القانون على الضعفاء
الصمود | عندما ذهبت إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله.. وكلي شوق يحترق إلى كل ذرة في المسجد النبوي الشريف
خرجت من الفندق الثالثة فجراً
فبالرغم تلك الفنادق الكبرى والأحياء الراقية جداً إلا أنني لم أعد أرى شيئاً إلا إلى تلك الجهة التي سأرى من خلالها مآذن المسجد النبوي الشريف
الحديث عن مجريات الذهاب مشوق ومطوّل
ولكن
عندما جلست في الروضة النبوية الشريفة.. ذلك المكان الذي لم أرى أهيب منه في حياتي
وعيناي تحدق الحائط الغربي للحجرة الشريفة وعيناي ملؤها الدمعه وقلبي يرتجف من مهابة المكان.. لفت نظري تعامل أولئك الاجلاف مع زوار رسول الله صلى الله عليه وآله تعامل فج بعيداً عن الأدب والاحترام
بمجرد أن يقف واحد ليرى ما خلف الشباك بجوار أسطوانة الوفود إلا وينهره ذلك الملتحي بأنه لا يرتكب أعمالاً فيها شرك وبدعه.. ويأمره بالانصراف
آلمني الموقف ورأيت أن تلك الروحانية قد تعاني من متاعب هؤلاء القوم
صليت مرة أخرى في الروضة وذهبت إلى المواجهة الشريفة لألقي السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله
هناك وعيناي لا تتوقفان عن الدمع حططت يدي على ذلك الحائط الذي يحول بين الزائرين والشباك كمن يحط يده على أي شيء.. وبدأت أسلم على رسول الله
فجأة يطالبنا ملتحي آخر بالانصراف سريعاً
ويصيح آخر على رجل مسن هم أن يمد يده ليمسح العمود الذي بجانب الشباك ناهياً إياه بفضاضة عن هذه الأعمال الشركية وأن ينصرف سريعاً
خرجت من باب البقيع وأنا مليء بالحزن رغم أن زيارة رسول الله كانت شفاء لصدري
أذن لصلاة الفجر
صليت فجر
وذهبت إلى باب جبريل ودخلت منه لأجلس للصلاه والذكر عند باب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
هل تعلمون ماذا يعني الجلوس عند باب السيدة الزهراء عليها السلام؟
ولكن لم يدم الأمر لأن هنالك من يضايقك ويريد منك أن تبقى بعيداً وليس على أقرب نقطة من الباب
كل هذا لأني انشغلت بنظري أثناء الذكر إلى باب الزهراء.. الباب الوحيد الذي يدخل منه الإنسان إلى حجرة رسول الله
الباب الذي خلفه محراب السيدة الزهراء وبيتها
شرقت الشمس
ودعت ذلك الباب على أمل اللقاء
وذهبت إلى البقيع المغلق بسبب أحداث البقيع آنذاك لأزور من الخارج
جاء اليوم الذي عدت فيه إلى صنعاء
وطوال هذهِ السنوات والألم الذي نالني في المدينة المنورة مازال غائر في صدري
ولكن
هنالك ما ألمني أكثر
وهو إني رأيت مقطع فيديو للرئيس الشيشاني وهو يزور المدينة المنورة
عندما دخل المسجد النبوي الشريف.. تم إدخاله إلى بيت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
وصل إلى محرابها هو ووفده
كان يأخذ التراب من محرابها ويمسح بذلك التراب لحيته
كل هذا وأولئك الوهابيين حوله لم ينطقوا بكلمة واحدة
دخلوا إلى الحجرة الشريفة وبدأوا يتمسحوا بذلك الكساء الأخضر الذي يحوط الجدران الخمسة على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله
كل ذلك والوهابيين حولهم لم يقولوا لهم شرك أو بدعة
غذوا قلوبهم وأرواحهم بتلك الزيارة.. أما نحن الضعفاء العاديين حاصرونا حتى على نظراتنا
هذه هي القصة يا سادة
ليست حكراً على زائري المسجد النبوي الشريف من العاديين ولكن تتكرر هنا وهناك
انت ضعيفاً.. لابد من إقامة القانون عليك
أنت قوياً.. فليتم تجاهل القانون
أنت ضعيف.. انتبه لروحك
أنت معك ظهر.. ياعم صبن ونشف وضحي محد يقلك لا
أنت إنسان عادي.. مكنها لبيج
أنت معك متابعين في مواقع التواصل الاجتماعي.. منشور واحد فقط يحل مشكلتك
لذلك ماعندنا حجة نبكي ونتألم عندما نستمع بقلوبنا للإمام علي عليه السلام وهو يقول
( الذَّلِيلُ عِنْدِي عَزِيزٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ لَهُ ، وَ الْقَوِيُّ عِنْدِي ضَعِيفٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ)
أين تجدون مثل هذا
في أي دولة في التاريخ والحاضر
إلا عند تلميذ رسول الله الأول
وعند من يعيش الولاء الحقيقي له
أنت بقوتك بحشمك بمرافقينك بقبيلتك بمنصبك لا تسوى شيئاً عند علي بن أبي طالب عليه السلام إذا أراد أن يأخذ الحق منك.. ورغماً عن أنفك وأنت صاغر ذليل
أنت بضعفك بمسكنتك بفقرك بحالتك المزرية بعوزك ستكون عظيماً مهاباً عند علي بن أبي طالب عليه السلام فيأخذ الحق لك إن كنت مظلوم
بقلم #أمين_المتوكل