صحفيون ومثقفون: الخَـيْـوَاني لم يمُتْ ولن يموت
عبّر عددٌ من مثقفي وصحفيي الـيَـمَـن وعددٌ من رِفَــاق الشَّـهِـيْد الخَـيْـوَاني عن المدرسة التي مثّلها لهم الشَّـهِـيْدُ الخَـيْـوَاني، وكيف استقوا منه دروسَ الشجاعة والحرية والنضال.
وفي هذا السياق يقولُ رفيق الشَّـهِـيْد عبدالكريم الخَـيْـوَاني الأستاذُ عبدُالله النعيمي: الخَـيْـوَاني لم يمُتْ ولن يموت إطْـلَاقاً، الأستاذ الخَـيْـوَاني حي بيننا وهو موجود في حاضرنا ومستقبلنا، بمبادئه بشموخه بسموه بثقافته بنبله برأسه المرفوع دائماً. ويذكر النعيمي موقفاً من مواقف الشَّـهِـيْد مع السلطة، حيثُ أرسَــلَ إليه النظامُ علاقيةً من المال بعد خروجه وقال له الذي حمل الرسالة هذه مصاريف لك ورغم الظروف التي كان يعيشُها الخَـيْـوَاني إلا أنه رفض وطرَدَ من حمل إليه هذه الأموال.
وعن مواقفِ الشَّـهِـيْد الثائر قال الأستاذُ الصحفي عبدالله علي صبري: في حضرة كريم الخَـيْـوَاني نتذكَّرُ مواقفَ الشَّـهِـيْد ونقول إنه المثقفُ الموقف، ونجزم أن المواقف التي صنعها الشَّـهِـيْدُ الخَـيْـوَاني هي التي دفع ثمنها وهي التي أوصلته إلَـى المكانة الكبيرة في قلوب شعبنا.
وأشار صبري إلَـى أن الخَـيْـوَاني كان أول صحفي يتوجّهُ بمواقفه إلَـى الوقوف في وجه رأس هرَم النظام، وقد أراد سَجَّــانُه أن يسكُتَ غير أنه لم يسكت، بل خرج لهم شاهراً رفضَه “سنواصل”. ولم يكن الخَـيْـوَاني عَدَمياً بل كان يرفض التوسُّط في القضايا المصيرية وأبرز دليل ما عرفنا من مواقفه في مؤتمر الحوار الوطني.
وعن شجاعتِه وجُرأته يتحدَّثُ الصحفي علي السقاف قائلاً: كان الخَـيْـوَاني من أشجعِ وأجرأ الصحفيين على الإطْـلَاق، وعندما سجن كُنَّا نزورُه وهو وراء القضبان كان متماسكاً إلَـى درجة كنت أحسدُه عليها، وكان يمنحنا جزءً كبيراً من الشجاعة، وعندما صدر قرارٌ رئاسيٌّ بالإفراج عنه رفض، وقال: أنا طُرِدَت من السجن ولم يُفرَجْ عني إفراجاً.
وفي هذا الإطار يتحدَّثُ جمال الأشول أحد رِفاق وتلامذة الشَّـهِـيْد عن مواقفه من الشَّـهِـيْد وذكرياته معه في المحطات الأخيرة من حياته فيقول:
كنتُ أجلسُ مع الشَّـهِـيْد كَثيراً، ولي معه مواقفُ كثيرةٌ، منها ملف كُنت أعدّه معه عن التعذيب، وكان بعنوان “أنّات الضحايا وأصوات الجلادين”، وكان يتحدَّثُ لي بحُرقة عن معاناة هؤلاء.
وقال الأشول: كريم كان أُنموذجاً للمثقفِ الإنْسَـان وكان يطلق على نفسه حتى استشهاده اسم المواطن عبدالكريم الخَـيْـوَاني؛ لأنه كان يوقن أن مكانتَه بما يحمل داخله وليس بما يسبق اسمه.