صمود وانتصار

عامٌ من توحدنا.. هل سنختلف في يوم؟

أحلام عبدالكافي

عام من توحد الشعب اليمني.. توحدنا في الصبر والصمود، توحدنا في الأحزان والأفراح، توحدنا في الدعاء وفي الرجاء.. توحدنا في القضية وفي الهدف، توحدنا في المظلومية وفي استهداف العدو لنا.

من أقصى اليمن إلى أقصاه توحدنا طيلة عامٍ كامل بكمية الصواريخ الملقاة علينا وكمية التفجيرات التي شهدناها وكمية الحقد الأسود الذي ينصب علينا بكمية الوحشية التي استخدمت ضدنا.

توحدنا في الوعي وفي إدراك مؤامرة العدو، توحدنا في فهم عمق الخطر الذي يطالنا جميعا، توحدنا في حجم الضرر وفي كمية المعاناة التي نعيشها بفعل الحرب التي توحدت في قهرنا وفي قتلنا وفي حصارنا وفي ترويعنا وفي إبادتنا.

طائراتهم وحدتنا بقصفها لوطننا جميعا، وحدتنا في اٍستباحتها لأرضنا جميعا، وحدتنا بتدميرها لأحلامنا وطموحاتنا وآمالنا جميعا، ما أحزنك أحزنني، وما أبكاك أبكاني، وما قهرك قهرني، بيتك هو بيتي وولدك هو ولدي، ما أصابك يؤلمني وما أسعدك يسعدني.

توحّدت المشاعر والأحاسيس والرؤى من واقعٍ أستوجب ضرورة التوحد لحتمية المصير وبفعل الوقائع التي تفرض علينا التوحد كمبدأ وشرط أساسي في الاستمرارية والبقاء.

أنت كمواطن يمني تستشعر أن توحدنا ضربة قوية في ظهر العدو وسلاحا فتّاكا لقهره، ففي توحدك قوة جبارة وعظيمة ستحقق الكثير وتدفع الكثير من المخاطر عني وعنك وعن وطنك….فما الذي يحدث؟ بعد عامٍ من توحدنا هل سننسى أم نغفل عن ضرورة ظهورنا أمام العدو بالمظهر اللائق والذي يفترض ان نكون عليه اليوم بعد عامٍ والذي ربما أن أعداءنا أكثر شغفا بمتابعته وتحليله بناء على ما سيترتب عليه من طريقة خروجنا في يوم 26 مارس.. يوم السبت يوم وطني، يومٌ بحجم قضية وطن ليس بحجم حزب أو شخص او جماعة، يومٌ بحجم عامٍ كامل بدقائقه وساعاته وأيامه من الدمار والقتل والحصار لأكثر من 25 مليون يمني، عام من الآلام لوطنٍ بأكمله، عام سقط فيه الآلاف من الشهداء والجرحى، عام له بصمته الواضحة في كل كيانٍ يمني وفي كل بيتٍ يمني وفي كل شارع يمني وفي كل محافظةٍ يمنية .

مسؤولية 26 مارس أمانه في عنقك لا تأخذ القضية من باب التهاون أو الاستهتار بموقفك في ذلك اليوم.. موقفك في ذلك اليوم وخروجك سلاح كما السلاح الذي يحمله المجاهد في الجبهات فكيف ستوجهه لدفاع عن وطنٍ ام عن هوى متّبع.. انقسامنا في هذا اليوم مهلكة يراد منها تمييع قضيتنا أمام العدو وضياعها في أروقة الحزبية وتمجيد الأشخاص فأين يا ترى تحب أن تكون في مثل هذا اليوم؟