ليس حدثاً عابراً ما يجري في عدن
مقالات||الصمود|| د. مهيوب الحسام
إن ما يحدُثُ من اقتتال في مدينة عدن ليس حدثاً عابراً ولا عمليةَ قتل ارتجالية ولا نزاعاتٍ بين فصائل المرتزِقة التابعة للعدوان والاحتلال السعوديّ والإماراتي، بل هو مخطّطٌ وعملٌ منظّمٌ بتوجيه من العدوان الإنجلوصهيوأمريكي الأصيل لأدواته التنفيذية السعوإماراتية، وهو باتّفاقٍ سعوديّ إماراتي؛ لإخماد ثورة الثوار في عدن التي انطلقت منذُ بداية العام وطردت حكومة الفنادق في شهر مارس المنصرم وتخرج الآن بحشودٍ كبيرةٍ تطالبُ برحيل دول تحالف العدوان والاحتلال.
إن عودةَ حكومة الفنادق قبل أَيَّـام قليلة إلى معاشيق عدن هو باتّفاق سعوإماراتي لإخماد الثورة في عدن وإسكات تلك الأصوات الثورية المنادية بالحرية وخروج المحتلّ في كريتر وغيرها من مديريات عدن، تلك الثورة التي تجاوزت ثورة الجياع إلى الحرية والاستقلال، يرى العدوان ضرورة إخمادها وإسكاتها بأي ثمن وهذا هو مخطّط العدوان نفسه وإن تم تنفيذه بواسطة مليشياته وفصائله المحلية المختلفة بالقتل والإرهاب للثوار ونشطاء الثورة من أبناء عدن.
إن هذا المخطّط الذي تقوم دول تحالف العدوان وحكومة فنادقها تنفيذه الآن في مدينة عدن ليس مخطّطًا خاصًّا بمدينة عدن المحتلّة وثوارها، وإنما هو مشروعٌ لكل الثوار في المحافظات والمناطق اليمنية المحتلّة من عدن إلى تعز ولحج وأبين وحضرموت وغيرها وبدأت الخطوات على أمل أن يستطيع العدوان إقناع الثوار بالضغط والقتل بالتغيير الشكلي لمرتزِقته من خلال إبدال جماعة ارتزاق بأُخرى كإبدال مليشيا الانتقالي بمليشيا الإصلاح في عدن أَو إشراكها أَو تغيير مسؤول بآخر.
يمكن لدول تحالف العدوان ومليشيات المرتزِقة التابعة لها عبر القتل والإرهاب إخماد الثورة في عدن لبعض الوقت ولكن الثورة الشعبيّة سواء في تعز أَو في عدن وسواهما من المحافظات اليمنية المحتلّة انطلقت وتزداد وعياً ويعلو سقف مطالبها يوماً إثر يوم، لن تستطيع دول العدوان إخمادها ولن تنتهيَ هذه الثورة إلا برحيل الغزو والاحتلال سواء اليومَ أَو غداً أَو بعد غد، دارت عجلةُ الثورة ويستحيل إيقافها.
لقد أنهت أَو تكاد ثورة الأحرار الشرفاء من أبناء الشعب اليمني في المحافظات والمناطق اليمنية المحتلّة نغمة العداء للحوثي أنصار الله التي صنعها العدوان بوسائل إعلامه وإعلام مرتزِقته لتوجّـهَ جُلَّ بُوصلتها في الاتّجاه الصحيح ضد دول تحالف العدوان وشرعية فنادقه وجماعاته وفصائل مرتزِقته وهذا ما أرعب العدوان أصيله وأدواته الأعرابية التنفيذية دعك من مرتزِقتهم التابعين الأذلاء الذين لا يملكون من أمرهم شيئاً ويفعلون ما يأمرهم به المشغل.
لقد استطاعت ثورة حركة الجياع التي انطلقت من قبل الأحرار الشرفاء من أبناء تعز في الأيّام الأولى من شهر ديسمبر 2020م وامتدت لبقية المحافظات اليمنية المحتلّة تخفيف تلك النغمة التضليلية التي عزف عليها العدوان وجماعاته الإخواوهَّـابية وغيرها طويلاً، زاعمة أن “الحوثي يحاصر تعز” تلك الحركة الثورية التي بدأت عقب انهيار العُملة نتيجة الطبع المتكرّر للعُملة دون غطاء والتدهور المعيشي بحركة جياع واستمرت بشكل متصاعد وعياً ومطالِبَ خفتت كَثيراً تلك النغمة وغيرها.