صمود وانتصار

لا تـجـعل لـنـفـسـك ثـمـنـاً إلا الـجـنـة (كالشهداء)

مقالات|| الصمود||هـــدى أبو طــالــب

تعد الذكرى السنوية للشهيد مناسبةً عظيمة ومحطة تربوية نستلهم منها الدروس والعبر من الواقع الذي نعيشه والتحديات والأخطار التي تهدّد الواقع من حولنا، فالشهداء نجوم تنطفئ في حياتنا لتزيد الأنجم الأُخرى اشتعالاً لتضيء لنا طريقَ الحرية ورفض الوَصاية والهيمنة والاستعباد، هم يريدون لنا الحرية كما كانوا هم أحراراً فسعوا وجاهدوا حتى نالوا الشهادة وهي منحةٌ إلهيةٌ وعطاءٌ يُقابِلُهُ الله بِعَطاءٍ.

 

الشهداء هم أولياء الله وأحباؤه فمنحهم الله هذا الوسام والشرف العظيم، وهم من باعوا أنفسهم لله الذي اشترى منهم أنفسهم فربحت التجارة فكان الثّمنُ أنَّ لَهمُ الجنَّةَ.

 

الشهداءَ لم يكن لهم أي دافع ماديٍّ أَو منصب أَو رُتبة منذ بداية المشروع القرآني حتى ينطلقوا؛ مِن أجلِهِ.. هُم انطلقوا لهدفٍ مقدسٍ وَإثبات لموقفٍ ولقضيةٍ عادلةٍ.. فبذل نفسه وماله وصبر على البأساء والضراء وعلى إيذاء الناس له.. وَعبَّد طريقَ السعادة بالاستشهاد لم يكن حاله كحال أُولئك الذين باعوا أنفسهم بثمنٍ بخس بريالات سعوديّة ودراهم إماراتية.. باعوا أنفسهم لقرنِ الشيطان السعوديّ إرضاءً للأمريكان والصهاينة.

 

لقد كان موقفهم وما زال هو موقف البغي والظلم والعدوان واتخذوا قرار الحرب للقضاء على هذه الأُمَّــة المؤمنة، ولقد كان موقفنا هو الدفاع عن النفس والعرض والأرض والله هو من أعطانا مشروعية وشرف الدفاع حين قال سبحانه وتعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ، وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).

 

فكانت المعادلة بين إيمان صريح ونفاق صريح وبين حق وباطل، وكان الشهداء في صف الإيمان والحق الصريح لنصرة المستضعفين من أبناء هذا الشعب المظلوم.

 

اعلموا أنّ الشهداءَ مدرسةٌ متكاملةٌ غنيةٌ بالمفاهيم العظيمة من تَخرَّجَ منها خَرَجَ شامخَ الرأسِ ثابتَ الإيمانِ عزيزَ النّفسِ.. يواجه التحديات ولا يأبه بالمستكبرين.

 

لقد حفظ الشهداءُ لهذه الأُمَّــةِ عزَّتها وكرامتَها ودينَها ومبادئَها وقيمَها الأخلاقية وسيادتها، فهنيئاً لكل أسرة قدَّمت شهيداً في صرح الإسلام فقد بنت لبنةً من العزة والكرامة.

 

إن أقلَّ واجب نقدمه لمن قدّموا وَضحوا بأنفسهم في سبيل الله وفي سبيل عزة وكرامة هذا الشعب هو السيرُ على خُطاهم وتفقد أحوال أسرهم ومواساتهم وأن نستذكرَ بطولاتهم وأن نقومَ بزيارة روضاتهم وأن ننشئ جيلاً قرآنياً اسمُه عشاقُ الشهادة.