صمود وانتصار

السيد نصر الله: النظام السعودي يأتي في مقدمة المتآمرين على من يريد قتال “إسرائيل”

الصمود|| متابعات

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أنه لا يستطيع أي نظام عربي أن يطبّع مع الكيان الإسرائيلي، مشددا على أنه من يرد أن يرفع الصهاينة القتلة المجرمين مهما كان، يسقط معهم.

وقال الأمين العام لحزب الله إن غضب السعودية تجاه حزب الله وتصنيفه إرهابياً هو نتيجة فشل رهانها في المنطقة لا سيما في سوريا واليمن، مؤكداً أنها ستكتشف أنها تقود معركة خاسرة

جاء ذلك في كلمته التي القاها عصر اليوم الأحد 6 مارس 2016 بمناسبة الاحتفال التكريمي للشهيد القائد علي فياض (الحاج علاء) قال السيد نصرالله: هذا القائد بتضحياته وتضحيات كل المقاومين والشهداء استطاعوا أن يصنعوا التحرير عام 2000، وهو كان من قادة المقاومة وأبطالها في 2006، وفي جانب آخر هو من قادة بناء القوة، قوة المقاومة والردع إلى جانب الحاج عماد مغنية، حيث أوكل إلى الحاج علاء بناء القوة الخاصة في المقاومة، التي نمت وكبرت وتطورت وأصبحت قوة حقيقية يحسب لها العدو الإسرائيلي كل حساب.

وأضاف أن الشهيد علاء يعبر عن جيل من الشباب اللبناني الذي آمن بخيار المقاومة، فبعد اجتياح “إسرائيل” للبنان عام 82 كان هناك وجهات نظر متعددة، وعلاء وإخوانه لم ينتظر أي منهم ما قيل حينها عن استراتيجية عربية موحدة ولا الأنظمة الرسمية ولا جامعة الدول العربية ولا الإجماع العربي، ولو لم تنطلق مقاومة شعبية لبنانية تفاعلت معها الفصائل الفلسطينية أين كان لبنان؟ كانت “إسرائيل” هي من يدير لبنان اليوم.

لو انتظرنا استراتيجية عربية موحدة لكانت “اسرائيل” اليوم تدير لبنان

وأكد السيد نصرالله بالقول: نحن اللبنانيين، كلنا يعرف، لو انتظرنا استراتيجية عربية واحدة وجامعة عربية، لكانت “إسرائيل” في الجنوب والعاصمة بيروت والضواحي، بحال لم تكمل على كل لبنان.

وأضاف: الكثير من الدول العربية التي تصنفنا إرهابا ما علاقتها في المقاومة، لا علاقة لها لا بالمال والسياسي، باستثناء النظام السوري، هل هناك نظام عربي يستطيع أن يقدم السلاح إلى المقاومة؟

وقال: نحن إرهاب، فلتتفضل الأنظمة العربية وتقدم السلاح إلى المقاومة المفلسطينية، لا علاقة لهذه الأنظمة بهذه المقاومة وهذه الإنتصارات.

وأشار إلى أن خيارنا لتحرير أرضنا كان المقاومة وما زال المقاومة ويجب أن نسجل وقوف سوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما إلى جانب المقاومة ومساندتها، وأضاف: كثير من الدول العربية التي تصنفنا اليوم إرهابا ما علاقتها بهذه الانتصارات وهذه الإنجازات؟

ولفت السيد نصرالله إلى أن الحاج علاء هو من الشباب اللبناني الذي آمن أن الذي يحمي لبنان والكرامة الوطنية هو القوة الذاتية وقدراتنا وإرادتنا وحضورنا وهو ما تطور إلى معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

من ينتظر الإجماع العربي لحماية لبنان يراهن على سراب

وشدد على أن الذي يحمي البلد هو جيشه وشعبه ومقاومته ومن ينتظر أن يكون من يمنع “إسرائيل” من الاعتداء على لبنان ويحميه من الأطماع والتهديدات هو جامعة دول عربية أو إجماع عربي فهو يراهن على سراب وعلى وهم.

وتابع الأمين العام لحزب الله أن هذه القدرة الذاتية الوطنية الحقيقية غير المشروطة هي التي تحمي هذا البلد وأثبتت هذه المعادلة أنها تشكل حالة ردع للعدو، لافتا إلى أن العدو يتحدث كل يوم عن المقاومة وقدراتها وأدمغتها وقادتها وإمكانياتها ويعتبرها الخطر الأول ويهابها ويحسب لها كل حساب، هذا الذي يحمي بلدنا.

وبيّن: في العام 2006، قلنا لهم لا نريد منكم شيء فقط “حلوا عنا”، واليوم نعيد تكرار الأمر نفسه لا نريد منكم شيء “حلوا” عن هذه المقاومة وهذا الشعب وهذا البلد.

وأكد السيد نصرالله: هم لم يكونوا يساعدون بل كانوا يحرضون على المقاومة، والإسرائيلي تحدث عن طلب حكومات عربية منه الإستكمال بالحرب على المقاومة، وهذا الأمر تكرر أيضا في العدوان على غزة.

السعودية في مقدمة المتآمرين

وأضاف السيد نصرالله أن النظام السعودي يأتي في مقدمة المتآمرين على أي نظام أو جيش عربي يريد قتال “إسرائيل” واستعادة الكرامة العربية.

وأوضح: أريد أن أسأل من الذي أهان العرب والأمة العربية والجيوش العربية والحكم العرب مثل “إسرائيل”؟ وهي في كل يوم تهينهم؟ عندما تستمر في احتلال أرضهم وقتل أهلهم في فلسطين، واليوم إنتهاك جديد للمسجد الأقصى، ماذا فعلتم من 67 سنة حتى اليوم وماذا أنتم فاعلون؟ بالعكس إذا قام جيش أو نظام، كما كان الحال في مصر وسوريا، أو قامت مقاومة لقتال “إسرائيل” وإستعادة المقدسات كنتم تتآمرون على هذه الأنظمة والجيوش والمقاومات، وفي مقدمتهم النظام السعودي، هل كان هؤلاء شيعة، موضوع السني الشيعي كذبة، هل كان عبد الناصر شيعي أن كانت المقاومات الفلسطينية شيعية؟ لنسأل كيف تأمرت هذه الأنظمة عليهم.

وأكد أن ضمانة عروش هذه الأنظمة هو حماية “إسرائيل” وبقاء “إسرائيل”، ولذلك كانت دائما تصطف في المحور المقابل لأنظمة المقاومة وحركات المقاومة، معتبرا أن ما يحصل معنا اليوم تواصل للإستراتجية القديمة، فهذه المقاومة في لبنان التي تصفونها بالإرهاب هي التي إستعادة البعض من الكرامة والعزة العربية.

وقال: إننا ذهبنا إلى البوسنة لمساعدة ناس يذبحون كل يوم والحاج علاء غادر بلدته وعائلته وأرضه ليقاتل دفاعاً عن أعراض المسلمين.

وقال الأمين العام لحزب الله إن ما لحق بالمسلمين السنة على يد “داعش” في العراق أخطر مما لحق بالمسلمين الشيعة هناك، مؤكدا: نحن ذهبنا لنقاتل تحت قيادة عراقية وليس لنتدخل بشؤون العراق ولنقاتل التنظيم الإرهابي الذي أجمع العالم على أنه إرهابي فهل نكون نحن مدانين؟.

لولا الحشد الشعبي لكانت “داعش” في قصوركم وتسبي نساؤكم

 

وأشار السيد نصرالله إلى أنه “عندما إجتاحت “داعش” الموصل والأنبار وجزء من صلاح الدين وكركوك وأصبحت على مقربة من بغداد وأصبح كل العراق مهدد، “داعش” في العراق اعتدت على كل الشعب العراقي وقتلت سنة وشيعة ومسيحيين وايزيدين ولم توفر أحدا، وما لحق بأهل السنة في العراق كان أخطر وأكبر مما لحق بالشيعة”.

وأضاف: اليوم من الذي يغير بالمعادلة في العراق؟ العراقيون أنفسهم وهذا الحشد الشعبي المبارك، أما انتم أجتمعتم وشكلتم حلفا من 70 دولة لمحاربة “داعش” فماذا فعلتم حتى الان؟

وأكد: نحن في العراق كنا وما زالنا نقاتل تحت قيادة عراقية، وأحد جهابذة الخليج (الفارسي) يقول أن القضاء على “داعش” يوجب القضاء على حزب الله والحشد الشعبي، وأنا أقول له لولا الحشد الشعبي في العراق لكانت داعش في قصوركم وتسبي نساؤكم، لكن العراقيين يدفعون هذا الخطر عن كل المنطقة وشعوب المنطقة وبدل أن يقدم لهم الشكر والثناء ما هذا الجحود؟

لم يأمرنا احد بالذهاب الى سوريا بل كان قرارنا

وأشار السيد نصرالله إلى أن من أوائل الذين ذهبوا إلى سوريا كان الشهيد الحاج علاء وكان يقود المعارك في الميدان وأصيب أول مرة بالجراح ومجرد أن شفي عاد إلى سوريا ومرة أخرى أصيب وكانت إصابته خطرة وعندما شفي عاد إلى سوريا لأنه لديه وعي كامل لحقيقة المعركة.

وأكد أنه لم يأمرنا احد بالذهاب الى سوريا، بل كان قرارنا ونحن لم نأخذ أي أمر للقتال في سوريا لا من سوريا ولا من إيران، بل هذه رؤيتنا وإيماننا وفهمنا وبصيرتنا.

 

وأكد أننا لسنا نبحث عن حجج لنقاتل بسوريا، وهذه إرادتنا وفهمنا ووعينا والحاج علاء يمثل كل إخوانه الذين استشهدوا في سوريا وكل إخوانه الذين لا يزالون يقاتلون، من هذا الموقع موقع الفهم والبصيرة.

وحول التوتر الأخير الذي حصل من قبل السعودية تجاه لبنان قال السيد نصرالله: أنا بكل واقعية أتفهم غضب السعودية لأنه عندما يفشل أحد، أقلّه يغضب، وإذا غضب ويستطيع أن يقوم بشيء يحاول أن يقوم به.

السعودية فشلت في سوريا واليمن ولبنان والبحرين

ولفت إلى أن الكل وفي مقدمتهم السعودية بنوا حساباتهم أن سوريا ستسقط خلال شهرين في أيديهم ومرت 5 سنوات وخابت الآمال وسوريا في مكان آخر، فشل كبير وسقوط رهانات.

وأكد السيد نصرالله: السعودية فشلت في سوريا واليمن ولبنان والبحرين، الفشل في البحرين هو في إنهاء الإنتفاضة الشهبية، ويحملونا مسؤولية الفشل وهم يبالغون، ونحن نشكرهم، وإذا طلع أن حزب الله يتحمل مسؤولية كبيرة في إفشال هذه المشاريع وهذه الحروب، نحن نفتخر في ذلك في الدنيا والأخرة.

وأشار إلى أن الأمر نفسه في اليمن حيث كان تقدير القيادة السعودية الجديدة أنه في مدة أقصاها شهران نحسم الأمر، لكن هناك فشل ذريع في اليمن، والأثمان التي تدفعها السعودية اليوم نتيجة حربها على اليمن أثمان باهظة جدا، والفضيحة أنه تحت عنوان أن الحرب على اليمن حرب على “الحوثيين”، هي تُمكّن من أجمع العالم على تصنيفه إرهابا من السيطرة على المحافظات الجنوبية ويرتكبون المجازر المهولة.

وأكد أنهم فشلوا وسيفشلون وأنا على قناعة تامة بكل كلمة قلتها منذ اليوم الأول: لا يمكن إلا أن ينتصر الشعب اليمني.

 

كما لفت السيد نصرالاه إلى فشل سعودي في البحرين وهو يتمثل في الفشل بإنهاء الانتفاضة الشعبية بعد 5 سنوات.

وقال إن السعوديين يفتشون عن أحد يحملونه مسؤولية الفشل، وغضبوا علينا فطال غضبهم كل لبنان.

وتساءل لو لم تصمد سوريا وسيطرت “القاعدة” و”داعش” و”النصرة” على سوريا أين كان لبنان بمسلميه ومسيحييه؟ مؤكدا أن من يواجه السعودية في سوريا هو المدافع الحقيقي عن المصالح الوطنية اللبنانية.

وتوجه السيد نصرالله بالشكر إلى كل من تضامن معنا وأدان واستنكر ورفض القرار الخليجي وبيان وزراء الداخلية العرب بتوصيف حزب الله “منظمة إرهابية”، معتبرا أن هذا خير في الدنيا والاخرة.

ولفت إلى أن أهميته أنه يعبر ويؤشر إلى مكانة المقاومة عند الشعوب العربية، وأن المقاومة والقضية الفلسطينية ما زالت حاضرة بقوة، وهذه الصرخة التي شهدناها قيمتها عالية لأن هناك مناخ سطوة المال والإعلام والأنظمة وسطوة التكفير الديني والسياسي.

لا يستطيع أي نظام عربي أن يطبّع مع “إسرائيل”

كما لفت إلى أن أهمية ردود الافعال الرسمية والشعبية على تصنيف حزب الله إرهابيا أنها رسالة قوية لـ”اسرائيل” التي تقدم نفسها أنها حامية للمسلمين السنة، فردود الأفعال هي جواب الشعوب العربية لـ”اسرائيل” أن لا تحلموا أنه يمكن في هذا العالم العربي والإسلامي أن ياتي يوم يصبح فيه وجودكم طبيعيا ونقبل بقاءكم ولا يمكن أن تصبحوا أصدقاء للشعوب العربية والإسلامية، أنتم أعداء وستبقون اعداء وإرهابيين في نظرهم.

وأكد الأمين العام لحزب الله أنه لا يستطيع أي نظام عربي أن يطبّع مع “إسرائيل”، لا آل سعود ولا غيرهم ولا إعلام ولا أكاذيب الفتنة الطائفية والمذهبية. وأعلن أنه من يرد أن يرفعكم أيها الصهاينة القتلة المجرمين مهما كان، يسقط معكم.

وأعلن السيد نصرالله ان السعودية ستكتشف مبكرا أنها تخوض معركة خاسرة وسنحفظ بلدنا من الأخطار وسنحمي سلمنا الأهلي ووحدتنا الوطنية.

وأكد أن المقاومة ستبقى أمل الأمة في الكرامة والتحرير وسنبقى في الميادين التي يجب أن نبقى فيها مهما تعاظمت الاتهامات والتضحيات، وسنبقى صرخة الحق في وجه السطان الجائر والشركاء في صناعة النصر ومن المبشِّرين به دائما إن شاء الله تعالى، وسنواصل طريقنا ولن تكون عاقبته إلا النصر إن شاء الله.