صمود وانتصار

هل يؤدي تخلي واشنطن عن السعودية إلى انحسار دورها التخريبي في المنطقة؟

الصمود | تقارير | 16 / 3 / 2016 م

يواجه النظام السعودي الغارق في المستنقعين اليمني والسوري مأزقا كبيرا في ضوء مؤشرات افصحت عن رغبة الادارة الاميركية التخلي عن هذا النظام الذي ظل لعقود يمثل أهم الحلفاء الاستراتيجيين لأميركا والمنفذين لسياستها في منطقة الشرق الأوسط ما دعا النظام السعودي إلى توجيه رسائل احتجاج إلى الادارة الاميركية اقر فيها بخدمة المصالح الأميركية في المنطقة العربية مدى ثمانين سنة واقراره بتصدر الدور التخريبي في دول المنطقة العربية تلبية للمصالح الأمريكية.
ودخلت العلاقات الأميركية السعودية منعطفا خطيرا بعد التصريحات النارية التي اطلقها الرئيسي الاميركي باراك اوباما والتي اتهم فيها لأول مرة السعودية وايران بتأجيح الصراعات الطائفية في المنطقة كما اتهم السعودية بنشر التطرف والارهاب وهي المواقف التي جاءت في خضم محاولات سعودية محمومة لإعادة جسور العلاقات الحميمية مع حليفتها واشنطن بعد ان اعلنت رسميا أنها غير مستعدة للتورط في دوامة الصرعات التي تقودها السعودية في المنطقة العربية.
وبدت التحولات في المواقف الاميركية حيال السعودية امتدادا لتداعيات سابقة كشفت إلى حد كبير حقيقة المأزق الذي يعانيه النظام السعودي وقفزت مؤخرا إلى الواجهة في سلسلة اخفاقات سياسية وديبلوماسية وعسكرية بدأت بالانتكاسات الديبلوماسية والسياسية التي واجهها النظام السعودي في مشروعه لانشاء ” التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب” واخفاق الرياض في الحصول على التأييد الكافي بمشاريعها لمحاصرة حزب الله اللبناني ومحاولاتها المحمومة لخلط الأوراق من طريق توريط أنظمة ودول عدة بحروبها في اليمن وسوريا والعراق.
زاد من ذلك الخسائر الاقتصادية الهائلة التي تكبدتها الرياض في دعمها لأعمال الفوضى والحروب الداخلية وتأجيج الفتن الطائفية في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن وتصدع قدراتها المالية نتيجة مضيها بالحرب الاقتصادية النفطية على ايران في ما وصف بانه تنازلات كبيرة من السعودية ذهب ادراج بعد التفاهمات التي انتجها توقيع الاتفاق النووي الايراني والتي تلاها الاتفاق الاميركي الروسي على وقف اطلاق النار في سوريا بعد الضربات الموجعة التي تعرضت لها اوكار الارهاب والتي تقول واشنطن أن الرياض كانت لها اليد الطولى في ظهورها وتوسعها على نحو يهدد مصالح أميركا والعالم.

والتفاعلات على المحور السوري افصحت بقوة عن تغيير كبير في السياسة الاميركية لصالح فرضية التباعد بين واشنطن وحليفتها السعودية وتكلل ايضا بالتوجهات التي افصحت عنها واشنطن وموسكو في غير مرة لتأييد وقف الحرب التي يشنها تحالف العدوان السعودي عل اليمن ودعمهما الكامل لمفاوضات الحل السياسي في اليمن.
ورغم استمرار الرياض في تسويق لغة الغطرسة حيال الملفين اليمني والسوري غير البعيد عن ملف صراعها التاريخي مع ايران إلا أن النظام السعودي أبدى في الواقع مخاوف كبيرة من تخلي واشنطن عنه في الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة والتي يرى مراقبون أنها قد تضع السعودية امام قائمة استحقاقات طويلة المدى وبالغة الكلفة حيال الحروب التي مولتها وأدارتها في دول عربية عدة.
وبدا سقف المخاوف السعودية مرتفعا بعد اقرار رئيس جهاز المخابرات السعودي السابق تركي الفيصل بمخاوف السعودية من تخلي أميركا عنها بعد ما سماه “الخدمات الجسيمة” التي قدمها النظام السعودي لواشنطن مدى 80 سنة وابرزها تصدره الحرب العدوانية على اليمن وسوريا والتي اقر فيها المسؤول السعودي بانها كانت استجابة لمصالح أميركا في المنطقة.
وطبقا لمقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية الصادرة من لندن بتوقيع الفيصل وتضمن رسالة موجهة إلى الرئيسي الاميركي باراك اوباما ردا على تصريحاته النارية لمجلة “ذي اتلانتك” الاميركية قال فيها إن “أصدقاء و حلفاء بلاده خيبوا آماله كالسعودية التي وصفها بالراعية الأولى للتطرف و الإرهاب فضلا عن اتهامه النظام السعودي بمحاولة جر واشنطن “صراعات طائفیة طاحنة لا مصلحة لها”.
وابدى الفيصل وهو سفير سابق للسعودية لدى واشنطن في المقال الذي عنونه ” لا يا سيد أوباما خدمناكم طيلة 80 عاما ” حال السخط لدى اركان النظام السعودي حيال ما اعتبره ” انقلاب أوباما على السعودية التي قدمت الخدمات الجسيمة للإدارة الأمريكية على مدى 80 عاما وفي مقدمها تسخير الثروة النفطية السعودية لصالح دعم الميزانية الأمريكية.
وقال “نحن من يشتري السندات الحكومية الأميركية ذات الفوائد المنخفضة التي تدعم بلادك، ويبتعث آلاف الطلبة إلى جامعات بلادك بتكلفة عالية، ونستضيف 30 ألف أمريكي بأجور مرتفعة”.
وتحدث الفيصل عن دور بلاده في” إنشاء “التحالف الاسلامي ضد الإرهاب” وتصديها لـ ” أنشطة إيران” ووقف “التمدد الحوثي” كاشفا النقاب عن دور السعودية في “دعم الجماعات المسلحة لقتال الرئيس السوري بشار الأسد والتصدي لحزب الله الذي تعتبره أمريكا منظمة إرهابية” … والآن تنقلب علينا وتتهمنا بتأجيج الصراع الطائفي في سوريا واليمن والعراق، وتزيد الطين بلة بدعوتنا إلى أن نتشارك مع إيران في منطقتنا”.
وتساءل: هل هذا نابعٌ من استيائك من دعم المملكة للشعب المصري، الذي هبّ ضد حكومة الإخوان المسلمين التي دعمتها أنت، أم أنك انحرفت بالهوى إلى القيادة الإيرانية التي تعتبركم الشيطان الأكبر”.

*موقع المستقبل.

‫#‏امريكا_تقتل_الشعب_اليمني‬
‪#‎USAKillsYemeni‬