معجزاتُ الخطاب.. قائدُ ثورة وعَــلَــمُ هدى
مقالات |الصمود| أمل المطهر
أطلَّ علينا العَلَمُ المولى في يوم الغدير والكل في ترقُّبٍ لطلوعه علينا، وما أن يطلَّ علينا بتلك الهيبة الحيدرية والابتسامة التي لم نجد لها وصفاً في كُـلّ المعاجم، ويبتدئ القائد -كما عودنا- بالثناء على الله تعالى كبداية ناصعة وصحيحة صادقة.
انطلق مروضاً للكلمات مهذباً للطرح منسقاً لشرح كيف لا وفي عروقه تجري دماء أبلغ البلغاء وسادة النجباء والفصحاء.
وفي خطاب الولاية ومن خلال تلك الأسطر النورانية، أعادنا السيد إلى يوم الغدير، وجمعنا هناك في ساحة غدير خم؛ لنرفعَ الأيادي ونجدِّدُ العهدَ لله والرسول، جعلنا بأُسلُـوبِه نسافرُ إلى ذلك العهد ونرى الحقائق ونستوضح ما بين السطور.
فحينما تستمعُ له تعرفُ جيِّدًا أن هذا الرجلَ وُلِدَ من بطن الحكمة وتشرّب من منبع البلاغة فصار فينا منبراً علوياً مرشداً ومنقذاً.
وفي خطاب الغدير، تجلت كُـلُّ مقومات الخطابة والسلاسة والجذب والربط والتوضيح والتوثيق حاضرة وبقوةٍ ومن خلال حفيد سيد القول وقائد البلاغة تجسدت أمامنا واقعةُ الغدير بكل حيثياتها.
تناولها السيد عبدالملك جميع الجوانب، ففي الجانب الروحي والديني كان الطرحُ قوياً ومثبتاً ومقنعاً وصريحاً، بحيث لم يدعْ مجالاً للشك أَو الريب في أهميّة تلك الواقعةِ العظيمةِ والمفصليةِ في مصير الأُمَّــة.
وفي الجانب السياسي والعسكري وضع الأُمَّــة بأسرها أمام مقارنات وأحداث ووقائع، ليكشفَ لهم معالمَ طريق النصر وكيف يعودون إلى قمة التلة بعد أن أصبحوا في قاع الهاوية، دافعاً للجميع نحوَ العمل الجاد والتحَرّك المسؤول، كُلٌّ من موقعه ومكانه من خلال منهجية وفي إطار تلك الولاية.
تحدث وأسهب ووضّح وكله حرص ومحبة وخوف علينا من أن نضلَّ ونشقى من أن تختلطَ علينا الأمورُ فنتوه كما تاه مَن كانوا قبلنا، فكانت كلماته تخرج من أعماقه مسارعة إلى صميم قلوبنا.
وفي خطابه الغديري وضع أسساً عظيمة لبناء الدولة الحديثة القوية العزيزة وسكب علينا من فيض مخزونه المعلوماتي والعلمي العديد لنقتبس منها منهج وقاية وتحصين من الاختراق الثقافي والفكري والداخلي.
الكثير الكثير من الركائز والأسس طرحها سيدي القائد في خطاب احتوى على كم معلوماتي كبير وربط تاريخي مميز وشفافية ووضوح فائق.
فكأنما تستمع إلى محاضرة ثقافية وعسكرية ونفسية في آن واحد والمعجزة هنا أن المتحدث هنا هو شخص واحد أبدع وتفوق في الطرح على كُـلّ المختصين بتلك الدروس.
فسلام الله على قائدنا وملهمنا ونورنا وبصيرتنا وعلمنا ومعلمنا، ما بقينا وبقي الليلُ والنهار.