صمود وانتصار

فجرُ الانتصار”.. أبعادٌ ودلالات

مقالات |الصمود |  منير الشامي

 

بيان القوات المسلحة عن عملية فجر الانتصار لم يكن مُجَـرّد بيان عن عملية عسكرية وحسب بل هو أبعد من ذلك بكثير؛ لأَنَّه تضمن أموراً أُخرى جوهرية كثيرة وهامة تتجاوز هدف الكشف عن عملية عسكرية وإنجاز عظيم لأبطال جيشنا البواسل إلى أهداف أُخرى، ربما تكون أهم من العملية نفسها وهذا ما تؤكّـده النقاط التي صرح بها الناطق الرسمي ضمن بيانه عن العملية وهو ما نسلط عليه الضوء والتحليل من خلال النقاط التالية:-

 

ــ توقيت العملية:

 

أتى الإعلان عن هذه العملية بعد إعلان معظم مشايخ ووجاهات محافظة مأرب بأكثرَ من اجتماع رسمي معلن مباركتهم وتأييدهم لمبادرة قائد الثورة بشأن مأرب وبعد استكمال الحجّـة على مرتزِقة مدينة مأرب من مختلف النواحي وعلى ما يبدو أن ما تضمنه بيان الناطق الرسمي عن هذه العملية يؤكّـد فعلًا على أن المبادرة سُحبت وأن المرتزِقة باستمرارهم رفض المبادرة فوّتوا على أنفسهم أثمنَ فرصة كانت متاحةً أمامهم إلى الأبد.

 

ــ اسم العملية:

 

أطلق على هذه العملية اسم فجر الانتصار وقد تم انتقاءُ هذا الاسم بعناية فائقة من قيادتنا الحكيمة ليكون رسالةً واضحة لقوى العدوان مفادها قضي الأمر، فلا تراجع عن حسم هذه الجبهة وتطهير ما تبقى من مأرب.

 

ـــ موقع العملية:

 

تكمن أهميّة هذه العملية في موقعها وفي المساحة التي تم تحريرها والتي تُقدَّر بـ600 كم مربع، وهذه المساحة صغيرة إذَا قورنت بمساحة العمليات السابقة لها، فهي تكتسبُ أهميتَها الاستراتيجية من موقعها لا من مساحتها كونها على مشارف مدينة مأرب آخر معاقل العدوان بالمحافظة؛ وكونها تمخضت عن القضاء على كُـلّ أقوى خطوط الدفاع عن مأرب وأخطرها بسقوط أقوى معسكرات ومواقع العدوّ الحامية عن مدينة مأرب كمعسكر كوفل وتبة الصديق والسلاسل الجبلية المشرفة عليها وتدمير أكثر من 300 آلية في هذه المساحة يعكس أهميّة خطوط الدفاع التي تم القضاء عليها.

 

ــ حتمية تطهير مدينة مأرب خلال الأيّام القادمة كقرارٍ نهائي للقيادة، وما يؤكّـد هذه الحقيقة ما يلي:-

 

1ـ عدد غارات طيران العدوان أثناء تنفيذ العملية قارب ألف غارة ونجاح أبطالنا في هذه العملية أمام هذا الكم الهائل من الغارات وفي مساحة محدودة يؤكّـد حقيقة مؤكّـدة 100 %، وهي استحالة نجاح طيران العدوان في إعاقة أبطالنا عن التقدم مهما كثّـف منها روفي ذلك رسالة لمرتزِقة مأرب مفادها أن أبطال الجيش قادمون بأسرع مما تتوقعون ولم يعد أمامكم خيار بعد رفض مبادرة قائد الثورة إلا القتل بأيدي جيشنا أَو الفرار من أمامهم عند اقترابهم، ففروا بأسلحتكم الخفيفة وستسمح لكم قواتنا بذلك، وقد أكّـد الناطق الرسمي على هذه النقطة وكرّرها وعلى مرتزِقة مأرب أن يدركوا هذه الحقيقة ويعملوا بها.

 

2ـــ مأرب ليست سعوديّة ولا أمريكية ولا بريطانية بل يمنية فلا تراهنوا عليهم فلن يحموكم.

 

3ــ كُـلّ من يلتزم بيته من المرتزِقة لن يلاحق؛ لأَنَّنا أمام مرحلة جديدة تتطلب توحيد الجهود لاستكمال تطهير المحافظات المحتلّة.

 

4ــ أبطال الجيش هم إخوانكم وحماة مصالحكم فساعدوهم على تحقيق أمن مدينة مأرب ومن يتقدمهم هم إخوانكم الشرفاء من أبناء محافظة مأرب.

 

وكل من يحاول إثارة الفوضى والشغب وإقلاق السكينة العامة بأي شكل لن يفلت من الحساب.

 

ـــ مفاجآت جديدة في إنجازات الدفاع الجوي، وهو ما اشار إليه الناطق الرسمي بقوله لن تظل أجواؤنا مفتوحة لكم، وفي هذا التصريح ما يؤكّـد أن هناك مفاجآت ستفرض على العدوان إغلاق أجواءنا أمام طائراتهم بأنفسهم إجبارياً.

 

ــ رسالة لتحالف العدوان من بيان العملية مفادها انتهى أمر مأرب وعليكم أن تيأسوا منها تماماً وستكون بوابة الجيش واللجان الشعبيّة لتطهير بقية المحافظات ومثلما رحلتم من أهم المحافظات التي ركزتم عليها سترحلون من البقية ومن السواحل والجزر بإذن الله فحصنُ خيبركم تلاشى أمام أعينكم.

 

هذه هي الأبعاد والرسائل التي تضمنها عملية فجر الانتصار وهي في مجملها تحمل بشائر وبركات احتفالات شعبنا بذكرى المولد النبوي الشريف لشعبنا اليمني بالنصر المبين الذي سيعقبه تهاوي الوجود الأجنبي وتلاشي الارتزاق من كامل ترابنا الوطني بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.