صمود وانتصار

عيد الجلاء يكشف ادعاءات المرتزقة والعملاء

مقالات|| الصمود|| أحمد المتوكل

تُطِّلُ علينا الذكرى الــ54 لعيد الجلاء -ذكرى خروج آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن- وقد قام الفارّ هادي وحزب “الإصلاح” ومن معهم من مرتزِقة وعملاء بإعادة الاحتلال البريطاني والأمريكي والإسرائيلي والسعوديّ والإماراتي.

 

قامت بريطانيا بعد أن استعمرت الكثير من دول العالم بإنشاء أنظمة وكانتونات عميلة لها قبل أن تنسحب منها، ليتحول الاحتلال من المباشر إلى غير المباشر؛ لكي تضمن تحقيق مصالحها وأهدافها الاستعمارية في الهيمنة والتحكم في كُـلّ قرارات الدول، واستمرار نهب ثرواتها.

 

كانت اليمن محل أطماع الكثير من الدول لموقعها الاستراتيجي خُصُوصاً محافظة عدن التي تطل على البحر العربي وتُمثل أهم ميناء تجاري في العالم، فسال لُعاب بريطانيا نحو اليمن، وبدأت باحتلال جزيرة بريم الواقعة في مدخل البحر الأحمر عام 1799م، ولم تتوقف أطماعها في الاحتلال ونهب الثروات، بل قامت باحتلال عدن بعد أن جنحت سفينتها “دوريادولت” بالقرب من الميناء، وادَّعت بأنها سُرقت من قِبَل اليمنيين، ورفضت كُـلَّ أشكال التعويض؛ لأَنَّها قد رسمت خطةً لاحتلال عدن.

 

تمكّنت بريطانيا من احتلال عدن عام 1839م بعد مقاومة شديدة من اليمنيين في الجنوب، وظلت تحتل عدن والجنوبَ 129 عاماً، ذاق اليمنيون خلالها شتى أنواع العذاب، وسُلبت منهم حريتُهم واستقلالهم، وعاث البريطانيون في الجنوب الفساد، وأهلكوا الحرث والنسل، ونهبوا ثرواته، فلم يكن أمام اليمنيين إلا التحَرّك والتصدي لهذا الاحتلال مهما كلف الأمر من تضحيات؛ لأَنَّ اليمنيين في طبيعتهم لا يقبلون الذُّل والهوان، فانطلقت الشرارة الأولى للثورة ضد الاحتلال البريطاني في 14 أُكتوبر 1963م من جبال ردفان بقيادة أول الشهداء غالب راجح لبوزة، فما كان من الاحتلال البريطاني إلا الرد بارتكاب المجازر بحق المدنيين العُزَّل كلما تكبد الخسائر في الجبهات، كما يعمل اليوم تحالف العدوان السعوديّ الأمريكي.

 

قدَم اليمنيون الأحرار الكثير من الشهداء، وقامت القبائل اليمنية برفد جبهات القتال بالكثير من الأموال والرجال، وتم إسقاط طائرتين حربيتين كانت تقوم بأعمال استطلاعية وعدائية، فما كان من الاحتلال البريطاني إلا قصف المدنيين والمنشآت السكنية، وقصف قلعة حريب، واستمر الأحرار بالتنكيل بالبريطانيين حتى أخرجوهم صاغرين مهزومين أذِلاء مُرغمين بعد أن كبَّدوهم الكثير من الخسائر، ولم تخرج بريطانيا من جنوب اليمن بإرادتها كما يُروّج لَه، وكان خروج آخر جندي بريطاني من عدن في 30 نوفمبر 1967م، وبعد 48 عاماً قام الخائن الفارّ عبدو ربه منصور هادي وحكومته، وحزب “الإصلاح” وعلي محسن الأحمر، وحميد الأحمر، وطارق عفاش ومن معهم من مرتزِقة وعملاء ببيعِ كُـلّ تضحيات الشهداء الذين أخرجوا الاحتلال البريطاني، وباعوا دماءَ المدنيين العُزَّل الذين قُصِفُوا وهم في بِيوتهم آمنين، وأيَّدوا العدوان على اليمن وشَعبِه، بل قاموا بإدخَال بعرات بريطانيا التي قامت بإنشائهم، وهي السعوديّة والإمارات وأمريكا و”إسرائيل”.

 

فبأي وجه سوف يستَقبل هؤُلاء العملاء المُنبَطحون عيدَ الجلاء، وهم قد أدخلوا أكثرَ من دولة لتحتل اليمن وتَنهب ثرواته ومُقدراته؟!

 

على اليمنيين في جنوبِ اليمنَ وشِمالِه أن يتحَرّكوا لِطَرد الاحتلال السعوديّ والإماراتي، وأن يتبرأوا من حكومة الفنادِق العميلة التي باعت كُـلَّ تضحيات الشهداء الذين طردوا الاحتلال البريطاني، وأنتم ترَون الشواهدَ الحَيَّةَ ماثِلةً أمامَكم اليوم كيف باعوا مَن قاتلوا في صفهم خِدمةً لمشاريع الاحتلال الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية، وكيف أصبح مصيرهم؟!