حول لبنان وهيمنة مافيا السياسة إلى الأستاذ / جورج قرداحي المستقيل من الفراغ
الصمود| مقالات | عبد العزيز البغدادي
كانت استقالة الأستاذ الإعلامي القدير جورج قرداحي من منصب وزير الإعلام بخلفياته المعلنة شرفا لقرداحي وإهانة مركّبة للبنان -مع الأسف- وللدولة والحكومة اللبنانية ، وكل مثقف حقيقي يعلم أن منصب وزير الإعلام في أي دولة ديمقراطية حقيقية موقعٌ في الفراغ لارتباطه بالنازية القديمة ونظرية جوبلز :(اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس) التي تقول الديمقراطيات المدعاة بأن زمانها قد ولّى ، وقد استخدمت (القديمة) في وصف النازية لظهور أشكال وصور جديدة من النازيات الناعمة والخشنة ، لهذا فإن استقالة قرداحي تعني الاستقالة من لا شيء أو من موقع يتشرف بتركه شخص يحترم نفسه بمستوى الأستاذ قرداحي ، والأهم أن هذه الاستقالة العبثية لمن يقرأها قراءة محايدة دليل يضاف إلى جملة الأدلة التي تكشف بكل وضوح كذب وكيدية الادعاء بأن حزب الله يهيمن على القرار اللبناني ويوجهه لمصلحة إيران ، إذ لا ندري ما مصلحة إيران من بلد ممزق من دعم حزب الله والمقاومة اللبنانية والإسلامية ومحاولة مساعدته مثلما تحاول مساعدة المقاومات السنية في لبنان وفلسطين وغيرها من البلدان مثل فنزويلا ، وهب أن لإيران مصلحة في تعزيز علاقاتها مع شعوب المنطقة ألا يكون لمصلحتها شرعية أم أن الشرعية مرتبطة فقط باعتقال رؤساء الحكومات كما حدث مع سعد الحريري ، والمحسوبين رؤساء دول كما حدث مع عبدربه منصور هادي ، ولعل بيان أحمد عبيد بن دغر وعبدالعزيز جباري يؤكد أن من يدعونه الرئيس الشرعي معتقل ليس منذ أن استيقظ مصدرو البيان وإنما منذ 26 /3 /2015 أي منذ بدأ العدوان وهروبه براً وإحضاره مصحوباً إلى مقر نومه في الرياض ومن شر البلية أنه قال مقهقها وبالحرف وبلغته الفصحى : (ونحن في طريق الغيضة قالوا بدت عاصفة الحزم ماكنّاش داريين طول الليل نمشي وبالتشارك مع المذيع السعودي قالوا إن قرار البدء بتدمير بلده من قبل السعودية قرار شجاع !!!!!!،،،،، )، منذ ذلك التاريخ والبقرة الحلوب تستحلب الرئيس الذي تطلق عليه الشرعي ومصدري البيان حليب شرعنة جرائمها في تدمير اليمن بالكامل ، فلمصلحة من كل هذا؟!؛
نعود إلى المسألة اللبنانية التي أرى الترابط واضحا بينها وبين المأساة اليمنية الممتدة على الأقل في الشق السياسي أما المادي فاليمن يتعرض لأبشع عدوان عرفه التأريخ بسبب أتفه شرعية عرفها التاريخ أيضاً؛
يوم الخميس 2 /12 /2021 الفائت اتصل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بالأستاذ جورج قرداحي وطلب منه أن تكون الاستقالة مكتوبة قبل يوم السبت لتقديمها للرئيس الفرنسي الألمعي ماكرون ليكون لديه ما يقدمه للمسؤولين السعوديين في رحلة وساطته بشأن الأزمة اللبنانية المصطنعة فرنسياً وصهيونياً وأمريكياً وبريطانياً أي أصحاب المصالح المشروعة في لبنان والذين لا يكفون أبداً عن صنع الأزمات في هذا البلد منذ استقلاله من تفجيرات واغتيالات وتعطيل متواصل لتشكيل الحكومات عقب كل انتخابات كما يصنعون في بلدان كثيرة ، وكل هذه الممارسات هدفها شيطنة المقاومة ومن يدعمها وحزب الله على وجه الخصوص ، أي أن فرنسا الموظفة أمريكيا في مهمات سرية ومعلنة تمارس ما هو مرسوم لها على أمل الوصول إلى انتخابات تكون نتيجتها لمصلحة تجار الجريمة في لبنان والعمل على إقصاء حزب الله لمصلحة الكيان الصهيوني وقوى الفساد اللبناني ، محصلة هذا ووقائع أخرى كثيرة تبين أن حزب الله بما قدمه من تضحيات بالأنفس وما يقدمه من خدمات بهدف تخفيف معاناة اللبنانيين وبخاصة لذوي الدخل المحدود يُعد بنظري أكثر الأحزاب والمكونات السياسية مظلومية في الوطن العربي ، ومع ذلك فالسلطة والتأثير الحقيقي على الحياة السياسية في لبنان بيد فرنسا وأمريكا والكيان الصهيوني وتمويل السعودية والإمارات أي أن لهؤلاء الهيمنة وعلى حزب الله تحمل عبء الدفاع عن لبنان ونتائج المعاناة من فساد هذه السياسات ، وإلا فهل يعقل أن يقبل بأن يُقال وزير من حكومة يُهيمن عليها ؟!
نقطة الضوء في المسألة أن اللبنانيين الشرفاء يقدّرون تضحيات حزب الله وما يقدمه لهم من خدمات تخالف رغبات ونزوات لصوص الحكم وزعماء الطوائف وجميع المافيات المصادرة للقرار اللبناني وهم على يقين أنه حزب وطني وقومي وإنساني وليس حزباً طائفياً ولا فئوياً أو مشغولا بأي انتماء ضيق الأفق ولهذا رأينا كيف ودع أهالي القرى والبلدات المسيحية في مناطق معلولا السورية عناصر هذا الحزب المقاوم الذي هب لنجدتهم وحمايتهم من إرهابيي داعش بعد دحرهم منها بالبكاء والحزن على مغادرتهم ورووا لكثير من وسائل الإعلام الحكايات الأسطورية عن أخلاقهم مطلقين عليهم أجمل الأوصاف منها وصفهم بأنهم ملائكة وليسوا بشراً ويمكن العودة إلى بعض الفيديوهات التي تنقل بعض الشهادات لسكان معلولا وغيرها من المناطق التي حررها حزب الله من داعش وجبهة النصرة الإرهابيين.
يد الله فوق أيدي الطغاة
وإن حاولوا دفن أحلامنا
وإن عزموا بالفظاعات ليَّ أعناقنا
وبالنار كيَّ قلب الندى والمدى المستغيث!