صمود وانتصار

وقف العدوان خدعة جديدة على غرار إنتهاء عاصفة الحزم : قراءة في تصريحات عسيري وتعليق البيت الأبيض

_50852_rr4

 

 

الصمود / عبدالله بن عامر

تحمل تصريحات المتحدث بإسم تحالف العدوان بشأن قرب إنتهاء ما أسماها العمليات العسكرية للتحالف في اليمن عدة تفسيرات تتفق في مجملها ان لا نهاية وشيكة للعدوان وأن التصريح لا يعدو ان يكون مجرد إمتصاص لغضب دول غربية بدأت تشعر بالحرج امام الرأي العام المندد بجرائم المملكة في اليمن والذي يضغط بإتجاه إتخاذ الحكومات الغربية خطوات ضد السعودية في أقلها إيقاف شحنات الأسلحة والدعم الإستخباري .

عسيري هو نفسه  حرص على إستخدام مصطلحات توحي بقرب إنتهاء العمليات العسكرية غير أنه حددها بالكبيرة أي أن الدور العسكري العدواني سيستمر في اليمن إنما بأشكال أخرى هذا إذا أحسنا الظن بتصريح عسيري ونية المملكة رغم أن التصريح يحمل تفسيراً واحداً لا ثاني له هو أن العمليات العسكرية مستمرة وإلا فلماذا التحديد والتفريق بين الكبيرة والصغيرة .

وعلى ضوء هذا ذهب المتحدث الرسمي بإسم الرئاسة الأمريكية جوش أيرنست في التعليق على تصريحات عسيري موضحا بالقول : نحيي اعلان المتحدث بإسم التحالف العميد عسيري الذي قال اليوم إن القسم الأساسي من العمليات العسكرية في اليمن تشارف على الإنتهاء .

فعسيري أستخدم في تصريحة “العمليات العسكرية الكبيرة” حسب فرانس برس فيما متحدث البيت الأبيض أستخدم “القسم الأساسي” في وصفه للعمليات العسكرية التي توشك على الإنتهاء فالأساسي من العمليات العسكرية حسب المفهوم الأمريكي قد يتوقف فيما تظل بقية الأعمال مستمرة ويمكن تصنيفها ضمن العمليات الغير أساسية رغم انها أساسية ما يفتح المجال للسعودية ومعها دول العدوان لتنفيذ أي عملية عسكرية بغض النظر عن حجمها خلال الفترة القادمة.

وكل ذلك يوحي بأننا امام خدعة جديدة تشبه إلى حد كبير ما حدث نهاية أبريل من العام الماضي حين أعلن عسيري إنتهاء عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل حينها ظن الكثير أن العدوان قد توقف في حين أن العمليات لم تتوقف بل تم تغيير التسمية فقط حتى أن دولاً عربية وأجنبية رحبت وقتها بما أسمته إيقاف الطلعات الجوية أو وقف إطلاق النار فلا نار انطفأت ولا طلعات جوية توقفت .

دعونا نتساءل في نهاية المطاف عن الفروق التي تراها دول العدوان بين العمليات الكبيرة المتوقع توقفها قريباً أو توشك على الإنتهاء وبين العمليات الصغيرة التي توحي تصريحات عسيري ضمناً أنها ستستمر حيث بإمكان المملكة أن تنفذ أي عمل عسكري سواءً غارات جوية أو قصف صاروخي او حتى تدخل بري وتعتبر ذلك ضمن الأعمال العسكرية الصغيرة حيث لا فرق بين العمليات الكبيرة أو الصغيرة في قاموس المملكة .

ولهذا فلا يجب التعويل على مثل هكذا تصريحات او الإعتماد عليها في بناء الخطوات المقبلة فأهداف التصريح الأخير لعسيري الدول الغربية قبل أن تكون اليمن أو السعودية بحسب عامل التوقيت ومتغيرات المواقف الدولية ونؤكد أن خطوات المملكة القادمة لن تكون أقل مما يحدث اليوم حتى لو بلغنا مرحلة التسوية الشاملة ما لم تتوقف المملكة نهائياً عن التدخل السلبي في الشأن اليمني أو على الأقل على اليمنيين المناهضين للعدوان اليقظة أكثر وأكثر سيما في هذه المرحلة فإما أن تمضي الطريق نحو التهدئة وتحقيق هدف الشعب اليمني في وقف العدوان وإما أن يستمر العدوان في أكاذيبه وخدعه وهو ما يستدعي الوقوف بصلابة وإستمرار المواجهة والصمود .