مبادرة السيد بخصوص مأرب.. ما الذي ستحقّقه للمحافظة؟
مقالات||الصمود|| أمين عبدالله الشريف
بطريقة عادلة ومنصفة صيغت مبادرةُ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وقدمت للإخوة الوسطاء العُمانيين كمبادرة لتجنيب محافظة مأرب ويلات الحرب والدمار، ومع أنها لم تلق تجاوباً إلى حَــدِّ الآن من قبل الطرف الآخر إلا أن إعلان قبائل محافظة مأرب موافقتَهم على المبادرة وقبولَهم بها أعاد المبادرة إلى الواجهة من جديد كحَلٍّ منصف يجنب مدينة مأرب الدمار، خَاصَّة مع اقتراب قوات الجيش واللجان الشعبيّة من المدينة وتحرير مديرية حريب مؤخّراً والتقدم نحو مديرية الجوبة المحاذية لمدينة مأرب.
أبناء محافظة مأرب، أَو غالبيتهم إن صح التعبير، يرون أن هذه المبادرة منصفة وعادلة وحل يجنب محافظتهم الدمار والخراب ويوقف نزيف الدماء التي تسفك؛ وكونها تعطي أبناء محافظة مأرب حكم محافظتهم بأنفسهم سواء في الجانب الأمني أَو السياسي أَو الاقتصادي أَو الإداري، كما تعطيهم الأولوية في المشاريع والبناء والإعمار، وهي فرصة لا تعوَّضُ لإعادة لُحمة أبناء المحافظة الذين فرّقتهم الحرب وأوصلتهم إلى العداء بين الإخوة.
كما أتت هذه المبادرة بحل جذري للمرتزِقة والتكفيريين والدواعش من خارج المحافظة ونصت على إخراجهم من المحافظة بشكل كامل، ويعد ذلك أكبر مكسب لأبناء المحافظة يمكن أن تحقّقَه لهم المبادرة، فقد أصبح أبناء المحافظة لا يطيقون هذه الجماعات الإرهابية والتي تمارس الجرائمَ اليوميةَ من خطف واعتقال وتعذيب ومداهمات وَ… إلخ بحق أبناء المحافظة، وأصبح المواطنون في مأرب يترقَّبون اليوم الذي ستشرق فيه شمسُ حريتهم ويتخلصون من تلك العناصر الإرهابية والإجرامية، ولعل هذه المبادرة تحقّق لهم مبتغاهم.
مميزاتُ هذه المبادرة لا تقتصرُ على أبناء محافظة مأرب بل تعم اليمن بكامله؛ كونها ستؤدي إلى إعادةِ تصدير النفط عبر ميناء رأس عيسى، وكذلك تحويل إيرادات النفط والغاز إلى حساب تصرف منه مرتبات جميع الموظفين في الجمهورية، وَأَيْـضاً إعادة تشغيل محطة مأرب الكهروغازية والتي تمد العاصمة والمحافظات باحتياجاتها من الكهرباء، فضلاً عن أنها ستكون المدخل نحو حَـلٍّ شامل يهدف إلى إنهاء العدوان والحصار والدخول في حوار مباشر بين الأطراف اليمنية، ومع كُـلّ ما ستحقّقه المبادرة لأبناء مأرب من مكاسبَ إلا أن تحقيقَها يبدو صعباً مع تمرد الطرف الآخر الذي لا يملك أي قرار بل ينفذ أوامرَ وتوجيهات السعوديّة، ولذلك فَـإنَّ التعويلَ على موافقتهم أمرٌ مفروغٌ منه، والخيار والحسم العسكري هو الأقرب للتحقيق مع تعنت الطرف الآخر.