صمود وانتصار

السيد القائد يؤكد الاستمرار في التصدي للعدوان كمسؤولية إنسانية وإيمانية وجهاد مقدس

الصمود|

أكد قائد الثورة، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الاستمرار في التصدي للعدوان كمسؤولية إنسانية وإيمانية وأخلاقية وجهاد مقدس.. وقال: “موقفنا موقف حق في التصدي للعدوان وللاحتلال والإجرام وما يفرضونه من حصار جائر”.

 

وأشار قائد الثورة، في كلمته اليوم بالذكرى السنوية للشهيد، إلى أن “استمرارنا في الدفاع عن شعبنا وحريتنا هو موقف حق وقضية عادلة، وموقف صحيح وحكيم ومشروع بكل الاعتبارات” .. مؤكدا أن “الحالة التي نفرط فيها بكرامتنا ونقبل فيها بالسحق ومصادرة الحرية ليست قبولا بالسلام، بل هي استسلام”.

 

وأضاف: “نحن نقبل السلام ولا نقبل الاستسلام، ولتحقيق ذلك عليهم أن يوقفوا عدوانهم ويرفعوا حصارهم وينهوا احتلالهم “.. مؤكدا أن “الشعب اليمني ليس عدوانيا بل هذه حالة تحالف العدوان، لأنهم هم المعتدون علينا بلا مبرر ولا حق”.

وقال: “لا يقبل الله منا الخضوع والاستسلام، وأن نمكنهم من رقابنا، وأن نصادر معهم حريتنا واستقلالنا”.. مؤكدا عدم القبول بصفقات ومساومات يبقى فيها الحصار الخانق على الشعب اليمني  ويبقى البلد مستباحا، ويستمر تدخلهم في شؤون شعبنا.

 

وأشار قائد الثورة إلى أن الذكرى السنوية للشهيد مناسبة مجيدة يحييها الشعب اليمني كل عام بكثير من الأنشطة الثقافية والخيرية، تعبيرا عن الوعي بقيمة ومدلول هذه المناسبة.

 

أوضح أن إحياء هذه المناسبة يعطي القيمة الأخلاقية والإنسانية للشهادة والشهداء، ويجسد الانتماء الإيماني ضمن أولويات وأعمال والتزام الشعب اليمني.

 

ولفت إلى أن مناسبة ذكرى الشهيد، التي تستمر أسبوعا، يتخللها الأنشطة المثمرة على المستوى التربوي والتعبوي والخيري، والأثر ملموس في كل المجالات .. مؤكدا أن تفاعل الشعب اليمني العزيز يعبّر عن الاهتمام بقيمة هذه المناسبة الإيمانية والإنسانية والأخلاقية.

 

وقال: “دائرة الشهداء والعطاء واسعة، تشمل الكثير من أبناء شعبنا، بينما الكثير في حالة انتظار واستعداد للتضحية”.

 

كما أكد قائد الثورة أن “كل خطوة في سبيل التصدي للطغيان ومشاريع الاستعباد لها قيمة إنسانية تبعث على الفخر والاعتزاز في نفس الإنسان”.. مشيرا إلى أن “عطاء الشهداء هو أسمى العطاء في سبيل الله، ونصرة للمستضعفين ولأمتهم، وهذا العطاء قابله الله بكرمه الواسع”.

 

وأضاف: “النظرة إلى الشهادة على أنها مصيبة وفاجعة ومحنة وألم هي نظرة سلبية، بعيدة عن الوعي الإيماني والقرآني، وهي تفصل مسألة الشهادة عن جانب الموقف”.

 

وتابع: “قوى الشر والطغيان لا تتركنا أن نعيش أحرارا كما أراد الله لنا، لذا علينا أن نتحرك وفق خيارنا الإيماني كشعب يتوق للحرية والاستقلال”.. مشيرا إلى أن “الطغاة يريدون احتلالنا ونهب مقدراتنا، وأن يستعبدوننا كي نتحرك وفق مصالحهم”.

 

وأضاف: “مشكلة الأعداء معنا أنهم يسعون لكسر إرادتنا بجبروتهم، بما يمارسونه من عدوان وقتل، وحرب شاملة عسكريا واقتصاديا وإعلاميا وثقافيا”.. مؤكدا أن “المسلمين في كل بلدانهم أمة مستهدفة من الأعداء بالمؤامرات العسكرية والأمنية والاقتصادية وبالحرب الناعمة”.

 

وأوضح قائد الثورة أن “أعداء الأمة يريدون سلبها حريتها وكرامتها واستقلالها، وهذه أهم ثمرات الإسلام، فلا قيمة لإسلام يكون فيه الإنسان عبدا للطواغيت، وذليلا أمام المجرمين”.. لافتا أن “قيمة الإسلام هي أن يعيش الإنسان حرا أبيا شامخا، فيتحرك وفق تعليمات الله، ويحظى برضوانه في الدنيا والآخرة”.

 

وذكر أن قيمة الشهادة أنها تعزز حالة الصبر والصمود مهما كانت التحديات.. مؤكدا أن “جيلنا الناشئ اليوم هو جيل يعشق الشهادة، ولذلك هو جيل حر عصي على الاستعباد، وعصي على الذل والاستسلام”.

 

وأشار إلى أن “الأعداء يرون كيف يذهب شبابنا إلى الجبهات بكل جد وصبر وثبات، وكيف يسطرون المواقف البطولية في الميدان”.. وقال “إن الناس في كل البلدان يتفاجؤون بصمود وتضحية شبابنا في ميدان المعركة حتى وهم حفاة”.

 

وأكد قائد الثورة أن “سر البطولات التي يسطرها شبابنا في الميدان هو الروحية العظيمة التي ينطلقون بها إلى الجبهات”.. مشيرا إلى أن “الشهداء مدرسة متكاملة جسّدت القيم والأخلاق في المواقف والأفعال”.

 

وجدد التأكيد على أهمية العناية بأسر الشهداء، فدائرة العطاء في أبناء الشعب اليمني أصبحت واسعة.. مشيرا إلى أن “ما نقدمه لأسر الشهداء رسميا وشعبيا ليس ثمنا لعطاء أسر الشهداء، فالثمن الوحيد الذي يرتقي إلى مستوى عطائهم هو رضوان الله والجنة”.

 

وأضاف: “نشاهد حتى الآن أن بعض أسر الشهداء الميسورة تقدم قوافل العطاء باسم شهدائهم إلى الجبهات”.

 

وقال: “تقع علينا مسؤولية الاهتمام بالأسر الفقيرة، وهذا حق لها وواجبٌ علينا، ونحن بحاجة لأن نكون شعبا حرا غير مستعبد، والله يريد لنا أن تبقى رؤوسنا شامخة وهاماتنا مرفوعة”.

 

وبيّن قائد الثورة أن “انتماء هذه الأمة للإسلام والإيمان يدفعها لاستشعار المسؤولية والتحرك بكل جدية”.. وقال: “معنيون بالتحرك بروحية ثورية تحررية جهادية، والعطاء لأعلى المستويات، وأن نستشعر قدسية الموقف الذي نحن فيه”.

 

ومضى بالقول: “قدمنا في موقفنا أغلى الرجال، أولئك الذين عندما نستذكرهم نخجل من أن نفرط، وأن نقصر بعد أن وصلوا في عطائهم إلى التضحية بأرواحهم”.. مؤكدا أن “مسؤوليتنا كبيرة في مواصلة المشوار بكل جد، وأن نحمل الراية بكل ثبات، وأن نتحرك بروحية عالية في الاستعداد للبذل والعطاء”.

 

وأضاف: “بكل اطمئنان، نحن في موقف الحق، وهذه نعمة عظيمة، ونحن في موقف يكتب لنا عند الله فيه كل ما نعمله، ونتحركه ونعانيه”.

 

وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أنه “لا يمكن أن يكون السعودي والإماراتي المتحرك تحت الراية الأمريكية والتطبيع مع العدو مأجورا من الله على مؤامراته وجرائمه بحق أبناء الأمة”.. مشيرا إلى أن “جرائم تحالف العدوان في اليمن تمثل وصمة عار بنظر كل المجتمع البشري”.

 

وأضاف: “كل الناس يقولون إن العدوان على اليمن حرب كارثية ومأساوية لا تتسم بأدنى معايير الإنسانية والقيم والأخلاق”.. لافتا إلى أن ‘المجازر الوحشية في اليمن استهدفت الناس في أفراحهم وأحزانهم ومصالحهم إضافة للحصار والتجويع”.

 

وقال: “نحن في العام السابع وهم يستمرون في عدوانهم وحصارهم، ونحن في الموقف المشروع قرآنيا وفي كل القوانين الدولية بالتصدي للعدوان”.

 

وتابع: “كل العالم يقول لهم لا مصلحة في عدوانكم، وقد فشلتم فيه، ولن تصلوا إلى أهدافكم”.. مؤكدا أن “المجريات اليوم تشهد بأن تحقيق أهداف العدوان أصبح في حكم المستحيل”.

 

وأشار قائد الثورة إلى أن “الشعب اليمني بهويته الإيمانية يأبى الله له أن يقبل بالذلة، ويأبى له إلا أن يكون عزيزا حرا كريما”.. وقال: “حريتنا دين، كرامتنا وعزتنا إيمان، وجزءٌ رئيسيٌ من مكوننا القيمي والأخلاقي والإنساني لا يمكن أن نتخلى عنه”.

 

وأضاف: “تُنزع الأرواح من أجسادنا دون أن تُنزع العزة والكرامة من أخلاقنا ومبادئنا وقيمنا، هذا هو الشعب اليمني”.. وقال: “نفتخر بكل عطاء وتضحية نقدمها، وستفتخر بها الأجيال القادمة التي ستنعم بثمرة هذا الصمود والعطاء بالاستقلال والحرية”.

 

ودعا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى العناية بالأنشطة المعتادة في مناسبة ذكرى الشهيد، والاستمرار بدعم الجبهات بالرجال والقوافل