بدء أعمال المؤتمر العالمي السنوي الأول للصناعات الدوائية الوطنية
الصمود|
بدأت بصنعاء اليوم أعمال المؤتمر العلمي السنوي الأول للصناعات الدوائية الوطنية، تنظمه الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية بالتعاون مع كلية الصيدلة بجامعة صنعاء ونقابة الصيادلة اليمنيين والاتحاد اليمني لمنتجي الأدوية.
يناقش المؤتمر في يومين، عدداً من أوراق العمل حول “أهمية تشجيع الصناعات الدوائية الوطنية ودورها في رفد الاقتصاد الوطني ودور الجهات الرسمية المعنية بالدواء في زيادة فرص جذب الاستثمارات المتعلقة بالصناعات الدوائية، وآفاق ووسائل تطوير الصناعات الدوائية الوطنية والخطة الإنتاجية المستقبلية للمصانع المحلية.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، اعتبر وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، تزامن انعقاد المؤتمر مع العيد السابع لثورة 21 سبتمبر والعيد الـ59 لثورة 26 سبتمبر، رسالة صمود وثبات للصيادلة وللصناعة الدوائية.
واستعرض الصعوبات التي تواجه القطاع الدوائي باليمن جراء استمرار العدوان والحصار الذي منع دخول الأدوية والمواد الخام لصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية وقطع الغيار للمصانع.
ولفت إلى أن من أبرز الصعوبات التي تواجه دخول الأدوية إلى اليمن، هي الفترة الزمنية الطويلة لوصولها عبر ميناء عدن مرورا بالنقاط حتى تصل صنعاء وقد تعرضت للتلف، ما يؤثر على مأمونية الدواء.
وأشار الوزير المتوكل إلى أن العدوان أمعن في معاناة الشعب اليمني بمنع دخول 360 من الأدوية التي يحتاج نقلها إلى تبريد، وإغلاق مطار صنعاء الدولي، ما تسبب في عرقلة وصول الأدوية المهمة في أسرع وقت، خاصة أدوية مرضى الأمراض المزمنة.
وأوضح أن 120 صنفاً دوائياً يحتاجه المصابون بالأمراض المزمنة منع تحالف العدوان الأمريكي السعودي من دخولها اليمن، كما أن تحالف العدوان منع 56 شركة عالمية دوائية من دخول منتجاتها إلى اليمن.
وأكد وزير الصحة أنه رغم التحديات والحصار إلا أنه تم الاستفادة من الحصار في التوجه نحو الصناعة الدوائية المحلية .. مبيناً أن هناك 17 مصنع أدوية و20 مصنع تحت الإنشاء وتسعى وزارة الصحة لتحقيق الأمن الدوائي وصولا إلى الاكتفاء الذاتي.
كما أكد ضرورة تعزيز الثقة بالمنتج المحلي .. مبيناً أنه تم إصدار قراراً بمنع استيراد عشرة أصناف علمية دوائية، بعد إنتاجها محلياً، بالإضافة إلى إنتاج 1550 صنف دوائي باليمن وهناك ثلاثة آلاف و500 صنف دوائي يتم تداولها في البلد، وثمانية آلاف صنف مسجلة بهيئة الأدوية.
وقال ” ما ينتج محلياً يغطي من الاحتياج من ” 10 إلى 15 بالمائة ونطمح للوصول إلى 50 في المائة خلال الفترة القليلة المقبلة، في إطار التوجه للصناعة المحلية وكسر الاحتكار وتحقيق الأمن الدوائي”.
ولفت وزير الصحة إلى أنه تم تحديد 31 يوليو يوماً وطنياً للصيادلة .. مباركا تخرج أول دفعة ماجستير في الصناعة الدوائية في البلاد.
من جانبه اعتبر وزير الصناعة عبدالوهاب الدرة، انعقاد المؤتمر الأول لصناعة الأدوية في اليمن انجازاً للإستراتيجية الوطنية للصناعات الدوائية.
وأوضح أن المشاركين في المؤتمر سيناقشون ما تم تنفيذه في الإستراتيجية الوطنية للصناعات الدوائية في 2019م .. لافتاً إلى أنه وبحسب توجيهات قيادة الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى، هناك العديد من الاستراتيجيات ومنها الاستراتيجيات الوطنية للصناعات الدوائية والغذائية ومواد البناء.
واعتبر تلك الاستراتيجيات خطة عمل للقطاعين العام والخاص .. داعياً رجال المال والأعمال والجهات ذات العلاقة التوجه لرفع مستوى الأداء وتنفيذ أهداف هذه الاستراتيجيات، خاصة وأن نسبة ما تم تنفيذه حتى اليوم ليس بالمستوى المطلوب.
ولفت الوزير الدرة إلى أن من أهم أهداف الإستراتيجية، إنشاء مناطق صناعية دوائية، حيث من المزمع افتتاح مطلع العام المقبل منطقة صناعية دوائية في صنعاء وأخرى في ذمار.
وقدّر عالياً جهود الرأس المال الوطني ومنتجي الأدوية ودورهم في التوسع للأصناف الجديدة من الصناعة الدوائية .. لافتا إلى توجهات قيادة الثورة والمجلس السياسي الأعلى نحو الاكتفاء الذاتي من الغذاء والدواء.
وحث الصيادلة والكوادر الطبية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع على دعم المنتج الوطني ” صنع في اليمن ” سواء في الغذاء أو الدواء وغيرها .
وتطرق إلى التعاون بين وزارتي الصناعة والصحة في إيجاد منتجات ذات جودة عالية في الدواء .. لافتاً إلى سعي الوزارة إلى منع دخول الأدوية والمنتجات التي تصنع منها محلياً بنسبة 50 بالمائة.
فيما أشار وزير الإعلام ضيف الله الشامي إلى تزامن انعقاد المؤتمر بالعيد السابع لثورة 21 سبتمبر وفي ظل استمرار العدوان والحصار .. مؤكداً أنه قبل 20 عاماً كان يروج للصناعات الأجنبية من هذه القاعة فيما اليوم يتم الحديث عن الصناعات الوطنية.
واعتبر انعقاد المؤتمر رسالة صمود وتحد، مفادها أن اليمنيين قادرون على صناعة المستحيل وتجاوز الصعوبات وتحويلها إلى فرص.
وتطرق وزير الإعلام إلى التجربة اليمنية الرائدة سواءً على صعيد الصناعات الدوائية أو الغذائية أو الزراعية .. مشيراً إلى أن الصناعات العسكرية وصلت اليوم إلى أرقى مستوى خلال فترة وجيزة.
وبين أن اليمن اليوم انتقل من استيراد أبسط الأشياء إلى مرحلة الصناعات العسكرية والطيران المسير والصواريخ البالستية والتوجه نحو الصناعة الدوائية الوطنية بهدف الوصول إلى تحقيق الدوائي والغذائي.
وأثنى الوزير الشامي على دور الشركات المصنعة للأدوية والأغذية والمؤسسات التي تعمل من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي وإبراز المنتج الوطني، ما يستدعي توعية الشعب بالخروج من عقدة الأجنبي والوثوق بالطيب والدواء اليمني.
وعرّج على ما يتعرض له اليمن من عدوان من قبل تحالف عالمي .. مشيراً إلى أن الوصول إلى تحقيق 35 بالمائة من الاكتفاء الذاتي من الصناعات الدوائية المحلية رقماً كبيراً خاصة في ظل استمرار العدوان والحصار الذي يمعن في منع دخول الأدوية.
وأشاد وزير الإعلام بقرار إعفاء المنتجين وشركات صناعة الأدوية من التعرفة الجمركية.
وأُلقيت كلمات من رئيس الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية الدكتور محمد الغيلي، وممثل نقابة الصيادلة اليمنيين الدكتور سامي المقحفي، وعن إتحاد مصنعي الأدوية الدكتور إحسان الرباحي، أكدت أهمية دعم وتشجيع الصناعات الدوائية المحلية وإطلاق حملة “ُصنع في اليمن” والمطالبة بتخصيص يوم وطني للصيادلة اليمنيين.
وتطرقت الكلمات إلى الإنجازات التي يشهدها مجال الصناعات الدوائية الوطنية في ظل العدوان، ما يؤكد دورها في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الدوائي .. مشيرة إلى أهمية المساهمة في إيجاد صناعة دوائية وطنية متميزة قائمة على أساس البحث العلمي والتطبيقي ومواكبة التطورات التقنية في الصناعة الدوائية العالمية.
حضر الافتتاح وكلاء وزارة الصحة ورئيس وأعضاء الغرفة التجارية الصناعية، ورئيس المجلس الطبي الأعلى ورؤساء المستشفيات والجامعات والمؤسسات والشركات الدوائية وعمداء كليات الصيدلة بالجامعات اليمنية وأعضاء نقابة الصيادلة اليمنيين واتحاد منتجي الأدوية.
عقب ذلك بدأت جلسات أعمال المؤتمر.
وكان وزراء الصحة العامة والسكان والصناعة والتجارة والإعلام، افتتحوا معرض الأدوية المصاحب للمؤتمر