صمود وانتصار

الناشئون.. وركوب موجة البطولة!!

د. محمد النظاري

مقالات | كتبها د. محمد النظاري

منتخب الناشئين المتوَّج ببطولة غرب آسيا، مثَّل شعب الجمهورية اليمنية، وهو ذاته الذي خرج للشوارع بهجة وسروراً بهذا المنجز الذي وحَّدهم من المهرة إلى حرض.
للأسف الشديد هذا الجمهور الذي خرج بعفوية دون دفع من جهة بل ابتهاجاً بلاعبيه، تمت مجازاته بعكس ما كان ينتظره.. فقد انتظر أن يكون هو أول من يستقبل الأبطال في مختلف المحافظات، تماما كما فعل المنتخب العراقي بعد تتويجه بكأس آسيا، والمنتخب البحريني بعد تتويجه بكأس الخليج، وأخيرا المنتخب الجزائري بعد تتويجه بكأس العرب.
هناك من استكثر على هذا الشعب مواصلة الفرحة، وقتلها من خلال طواف المنتخب بعدة بلدان، لا لشيء، لا ليذهبوا لمن يكرِّمهم بالمال، والتكريم بالمال يستحقه اللاعبون، ولكن هناك جمهوراً لا يملك المال، ولكنه يملك قلوباً صادقة أحبت المنتخب لأنه يمثل الجمهور اليمني ككل.
اتضح أن السفر لقطر لا علاقة له لا ببطولة العرب ولا بالسوبر الأفريقي، وإنما في سياق تكريس أن صناع الإنجاز هم من طيف واحد، وأن هذا الطيف هو من يحق له تملك المنتخب، ولو تحت يافطة التكريمات.
حتى العروسة بعد أن يمضي على عرسها عدة أيام يخفت بريق المباركة لها، وتصبح مثلها مثل بقية المعزومين، وهذا ما يراد لمنتخبنا، أن يصل إلى الوطن وقد بهت الفوز وأصبح من الماضي.
لو كان هناك حرص على مبادلة هذا الشعب الفرح بالفرح، لتمت عودة المنتخب إلى اليمن فور انتهاء البطولة، ليحتفل به الشارع، ثم باستطاعتهم التنقل بهم ولو سنة كاملة من شخصية إلى أخرى ليكرمونهم.
نقولها دون تحرِّج، الشعب فرح بالبطولة وهو يعلم أنها ليس لها وزن كالبطولات القارية والدولية، لأنه يريد التغلب على أحزانه بعد سنوات من هذه الحرب العبثية المدمِّرة.
الجماهير اليمنية تعلم أن الوصول لكأس العالم للناشئين في عام 2003م هو أهم بكثير من بطولة عربية بطابع إقليمي، ولكن وقت هذه البطولة وعلى يد من تحققت هو الأهم في الوقت الراهن، لأنه تتويج لبطولة هذا الشعب وصموده.
نبارك مجدداً للمنتخب والاتحاد العام لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة ولكافة الشعب اليمني، ولكن هناك فرقاً بين المباركة للجميع وبين نسب الإنجاز لغير اللاعبين والجهاز التدريبي، فلو كان الإنجاز لغير اللاعبين، فلماذا لم يحققوا مثيلا له طيلة السنوات الماضية من المنتخبات السابقة؟ وقد لا يكون هناك من يحب ركوب موجة البطولة، ولكن يدفعه لذلك المديح الزائف.
في الأخير.. متى ستتكرمون على هذا الشعب ليرى منتخبه؟ فالمنتخب فاز بالبطولة في العام 2021م وسيحل العام 2022م والمنتخب لم يبادل جماهيره الوفية الوفاء بالوفاء.