حقنا المشروع… وجـــرائـــمـكم
مقالات|الصمود| عبدالرحمن عبدالله الأهنومي
جاءت عملية توازن الردع السابعة لتعيد التأكيد للدول المعتدية على اليمن وعلى رأسها النظام السعودي أن الشعب اليمني وقيادته الحرة ورجاله ومجاهديه لن يدخروا جهداً في مواجهة العدوان التحالفي بكل السُبُل والوسائل الممكنة وقد باتت كثيرةً وفاعلة بعون الله وبتوفيقه.
ومنها حق اليمن المشروع في الردّ على كل غارة وفي ضرب نقاط القوة التي يتكئ عليها النظام السعودي ويتموّل منها الأمريكي والبريطاني في حربه علينا ، وحقنا المشروع في سلام مُشرِّف وعادل ودائم ومستمر ومطارات وموانئ مفتوحة لا يتحكم فيها أحد.
وإذا كان النظام السعوي تحديداً كان يخشى في بداية الحرب العدوانية التي يشنها على اليمن من مئات الصواريخ الروسية والكورية التي كانت مخزنة في مخازن الجيش اليمني من قبل شن الحرب الإجرامية على اليمن ، فإن عليه اليوم أن يخشى من آلاف الصواريخ المصنعة محلياً وبأيدٍ وخبرات يمنية وفقها الله لصناعتها ، ومثلها أضعاف من الطائرات المسيّرة بعيدة ومتوسطة المديات والتي ستصل إلى العمق وإلى ما بعده ، وأن اليمن بات يمتلك مخزوناً هائلاً من الصواريخ والذخائر والمسيَّرات والأسلحة التي ستحقق لشعبه العظيم النصر الكامل بإذن الله ، ولديه مصانع ومعامل إنتاج حربي متطورة تنتج يومياً معدلات ضخمة من الأسلحة.
وما يمكن قوله للملوك والأمراء السعوديين -اليوم – أن أيام العربدة في سماوات اليمن وأرضها الفسيحة بلا حساب قد ولت وذهبت ، وتلك الأيام التي كانت تأتي طائراتكم تقصف اليمنيين في المنازل والمستشفيات والطرقات والمدن والأحياء والمنشآت والأسواق والأعراس والأتراح ثم تعود معفية من أي رد عليها قد أفلت ، فقد بات الشعب اليمني يمتلك ما يمكِّنه من الدفاع عن نفسه ووجوده وحقه ، وما يمكِّنه من الرد بالمثل على جرائمكم ، وما يمكن من الرد على كل غارة بما يماثلها من الفعل العسكري الناجز ، وإذا لم تدركوا هذه الحقيقة بعد فالأيام كفيلة بتمريغكم في تراب هذا الوطن الغالي.
ما على ملوك النظام السعودي –اليوم- إلا أن يتأكدوا بأن نفطهم وقواعدهم ومعسكراتهم ستبقى عرضة للصواريخ والطائرات المسيَّرة، ولأشياء أخرى قد لا يحسبون حسابها، ما داموا مستمرين في عدوانهم وحصارهم على شعبنا الأبي العزيز بعزة الله، وعليهم الإدراك بأن أمريكا وبريطانيا وغيرها لن تعصمهم من استحقاقات وأثمان مغبّة أفعالهم وغيّهم ، وأن المخرج لكم ولملككم وعروشكم ستبقى في انصياعكم للسلام المشرّف الذي يبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار ، وهذا الأمر يحتاج منكم لقرارٍ ليس أكثر. فإذا كنا كشعب وقيادة ومجاهدين نستمد العون من الله في ممارسة حقنا المشروع في الرد على عدوانكم وجرائمكم، ونستعين به ونتوكل عليه ونثق في قوته القاهرة والجبارة، فإنكم تستندون إلى أمريكا وما أمريكا بقدر دائم ولا بقوة مستحيلة ، بل هي شر مطلق تهزم في كل عام مرتين وأكثر، ولكم في ما حدث في أفغانستان عبر ودروس، فقد غادرت أمريكا دون اكتراث لعملائها الذين تركتهم عرضة للانتقام ، ولتذكروا اليوم الذي ستكونون فيه بلا حماية أمريكية.
ولكم أن تحسبوا حساب الأموال التي خسرتموها في الحرب علينا ، قبل ذلك عن مصائركم، وقد بالغتم في ارتكاب الجرائم وقتلتم الشعب اليمني بالجملة والمفرق ، من الطفل الصغير إلى الشيخ والمرأة والمريض والمقعد ، وقصفتم الأسواق والمساجد والتجمعات وصالات العزاء وحافلات الأطفال ومدارسهم وغرف نومهم، ودمرتم اليمن من أقصاه إلى أقصاه. وعثتم الفساد في الأرض وأي فساد أكبر وأعظم من قتل الناس بغياً وعدواناً، وأي ظلم أكبر من صدّكم عن المسجد الحرام ووقف الحج إليه في جريمة لم ترتكبها الأقوام ولم تتجرأ على فعلها، ولتكونوا على يقين بأن هذه الجرائم وتلك عقابها عند الله عسير وانتقام الله لا راد له ولا وسيلة للنجاة منه. هي حرب ويوم لكم وأيام عليكم، وإن أصابنا قرح وجراح ومعاناة فالمصاب فيكم أكبر، ورجاؤنا في الله ما ليس لكم، وما دمتم مستمرين في الحرب، عليكم أن تنتظروا الرد عليها كذلك ، ونحن الموعودون بالنصر من الله لا أنتم، ونحن المتوكلون على الله لا أنتم، ونحن المستعينون بالله لا أنتم، فقد خاصمتم العباد وفجرتم وانتهكتم وفعلتم ما يغضب الله وغضب الله ساحق.