صمود وانتصار

بريطانيا والندمُ على التجربة الخاسرة..!

الصمود| الشيخ عبد المنان السنبلي

إذا كنتَ اليومَ ممن يعتقد أن دولة (الإمارات) ليس لها أي مشروعٍ خاصٍّ بها ومستقلٍ في اليمن وأنها ما جاءت إلى اليمن إلا (جمالة) أَو (فزعة) مع جارتها الكبرى السعوديّة، فأنت مع احترامي حمار!

أما إذَا كنت اليومَ ممن لا يزالُ يعتقدُ أن الوجودَ الإماراتي في جنوب اليمن لم يكن محسوباً أَو مخطّطاً له وإنما جاء بمحض الصدفة في إطار خطة توزيع الأدوار والمهام الميدانية لقوات (التحالف) الهادفة إلى استعادة نظام (هادي) وشرعيته البائدة، فأنت مع احترامي حمار أَيْـضاً!

وأما إذَا كنت اليوم من الذين قد تبينت لهم أخيرًا حقيقةَ المشروع والدور التخريبي المشبوه الذي تلعبه دولة الإمارات في جنوب اليمن، ومع ذلك لا زلتَ تصفِّقُ لهم وتهتفُ بحياة قياداتهم لا لشيءٍ سوى نكاية بقوىً سياسيةٍ ووطنية أُخرى تقاوم هذا المشروع، فأنت مع أسمى اعتباري في هذه الحالة لست حماراً فحسب.. وإنما أنت حمارٌ من النوع الذي يحمل أسفارا أَو (مشاريع) أجنبيةً إلى بلاده – لا أدري!

يعني بالله عليكم ناس جميع أفعالهم وتحَرّكاتهم وسكناتهم وكل مواقفهم المتعلقة باليمن منذ أمدٍ غير قريب تشير بكل وضوح إلى أن لهم مخطّطات وأهداف مشبوهة وخبيثة في اليمن، ثم يأتي بعد ذلك من يحاول إيهامك وإقناعك أنهم ليسوا كذلك!

يا أخي ارجع إلى التاريخ قليلًا واسأل نفسك..

اسألها لماذا الإمارات كانت هي الدولة الوحيدة التي سارعت واعترفت مباشرةً بقرار الانفصال الذي أعلنه الرئيس البيض عشية الثاني والعشرين من مايو 1994؟!

لا تقل: إنها كانت (جَمَالة) أَو (فزعة) مع السعوديّة مهندسة الحرب وعرَّابة مشروع الانفصال يومها!

ولا تقل إنها كانت زلة لسان مثلاً أَو أنه كان مُجَـرّد تعبير عن حالة سخطٍ واستياءٍ من استمرار الحرب كما سعى الإماراتيون إلى تبرير ذلك لاحقاً!

القرارات الدولية يا عزيزي في مثل هذه الأحوال -وكما يعلم الراسخون في السياسة- لا تُتخَذُ بمثل هكذا طريقة وهكذا استحمار!

فقط تمعن في ما تقوم به الإمارات اليوم في جنوب اليمن من دورٍ تمزيقيٍّ وتخريبيٍّ مشبوهٍ وستعرف بسهولة ما الذي كانت تهدف إليه وما زالت من وراء ذلكم الاعتراف المفاجئ والشاذ؟!

الإماراتُ يا حبيبي وباختصار شديد تخطِّطُ لاستنساخ التجربة البريطانية في جنوب اليمن وإن بطرقٍ وأساليب مختلفةٍ قليلًا تتناسب طبعاً ومتغيرات العصر، ولكي يتسنى لها ذلك طبعاً فَـإنَّ عليها وللاستفراد والاستحواذ على الجنوب السعي إلى إعادة تقسيم وتمزيق اليمن أولاً!

نعم التي جعلت البريطانيين يبكون على خروجهم مجبَرين من عدن وتفريطهم بها ذات يوم كواحدةٍ من أهم ثلاثة موانئ اقتصادية وتجارية على مستوى العالم!

فالبريطانيون في الحقيقة وبحسب ما جاء في وثائقهم وعلى لسان أكثر من مسئول بريطاني لم يندموا على مستعمرةٍ استعمروها وخرجوا منها كما ندموا على خروجهم مجبرين ومكرهين من عدن!

الإمارات في الحقيقة اليوم تريد تكرار نفس هذه التجربة وإعادة استنساخ المشروع البريطاني في عدن وذلك في ما تظنه أنه خطوةٌ استباقيةٌ ذكية منها تهدف إلى قطع الطريق أمام كُـلّ من أدرك أهميّة عدن وموقعها الاستراتيجي وأراد بالاتّفاق مع اليمن تطويرها والاستثمار فيها بصورة لن تصبحَ معها مدينةُ دبي الإماراتية إلا مدينةَ أشباح على أقل تقدير!

الفارقُ الجوهري الوحيدُ بين هاتين التجربتين هو أن الإماراتيين مهّدوا للبريطانيين وتوسعوا في أطماعهم نحو جزيرتَي ميون وسقطرى!

فهل عرفت حقيقة مشروع الإمارات التآمري والخفي في اليمن يا محترم؟!

أم أنه قد كتب عليك أن تظل حياتَك كُلَّها متقمصاً شخصية الحمار ولاعباً جميعَ أدواره؟!

من يدري؟!