رسـائـلُ الـمـحور
سيف الدين المجدر
تلقت إسرائيل وأعوانها صفعةً جديدة من محور المقاومة، حين فشلت مخططات فرض واقع الحصار على لبنان وذلك ببركات سيد المقاومة نصر الله…
فناقلات المازوت التي أرسلتها طهران إلى لبنان لم تكن تحمل المازوت فحسب، بل كانت تحمل رسائل القوة والشجاعة والبأس الذي يهين الأمريكي والإسرائيلي، أضف إليها تحذيرات السيد حسن نصر الله من أي تعرض من قبل الأعداء لتلك الناقلات في البر أو البحر واعتبارها أراضٍ لبنانية… كانت رسائل ترسم ملامح المستقبل بين قوى محور المقاومة، ومعادلة جديدة تضعف حرب الورقة الاقتصادية للأعداء، وبذلك لن يأخذوا كل طرف في المحور على حِدة، وما هذه الرسالة إلا دلالة على واقع من التعاون الاقتصادي المشترك سوف تعيشه أطراف المحور المقاوم..
تعاون اقتصادي يحطم الهيمنة الاقتصادية الغربية وتجعل منها ورقة عديمة الفائدة، تلك الورقة التي كانت تُفرض على الشعوب المناهضة للاستكبار العالمي فتمنع الدواء عن المرضى وتزيد من معاناة الجوعى..
ورقةٌ يؤمنون بأنها سوف تغير مواقف الأحرار، وتسوقهم كعبيد في سوق بيع المواقف والقضايا، ولكن أنى يكون لهم ذلك اليوم وهذا زمان التحرر والانتصارات؟!!
وليست بلادنا كطرف من أطراف محور المقاومة ببعيدة عن هذه الاستراتيجية التي يسير بها المحور، فقد تم الاتفاق بين بلادنا وإيران مؤخراً على نقل تقنية صناعة الجرارات الزراعية، الأمر الذي سوف يحقق نهضةً اقتصادية زراعية لبلادنا، وما هذا الشيء إلا بداية لتعاون شامل موحد بين كافة أطراف المحور، وكل انتصار اقتصادي في طرف هنا أو هناك من أطراف المحور هو مصدر قوة لكافة أطراف المحور.
باتت العقوبات الغربية اليوم أكثر هشاشةً من ذي قبل، وباتت الشعوب المقاومة الحرة أعظم قوة، وتعيش العزة والكرامة، بعدما كان اليهود والغرب يطبقون قبضتهم على هذه الشعوب.
أمريكا تدرك تماماً أن الرحيل حتمي، وإسرائيل يملؤها اليقين بأن الزوال أصبح أقرب بكثير من ذي قبل، وسواعد الأحرار تزداد شدة يوماً بعد يوم، وما عادت الدفة في يد الأعداء، وتلك إرادة الله ومظلومية الشعوب تجمعت فتكونت عذاباً على رؤوس الطغاة والمستكبرين في هذه الدنيا.
أبناء شعبنا يدركون تماماً شراسة المعركة الاقتصادية، والتحركات مستمرة وبوتيرة عالية في المجال الزراعي…
نعم هي خطوات يصاحبها إيمان بالله تسير نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي لبلادنا، وبالصبر والتعاون سوف نصنع المستحيل.
إن كرامة وإباء وقيم هذا الشعب تأبى له أن يبقى تحت السوط الاقتصادي لأعدائنا، وجميعنا نمضي في كافة الجبهات ونحن نؤمن بأننا ضمن أمة مهما كانت الصعاب والمعاناة، وقد قال قائد الثورة (نحن نرفض أي تجزئة للمعركة).