الحرب الإعلامية الأشد فتكاً والأكثر خطراً
مقالات|| الصمود|| احترام المُشرّف
للحروب عدة طرق ومسميات الحرب العسكرية وما يصحبها من تدمير وكر وفر، الحرب الاقتصادية وما ينتج عنها من تضييق الخناق بالحصار وما شاكله.
الحرب النفسية ولها عدة طرق ومن أهمها وأخطرها الحرب الإعلامية القائمة فعلاً وستكون الحرب الإعلامية مستقبلاً قاسية وبشعة جِـدًّا!!
هذا ما ركز عليه وزراء الإعلام العرب في اجتماعهم الأخير لكى يدعموا التحالف.
وعليه يجب علينا جميعاً الاتّحاد في تكوين جبهة إعلامية لا تقل جهوزيتها عن الجبهة العسكرية.
وبحمد الله الإعلام الحربي يقوم بدور قوي وريادي في جبهات القتال ويوثق هزائم العدوان وتقهقرهم في الميدان وبطولات الأشاوس من رجال اليمن الأحرار وهذا ما جعل العدوّ في حيرة من أمره كيف لبلد إمْكَانياته العسكرية والإعلامية لا تكاد تقارن بما يمتلكه الآخر من ترسانة إعلامية مهولة.
مما جعل مؤسّسة رند البحثية الأمريكية تقوم بعمل دارسة مفصلة عام (2018) تحت رعاية مكتب وزير الدفاع الأمريكي وتخصص حيزاً كبيراً من التحليل لقناة المسيرة ولفتهم وأثار قلقهم كيف استطاعت القناة تصميم وتعميم وفرض المصطلح الرسمي الذي يلخص حقيقة الحرب على اليمن وهو بين قوسين (العدوان السعوديّ الأمريكي).
وكيف أن الإعلام لم يتشتت في قراءته للحرب وأَسَاسها، وهذا ما جعلهم في حالة من الهزيمة النفسية إلى جانب العسكرية،
هناك جانب مضلل للحقائق وهناك جانب يقول الحقيقة ويوثقها.
إذا نظرنا من ناحية الإعلام الحربي فهو يقوم بما يجب.
ولكن هل انتهت الحرب الإعلامية هنا؟
الإجَابَة لا بل الآن يجب الانتباه للحرب الإعلامية بما أن العدوّ يركز عليك في هذا الجانب فعليك أخذ الحيطة والحذر والتأهب وأن تعلم بأن عدوك ليس أحمقاً لكي يأتيك من حَيثُ تدري، قد يترك لك الميدان فيما أنت مستعد له ويأتيك من حَيثُ لا تدري.
عدة نقاط علينا أن نكون واعين لها في هذا الجانب.
العدوّ سيركز فيما يحدث زعزعة وبلبلة في أوساط الناس ويؤججها بالطريقة التي تخدمه.
العدوّ ينشر وسينشر المزيد من الثقافات المغلوطة ويدعمها بالأدلة المفتعلة كما يفعل في الجانب الديني حينما يستشهد بعلماء الملوك الذين يشرعنون ما يطلب منهم.
يجب علينا التركيز على فئة الشباب الذين ما زالوا في سن قابل للأخذ من الآخر والتبلور حسبما يريد وأن يكون هناك خطاب إعلامي موجه لهم تحديداً، فيه ما يقدم إجابات لما أثاره الإعلام المعادي فيهم من أسئلة.
يجب أَيْـضاً التركيز على جانب المرأة وما يرسله العدوّ لها من رسائل مباشرة وغير مباشرة فدور المرآة خطير جِـدًّا ومهم فهي نصف المجتمع وهى من تبني النصف الآخر وهناك من النساء وليس الجميع من يجهلن خفايا الأمور.
نحن في حرب إن لم ننتبه لها فستكون أشد فتكاً وتمزيقاً للمجتمع من الداخل وهذا ما يريده العدوّ.
ليس بالضرورة أن تكرس كُـلّ الأقلام للكاتبة عن الجانب العسكري فقط، لنكون خندقين وهناك أقلام رائعة يمتلك أصْحابها سحر الكلمة الأدبية الفلسفية التي تستطيع أن توصل الرسالة المطلوبة دون أن تتطرق للسياسة ولا للطائفية وتجعل من يقرأ يفهم وينتقع وهذا ما نحتاجه.
أيضاً ليس من الحكمة أن تكتفي المواقع الإلكترونية والصحف بأخذ ما يكتب في جانب واحد وهي تعلم أن العدوّ يتابعها أكثر من الصديق فعليها أن تبعث إليه ما يجعله يعرف بأننا على وعي من أين يؤكل الكتف.
أيضاً علينا الانتباه فيما تقدمه القنوات فقد يستطيع برنامج ترفيهي فكاهي أن يوصل ما تعجز عنه عشرات البرامج السياسيّة والدينية.
حربنا مفتوحة وفي كُـلّ الاتّجاهات والحرب الإعلامية الأشد فتكاً والأكثر خطراً.
ختامًا يقول الإمام الحسين عليه السلام في الكلمة: (كبرت الكلمة، ما دين المرء سوى الكلمة، ما شرف الرجل سوى الكلمة، ما شرف الله سوى الكلمة، أتعرف ما معنى الكلمة مفتاح الجنة في كلمة ودخول النار على كلمة وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة لو تعرف حرمة الكلمة نور وبعض الكلمات قبور بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشرى، الكلمة فرقان بين نبي وبغي بالكلمة تنكشف الغمة الكلمة نور ودليل تتبعه الأُمَّــة).