الجيش واللجان الشعبية يسيطران ناريا على الخوبة ويتقدمان في العمق السعودي
| الصمود | من مشارف مدينة “الخوبة” التابعة لمنطقة جيزان جنوب المملكة، أطلّ وزير الإعلام في صنعاء “ضيف الله الشامي”، أوّل من أمس، مباركا انتصارات الجيش واللجان الشعبية، وتقدمهما الكبير في العمق السعودي.
في هذا الوقت، زامنت مساعي الرياض إلى وقف نشر المزيد من المشاهد المذلة لقواتها، محاولة المبعوث الأممي إلى اليمن “مارتن غريفيث”، خلال زيارته العاصمة صنعاء التي انتهت مساء أمس، نقل رغبة السعودية في استمرار التهدئة في الحد الجنوبي، فيما كان “الإعلام الحربي” اليمني يستكمل، من جهته، نشر مشاهد جديدة لعملية محور جيزان الواسعة، والتي وثقت فرارا جماعيا لعشرات الجنود السعوديين والميليشيات المساندة لهم من مواقعهم، تاركين وراءهم أسلحة حديثة، غنائم للجيش واللجان.
وردا على محاولة الرياض نفي حدوث العملية والتشويش الإعلامي على ما نشرته صنعاء، تضمنت المقاطع الجديدة توثيقا دقيقا للمدرعات السعودية بالأرقام وبالوحدات التابعة لها، وبطاقات هوية عسكرية لجنود وضباط سعوديين، وبزات عسكرية للقوات البرية السعودية. تلك المشاهد الموثقة بالصوت والصورة والتي أظهرت انتكاسة الجيش السعودي في 30 موقعا عسكريا في عمق منطقة جيزان، نسفت ادعاءات الناطق باسم “التحالف”، تركي المالكي”، الذي زعم أن المشاهد التي نشرت، السبت، لعملية محور جيزان عمل إعلامي مفبرك.
وفي سياق ما جرى، أفاد مصدر عسكري في صنعاء لجريدة “الاخبار”، بأن عملية جيزان الواسعة تعد الأشد فتكا مقارنة بما سبقها، مؤكدا أنها لن تكون الأخيرة، بل هي “أولى عمليات التصعيد البري للجيش واللجان الشعبية في إطار معركة النفس الطويل”. وأشار المصدر إلى أن حاميات الجيش السعودي والمواقع المتقدمة قبالة جبال الدود والرميح وجحفان تساقطت واحدة تلو أخرى، ليتم إسقاط 30 موقعا، وإحراق 32 مدرعة سعودية.
ولفت المصدر إلى أن الجيش واللجان الشعبية سيطرا ناريا على مدينة الخوبة السعودية، قائلا إن العملية العسكرية البرية حظيت بتأييد شعبي واسع في العاصمة صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة حركة “أنصار الله”. وفي مؤشر إلى أن التصعيد في العمق السعودي لم يعد مجرد رسائل إلى الرياض، بل أضحى خيارا في ظل تشديد دول العدوان حصارها على الشعب اليمني وتصعيد الغارات الجوية على جبهات مأرب، خاطب عضو المجلس السياسي في “أنصار الله”، محمد علي الحوثي، النظام السعودي في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، قائلا: “إذا كانت مشاهد عملية جيزان أوصلت الرعب بكم إلى عدم استيعاب حقيقتها عقولكم… فكيف ستصفون العمليات والمشاهد القادمة والتي بالتأكيد تفوق ما شاهدتم، ولمن يشكك: حاضرون للتبادل مع دول العدوان بالجثامين عبر الصليب الأحمر”.
يضع قرار صنعاء نقل المعركة إلى عمق السعودية، الأخيرة أمام معركة الوجع الكبير
وفي تفاصيل العملية، أكد أكثر من مصدر في العاصمة صنعاء، أن مقاتلي الجيش واللجان الشعبية نفذوا العملية من ثلاثة مسارات، وتمكنوا من مواجهة ستة ألوية عسكرية، أحدها تابع للحرس الوطني الملكي، وآخر سوداني، وأربعة ألوية من المرتزقة اليمنيين.
وحول مسار العمليات القتالية، قالت المصادر إن العملية جرت في مسرح عملياتي تجاوز 50 كيلومترا في مناطق جبلية معقدة التضاريس، حيث تمكنت قوات صنعاء من تحرير 150 كيلومترا. وبحسب مراقبين، فإن قرار صنعاء نقل المعركة إلى عمق السعودية، يضع الأخيرة أمام معركة الوجع الكبير التي توعدت بها القيادات السياسية والعسكرية في صنعاء الرياض خلال الفترة الماضية، والتي من المتوقع أن تضع السعودية في مأزق كبير في حال سقوط مدن رئيسة في يد صنعاء.