صمود وانتصار

ماذا يعني انسحاب القوات الأمريكية من القواعد السعودية؟

الصمود / متابعات / على إيقاع التطور الدراماتيكي المتصاعد في مسار وقائع وأحداث صراع تصادم المصالح الذي تديره وتتحكم بخيوط لعبته القوى الدولية الكبرى على مستوى الداخل اليمني والمحيط الإقليمي والعالمي وبالتزامن مع المتغيرات المفاجئة في السياسات الدولية وبدء العد التنازلي للسيناريو الأخير على ما يبدو للعدوان السعودي على اليمن الذي تقوده المملكة السعودية منذ 7 سنوات.

تحدثت وسائل إعلام أمريكية مؤخراً عن انسحاب القوات الامريكية من المملكة السعودية وفي تقرير لها كشفت صحيفة ” وول استريت جورنال ” الأمريكية عن تصاعد قلق واشنطن من هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة التي تشنها قوات صنعاء على منشآت وأهداف عسكرية داخل العمق السعودي وخشيتها من تداعيات هذه الهجمات على قواتها المتواجدة في المملكة السعودية.

 

وأكدت الصحيفة بدء ترتيبات وتحركات أمريكية لإجلاء وحدات عسكرية سبق إرسالها إلى المملكة السعودية خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بناء على اتفاق مع الملك السعودي سلمان للمشاركة في مهام تأمين المملكة ومنشآتها النفطية.

 

يشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” كانت قد أعلنت مطلع يوليو من العام 2019م عن إرسال بطاريات صواريخ باترويت دفاعية ووحدات عسكرية أمريكية إلى عدد من القواعد الجوية السعودية أبرزها قاعدة الأمير سلطان للقيام بمهمة تأمين الرياض ومنشآتها النفطية والدفاع عن المصالح الأمريكية في مواجهة “تهديدات ناشئة جدية”.

 

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية آنذاك وصول تلك القوات الأمريكية بقوله: “بناء على التعاون المشترك بين السعودية والولايات المتحدة، وانطلاقا من الحرص على تعزيز كل ما من شأنه الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وافق الملك سلمان على استقبال قوات عسكرية أمريكية”.

 

وفي إطار العمل على تنفيذ استراتيجية بايدن الجديدة التي تجلت أبرز ملامحها في انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان تأتي – على ما يبدو – توجهات واشنطن لسحب قواتها البالغ تعدادها بحسب آخر الإحصائيات قرابة 70 ألف ضابط وجندي أمريكي متواجد في المملكة السعودية.

 

ولعل ما يعزز هذا الاحتمال بشكل أكبر قيام واشنطن – بالتزامن مع إعلان انسحاب قواتها من أفغانستان مطلع يوليو الماضي – بتفكيك وسحب منظوماتها الدفاعية الجوية “باتريوت” و”ثاد” المضادة للصواريخ من المملكة السعودية.

 

وفي هذا السياق يأتي أيضاً التحرك السياسي والدبلوماسي الأمريكي الأخير في المنطقة الخليجية المتمثلة في الزيارة غير المعلنة لوزيري الدفاع والخارجية الأمريكية إلى قطر ، التي ، وإن حاولت إدارة بايدن إضفاء الطابع الأفغاني عليها، فقد عبرت عن توجه ونية واشنطن سحب وحداتها المنتشرة في السعودية وأنها لن تقدم لها خدمات الحماية مقابل النفط مجدداً.

 

إلى ذلك يرى مراقبون أن ترتيبات انسحاب القوات الأمريكية من السعودية يأتي في إطار السعي الأمريكي لإذلالها ومعاقبتها على قضايا كثيرة وتدميرها وتمزيقها وتقسيمها كما هو حال عدد من البلدان العربية الأخرى وإن كان هناك تعارض وتصادم في مصالح بعض الدول قد يؤخر تنفيذ هذا المشروع في الوقت فإنه لن يلغيه بشكل كلي.

 

وبالمقابل يرى محللون ومتابعون آخرون أن توجه الإدارة الأمريكية لسحب قواتها من المملكة السعودية يؤكد بالفعل مخاوف واشنطن من تداعيات تصاعد الهجمات الجوية لقوات صنعاء في العمق السعودي، على القوات الأمريكية المتواجدة هناك لا سيما بعد التهديدات التي أطلقها قائد حركة أنصار الله، السيد عبدالملك الحوثي، للمملكة السعودية وللإمارات في خطابه الأخير ، الذي توعد فيه بتحرير كافة الأراضي اليمنية.

 

طلال الشرعبي/YNP