقنوات أبوظبي وأبوظبي الرياضية وشبكة أبوظبي الإذاعية، على مذكرة تفاهم “لتطوير المحتوى” و”توفير تغطية إخبارية متبادلة” لطواقم المؤسستين الإعلاميتين، و “تبادل التغطية في مجال الأخبار والقضايا الراهنة والتقارير وإنتاج المحتوى” مع التركيز على اللغة العربية.

 

حينها حاول الاعلام الاماراتي والذباب الالكتروني الاماراتي الى جانب السعودي، التشكك بمضمون مذكرة التفاهم هذه، على انها حملة تشن ضد الامارات، ولكن احداث الايام العشرة الاولى من شهر رمضان المبارك، التي اظهرت وحشية قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين، ضد المقدسيين، بهدف منعهم من الصلاة في المسجد الاقصى، واصابة المئات منهم بجروح ، كشفت حقيقة مذكرة التفاهم تلك، فالاعلام والصحافة الاماراتية، عمدا الى تسويق رواية الكيان الاسرائيلي في انتفاضة القدس وتجاهل الفلسطينيين وما يتعرضون له من انتهاكات يومية في المدينة المحتلة.

 

فقد غاب كليا في الاعلام الاماراتي مصطلح “الاحتلال” أو حتى الإشارة إلى أن القدس مدينة محتلة، وتم نقل الاحدث على انها “مواجهات بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في القدس” واسفرت المواجهات الى وقوع اصابات بين الجانبين مع التأكيد على إصابة 20 شرطيا إسرائيليا!!، وتجاهل التصعيد الاسرائيلي في قطاع غزة، وكذلك جرائم المستوطنين بحق الفلسطينيين وهتافهم بالموت للعرب، وقبل كل هذا وذاك تجاهل الاسباب الحقيقية للمواجهات والقمع الاسرائيلي الوحشي للفلسطينيين.

 

اما السعودية، ومن دون اي مذكرة تفاهم معلنة مع “اسرائيل”، كان اعلامها يسجل اكبر فضيحة يمكن تصورها للاعلام التطبيعي، حيث صورت قناة “العربية” السعودية، انتفاضة سكان القدس بوجه الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين، الذين يحاولون منعهم من الصلاة في المسجد الاقصى منذ بداية شهر رمضان المبارك، وقاموا بالاعتداء عليهم بشكل وحشي، على انها “اشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية بسبب خلاف على تجمع وقت الافطار”!!.

 

وفي تجسيد كامل للرواية الاسرائيلية، ابرزت قناة “العربية” السعودية، خبر “دعوات اسرائيلية لاتخاذ اجراءات عنيفة بعد انتشار فيديو لفلسطيني يصفع متشددا يهوديا”!!. في محاولة سافرة لتبرير قمع الفلسطينيين، الذين كانوا بين مطرقة قوات الاحتلال الاسرائيلي، ومجاميع المستوطنين المسلحين.

 

هذا التماهي الفاضح الى حد التطابق بين الاعلامين الاماراتي والسعودي وبين الاعلام الاسرائيلي، يؤكد حقيقة ان تطبيع الانظمة الرجعية في الخليج الفارسي مع “اسرئيل” ليس تطبيعا على الطريقة المصرية او الاردنية، بل هو تطبيع من اجل تشكيل تحالف “عربي رجعي اسرائيلي” بإشراف امريكي، ليس ضد محور المقاومة فحسب، بل ضد الشعب الفلسطيني بالدرجة الاولى، وإلا بماذا يمكن ان نفسر كل هذا التماهي المذل والفاضح والعار مع قتلة الشعب الفلسطيني، وكذلك كل هذه الهجمات الاعلامية التي تشن على الشعب الفلسطيني من قبل الاعلامين السعودي والاماراتي، وتحميل الشعب الفلسطيني كل مشكلة العرب، لذلك لا نملك الا ان نقول لاعلاميي ابن سلمان وابن زايد.. اذ لم يكن لكم دين فكونوا احرارا في دنياكم.