هكذا عصف رجال اليمن بالعاصفة (احصائيات وتقرير عسكري شامل)
الصمود : إبراهيم السراجي
راهنت قوى العُـدْوَان منذ اليوم الأول على تحقيقِ الانتصار خلال َأسبوع من انطلاقه، فيما كان أكبر المتشائمين منهم يعتقد أن المعركة ستسمر لشهر أو شهرَين في حين يكمل العُـدْوَان السعودي الأمريكي عامه الأول، محملاً بهزيمة على مستوى الجبهات الداخلية والخارجية وفي ذات الوقت كان بعض الخبراء العسكريين يعتقدون أن اليمنيين إذا تمكنوا من امتصاص الصدمة وتخطوا الأسبوع الأول من العُـدْوَان فإن ذلك يعد حكماً عسكرياً بفشل العُـدْوَان لكننا اليوم بمرور العام الأول نتحدث عن 52 أسبوعاً لم يكتفِ خلالها اليمنيون بامتصاص الصدمات ليحكموا بفشل العُـدْوَان بل امتلكوا زمام المبادرة ليحكموا بالهزيمة العسكرية لقوى العُـدْوَان ومرتزقتهم.
وفي الشهور الأولى للعُـدْوَان استطاع النظام السعودي بامتلاكه لآلة إعلامية ضخمة وتوظيف أموال النفط لإسكات الإعلام الدولي فيما عرف بـ(شراء الصمت) للتغطية على جرائمه أولا ولتحاشي الكشف عن ما كان يتلقاه من ضربات عسكرية في جيزان ونجران وعسير غير أن تلك القبضة الحديدية بدأت بالتلاشي ويمكن القول إن الشهر الماضي شهد انهياراً لتلك القبضة على سبيل المثال نشرت صحيفة أمريكية شهيرة قبل أيام أن قتلى الجيش السعودي وصل لعشرة أضعاف العدد الذي أعلن عنه العدو السعودي وهو (300 جندي وضابط)؛ لتؤكد الصحيفة أن العدد تجاوز 3500 قتيل بين ضابط وجندي والمصابين ضعف هذا العدد.
- الصبر الاستراتيجي وإبطال مفعول العُـدْوَان
مع أولى غارات العُـدْوَان على اليمن ظن التحالف السعودي أن الضربات المباغتة يتحقق انهياراً سريعاً في صفوف الجيش واللجان الشعبية وتصعب عليهم لملمة الصفوف نظرا لاستهداف كُلّ المعسكرات وبالتالي تؤدي هذا الفوضى إلى الانهيار ولكن هذا لم يحدث، حيث لم تمر سوى نحو 12 ساعة على العُـدْوَان إلا وظهر السيد عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز استطاع فيه رسمَ ملامح المرحلة القادمة ووجه بتشكيل الجبهات الإعلامية والأمنية والعسكرية وغيرها وأثبت فيما بعد أن خطابه لم يكن مجرد ارتجال اضطر إليه بسبب العُـدْوَان المباغت، فالكل لاحظ أن التوجيهات التي أعلن عنها في خطابه هي الآلية التي سارت عليها كافة الجبهات التي تم تشكيلها بحسب ذلك الخطاب.
مرت أيام العُـدْوَان قبل أن تكمل يومها الأربعين دون رد على العُـدْوَان السعودي، وهذا ما جعل المتفائلين بالعُـدْوَان يعتقدون أن الجيش واللجان الشعبية فقدوا القدرة على ترتيب الصفوف ووضع خطة للمواجهة، بينما كان البعض الآخر يثق أن قائد الثورة كان قد حدد مدةً للصبر على العُـدْوَان، لعله يدرك أن الحرب لن تحقق نجاحاً، وهو ما وصفه السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بـ”الصبر الاستراتيجي”.
بعد أربعين يوماً من العُـدْوَان شهدت جبهات الحدود وتحديداً جيزان ونجران وعسير اشتعالاً تدريجياً بدأت بعمليات على مواقع الجيش السعودي القريبة من الحدود وشيئاً فشيئاً، لتبدأ اقتحامات مواقع العدو السعودي العسكرية، وكان الإعلام الحربي حاضراً دائماً في تلك العمليات وما بعدَها والتي تطورت بمرور الأيام لتصلَ إلى السيطرة على المواقع والمعسكرات والقرى والمدن، وأهم تلك المدن الربوعة في عسير والخوبة بجيزان فيما كانت تلوح مدينتي جيزان ونجران في الأُفق واستطاعت كاميرا الإعلام الحربي نقل اقتراب الجيش واللجان الشعبية منهما.
وإذا كان العُـدْوَان اليوم قد أكمل عامه الأول فإن عملياتِ الجيش واللجان الشعبية استمرت بوتيرة متصاعدة بعد الأربعين يوماً خلالها نقل الإعلام الحربي مشاهد لتدمير مئات الدبابات والمدرعات من أساطير الأسلحة الأمريكية وكذلك تدمير الأطقم والعربات والجرافات بما يمكن القول إنهم استطاعوا تدمير ترسانة جيش دولة بأكمله في مستواها الطبيعي لولا أن العدو السعودي يعتبر أكبر مستورد للأسلحة في العالم بحسب إحصائية 2014م.
- الخيارات الاستراتيجية
مع تطوُّر عمليات الجيش واللجان الشعبية في الحدود أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي عن الخيارات الاستراتيجية، وهي خيارات عسكرية للرد المباشر على العُـدْوَان، وبدأت بمرحلةٍ تمهيديةٍ تم فيها استنزافُ الجيش السعودي في عتاده وعديده ومن خلالها جرى إسقاط خط الدفاع الأول للجيش السعودي بالتزامن مع الإعلان عن المرحلة الأولى من الخيارات الاستراتيجية.
وكانت أبرز ملامح المرحلة الأولى التصعيدية للخيارات الاستراتيجية بإسقاط خط الدفاع الأول والانقضاض على عشرات المواقع العسكرية السعودية والسيطرة عليها ومثل ذلك من القرى والتي انطلقت في مطلع ديسمبر 2015.
وفي تلك المرحلة نجح أبطالُ الجيش واللجان الشعبية في الحد من تواجُد قوات العدو السعودي في الجبهات الثلاث من خلال القصف الصاروخي والمدفعي المستمر على مواقع ومعسكرات العدو وتمكن من طرد قواته من عدة مواقع ومنعه من التعزيز أو العودة، من خلال مواصلة القصف واستهداف أية تحصينات أراد العدو القيام بها أو استحداث مواقع جديدة.
خلال ذلك تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من استنزاف العدو بشرياً ومادياً، حيث لقي العشرات من جنود العدو مصرعهم ودمرت عشرات الدبابات والآليات والجرافات، وتخلل ذلك اقتحام عدة مواقع وقرى ومعسكرات سعودية وتدمير بنيتها التحتية، وكذلك تمت السيطرة على عدة مواقع وقرى خاصة في الربوعة والخوبة وكانت هناك عمليات نوعية لتدمير مخازن أسلحة تابعة للعدو في مواقع مختلفة وأخرى جرى فيها الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وشهدت كثيراً منها مقتل أعداد كبيرة من جنود العدو، كما أظهر بعضها الإعلام الحربي، وكذلك أسر جنود سعوديين.
وقبلَ أيام من إعلان البدء بالمرحلة التصعيدية الأولى للخيارات الاستراتيجية شهدت الجبهات عمليات نوعية لكنها تمت وفق استراتيجية عسكرية موفقة، حيث جرى تمشيط الخطوط الأمامية للعدو بأكثر من 1000 صاروخ، حيث شهدت انهياراً كبيراً خلال العمليات النوعية في فترة زمنية محدودة على طول المحاور الثلاثة في نجران وجيزان وعسير، كما أعلنت وزارة الدفاع.
انهيارُ الخطوط الأمامية للعدو كان الخطوة الأولى التي سمحت بالعمليات النوعية والتي بموجبها تمت السيطرة على أكثر من عشرة مواقع وعشر قرى سعودية في جيزان والسيطرة على أربعة مواقع بينها موقع نهوقة الاستراتيجي في نجران، والذي دفع بالعدو لقصف المنطقة؛ خشيةَ أن يتقدم الجيش واللجان الشعبية باتجاه مدينة نجران، وأيضاً كانت السيطرة على مدينة الربوعة وتدمير عشرات الدبابات والمدرعات فيها وتمشيط شوارعها كانت واحدة من نتائج انهيار الخطوط الأمامية للعدو.
تحققت انتصاراتُ الجيش واللجان الشعبية ضد العدو بتقسيم الجبهات إلى عدة محاور ثلاثة، منها انطلق فيها أبطال الجيش واللجان الشعبية من الأراضي اليمنية باتجاه مواقع وقرى ومدن العدو في جيزان ومحورَين تم الانطلاقُ منهما باتجاه مواقع ومدن العدو في نجران وعسير.
ثلاثة محاور انطلق منها الجيش واللجان للسيطرة عشرين قرية وموقع بجيزان
عسكرياً انطلق أبطالُ الجيش واللجان الشعبية باتجاه مواقع وقرى العدو في جيزان من ثلاثة مواقع، الأول محور (المزرق – حرض) والثاني محور (الملاحيط – شدا) والثالث كان محور (البقع)، ومنها جميعاً انطلق أبطال الجيش ليسيطروا على مواقع وقرى في جيزان وهي:
جبهة جيزان
المحور الأول (المزرق- حرض)
المحور الثاني (الملاحيط- شدا)
المحور الثالث (حرض)
مواقع عسكرية تحت السيطرة- جيزان:
– موقع الخشل
– موقع أبو الكثاف
– موقع المعطن
– موقع المروة
– موقع المعنق
– موقع الابادية
– موقع سلعة
– برج الممعود ومواقع الممعود
– موقع جوبح
– موقع المعزاب
– موقع القصبة
– موقع السرداح
– موقع الدقة
– موقع قائم زبيد
– موقع جنوب الكبرى
– موقع القرن
– موقع العين الحارة
– معسكر قزع
– موقع الغاوية
– موقع الدود
– موقع الدخان
– موقع الرميح
– مواقع الرديف وبرج الرديف
– موقع الزيادي
قرى تمت السيطرة عليها- جيزان:
– قرية الممعود
– قرية الزيادي
– قرية الرديف
– قرية العمود
جبهة نجران
محور (البقع)
حدّد الجيشُ واللجان الشعبية محوراً واحداً للانطلاق باتجاه مواقع العدو في نجران وهو محور (البقع) ومنه انطلقت وحدات الجيش واللجان الشعبية لتسيطر على عدة مواقع استراتيجية وهي:
مواقع عسكرية تحت السيطرة- نجران
موقع الشرفة
موقع نهوقة
ثلاثة مواقع تقع على خط واحد مع نهوقة كآخر خط عسكري باتجاه مدينة نجران.
اقتحام مواقع عسكرية وتدمير آليات ودبابات وجرافات-نجران (ارشيف)
جبهة عسير:
انطلق أبطالُ الجيش واللجان الشعبية من محور (باقم) باتجاه مدينة الربوعة والتي جرت السيطرة عليها وتمشيطها واقتحام كافة المواقع العسكرية والمباني الحكومية في المدينة.
مواقع عسكرية تحت السيطرة- عسير.
– جميع المواقع العسكرية داخل مدينة الربوعة.
مدن تحت السيطرة- عسير
– مدينة الربوعة (من كبريات مدن منطقة عسير)
مرافق حكومية تحت السيطرة- عسير
– معظم المرافق الحكومية والأسواق التي تديرُها السلطات السعودية في مدينة الربوعة.
خلال تلك العمليات التي سبقت الإعلان عن المرحلة الأولى التصعيدية من الخيارات الاستراتيجية تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من تحقيق انجازات عظيمة:
– تدمير 75 دبابة ابرامز وآلية برادلي الأمريكيتين ومدرعات همر وجرافات.
– مقتل وإصابة العشرات من جنود وضباط العدو (اعترفت وسائل إعلامية سعودية ونشر ذوو القتلى والجرحى ما مجموعه مقتل 20 ضابطاً وجندياً وإصابة 85).
تعرضت الربوعة لاكثر من 350 غارة وفشل الجيش السعودي في استعادتها
ما بعد الانهيار
بعد انهيار الخط الأمامي الدفاعي للعدو في ديسمبر الماضي أصبح اقتحام المواقع والمدن والقرى السعودية في جيزان خاصة وعسير ونجران أشبه بالنزهة ومعها تمكن الجيش واللجان إلى اليوم من السيطرة على مدينة الربوعة بعسير والخوبة بجيزان وفيها شهدت المعارك تدمير أكبر عدد من الدبابات والآليات والمدرعات وغيرها.
وبحسب إحصائية للإعلام الحربي فإن مجملَ ما تكبّده العدو السعودي من خسائر في العتاد ويشمل الدبابات والمدرعات والآليات وصل عددها إلى 692 آلية، أما الطائرات من طراز اف16 واف15 فوصل عددها إلى 3 طائرات، وفيما يخص الاباتشي فتم اسقاط سبع منها إلى جانب 15 طائرة استطلاع.
أغلب الآليات دمرت في جيزان، حيث وصل عددها إلى أكثر من 449 منها 90 مدرعة و82 دبابة و277 آلية متنوعة.
وفي عسير، تم تدمير 138، منها 25 مدرعة و8 دبابات و105 آليات متنوعة، أما في نجران فقد تم تدمير وإعطاب 105، منها 24 دبابة، وتسع مدرعات، و72 آلية متنوعة.
وكان شهر سبتمبر من العام الماضي الأكثر حضوراً في حصاد العتاد السعودي، حيث تم تدمير وإعطاب ما لا يقل عن مائة وسبعٍ وأربعين آلية ومدرعة ودبابة في هذا الشهر فقط.
أضعافُ هذه الآليات هي أعداد قتلى الجيش السعودي، علاوة على أسرى تم الكشف حتى الآن عن تسعة أشخاص فقط.
إلى جانب ذلك، تم إسقاط قرابة أربع مروحيات من نوع أباتشي، اثنتان في الطوال والخوبة بجيزان، وواحدة في منطقة البقع ورابعة في نجران.
وفي معارك الداخل تم إسقاط ثلاث مروحيات أباتشي، واحدة في صافر بمأرب، والثانية في ميكراس بين البيضاء وأبين، وثالثة في ميدي بمحافظة حجة.
كما تم إسقاط طائرة إف ستة عشر مغربية في منطقة نشور بمديرية الصفراء في صعدة، وأعلن تحالف العُـدْوَان عن سقوط طائرة إف خمسة عشر سعودية في خليج عدن، وسقوط طائرة بحرينية إف ستة عشر في جيزان بخلل فني حسب قوله.
وما لا يقلُّ عن خمسة عشر طائرة بدون طيار حربية وتجسس أسقطت في معارك الحدود والداخل.
وعلى امتداد سواحل البحر الأحمر، تم تدمير وإعطاب ست سفن حربية للعُـدْوَان، خلال شهرين فقط، منذ السادس من أكتوبر وحتى الخامس من ديسمبر، وتم استهداف السفينة السابعة في شهر فبراير، كما تم تدمير وإعطاب ما لا يقل عن ستة زوارق حربية.
أما ما تكبّده العدو السعودي من خسائر في صفوف قواته من الضباط والجنود فقد مارس النظام السعودي تكتيماً إعلامياً كبيراً، ولم تعلن وزارة الدفاع السعودية على مدى العُـدْوَان إلا عن 300 جندي وضابط ولم تكشف عن أية إحصائية للجرحى منهم.
وفيما كان الإعلام الحربي ينقل مشاهد يومية للكمائن التي نصبها الجيش واللجان الشعبية لجيش العدو السعودي بشكل مستمر إلى جانب عمليات القنص واستهداف الآليات بمن فيها من جنود وما نقله الإعلام الحربي من مشاهد اقتحامات لمواقع عسكرية وتظهر جثث القتلى السعوديين فإنها بالإجمالي تطابقت بشكل كبير مع ما كشفت عنه صحيفة الاندبندنت البريطانية التي قالت إن قتلى الجيش السعودي يعد أكبر من المعلَن منه بـ10 أضعاف وكذلك كشف المغرد السعودي الشهير مجتهد.
كما اعترف قائدُ القوات السعودية بنجران في حوار لصحيفة الواشنطن بوست أن الجيش واللجان الشعبية تمكّنوا من قتل واصابة واسر مئات الجنود السعوديين.
من جانب آخر كشفت وسائل إعلامية أن الجانب السعودي طالب من الجانب اليمني في التفاهمات الأخيرة بالكشف عن مصير 428 جندياً سعودياً مفقودين وهي إشارة لعدد أسرى الجيش السعودي.
وطبقاً للمعلومات الغربية وما توفر من الإعلام الحربي فإن 3500 جندي وضابط سعودي قُتلوا في جيزان ونجران وعسيرة، وأصيب في ذات الجبهات 6500 جندي وضابط سعودي، فيما عرض الاعلام الحربي 9 أسرى بغرض تمكينهم من توجيه رسائل باسم الأسرى لطمأنة أهاليهم وذويهم، وكان النظام السعودي ينكر وقوعَ جنوده بالأسر حتى بعد عرض مشاهد مصوّرة لبعضهم، غير أنه عاد ليعلن أنه تم تبادُلٌ للأسرى مؤخراً بموجبها تم إطلاق ضابط سعودي، وهو ما يؤكد أن النظام السعودي لم يكن صادقاً في أيٍّ من الأخبار التي تحدث فيها عن حجم خسائره وقتلاه.
تلك الاحصائيات تتعلق بالاستهداف المباشر لعتاد جيش العدو، وقد شملت الطائرات التي جرى إسقاطها، أما الطائراتُ وغيرها من العتاد الذي جرى تدميره بواسطة الصواريخ الباليستية فسيأتي ذكرها في إحصائية عمليات القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية.
الصواريخ الباليستية.. الهزيمة العسكرية والإعلامية
مثّلت الصواريخُ الباليستية، التي أطلقها الجيش واللجان الشعبية من طرازَي سكود وتوشكا الروسيين وقاهر1 الذي يعد نسخة معدلة ومطورة يمنياً عن صاروخ سام1، علامةً بارزة في سير المعارك وحققت ضربات استراتيجية في جبهات الحدود وجبهات الداخل واستطاعت الحاق هزيمة عسكرية وأخرى إعلامية لقوى العُـدْوَان.
في الأيام الأولى للعُـدْوَان أعلن ناطق العُـدْوَان أحمد عسيري مراراً أن طائراتهم تمكنت من تدمير 95% من الأسلحة الاستراتيجية اليمنية بما فيها الصواريخ الباليستية وبعد 21 يوماً من العُـدْوَان أعلنت وزارة الدفاع السعودية بتأريخ 21 إبريل 2015 انتهاء عمليات “عاصفة الحزم” وتدشين مرحلة “إعادة الأمل” التي بدا أنها مرحلة غير عسكرية، وفي ذلك البيان أكدت الدفاع السعودية أنها قضت على كُلّ الأسلحة والصواريخ الاستراتيجية التي وصفت بأنها كانت تمثل خطراً على السعودية ودول الخليج.
وتلقى العُـدْوَان الهزيمة العسكرية والإعلامية بأول صاروخ باليستي أطلقه الجيش واللجان الشعبية بتأريخ 6 يونيو2015 وكان من طراز “سكود” مستهدفاً قاعدة خالد بن عبدالعزيز الجوية، وبذلك تلقى العدو هزيمة إعلامية بعد ادعائه تدميرَ الصواريخ اليمنية، وتوالت تلك الهزائم مع كُلّ صاروخ باليستي يطلقه الجيش واللجان بمختلف أنواعها والتي وصل عددُها جميعا إلى 34 صاروخاً.
وكان أولُ صاروخ من طراز “توشكا” الباليستي يطلقه الجيش واللجان بتأريخ 20 أغسطس2015 على قوة الواجب البحرية وهي أكبر قاعدة عسكرية في جيزان لتكشف القوة الصاروخية بعد ذلك عن تطوير وتعديل صواريخ سام ارض-ارض إلى صواريخ باليستية أطلق عليها قاهر1 وكان أول صاروخ جرى إطلاقه من هذا النوع في 13 ديسمبر2015 على قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط بعسير.
وبلغ إجمال الصواريخ التي أطلقت 34 صاروخا منها 4 من طراز سكود و8 من طراز توشكا و21 من طراز قاهر1 فيما أعلنت القوة الصاروخية عن إطلاق صاروخ باليستي لم تعلن عن طرازه والذي استهدف بتأريخ 2مارس2016 معسكر تداوين بمأرب.
واستهدفت القوة الصاروخية الأراضي السعودي بـ صاروخ باليستي على نجران وعسير وجيزان وهي 4 من طراز سكود، وهي إجمالي ما أطلقه الجيش واللجان الشعبية من صواريخ من هذا الطراز، كما استهدف الأراضي السعودي بـصاروخ واحد من طراز توشكا وَ15 صاروخاً من طراز قاهر1.
كما استهدف الجيشُ واللجان الشعبية معسكرات ومراكز قيادة قوات الاحتلال ومرتزقتهم في مأرب والجوف وباب المندب وقاعدة العند بـ 7 صواريخ من طراز توشكا و6 صواريخ من طراز قاهر1 وأخيراً صاروخ باليستي لم يتم الكشف عن نوعه واستهدف معسكر المرتزقة بمأرب.
توشكا صافر.. الضربة القاصمة
حقّقت الصواريخُ الباليستية التي أطلقها الجيش واللجان الشعبية نتائجَ عسكريةً باهرةً إلا ان صاروخَ توشكا الذي ضرب تجمع قوات الغزو والمرتزقة بمنطقة صافر بمأرب بتأريخ 4 سبتمبر 2015 كان بمثابة الضربة القاصمة التي لم يتوقعها الغزاة والمرتزقة وخلّفت كارثة على مستوى القتلى والجرحى والدمار الذي لحق بالعتاد العسكري، وقد وُصف هذا الصاروخ بأنه الصاروخ الذي حقق أكبر نتائج عسكرية في تأريخ الصواريخ الباليستية على الإطلاق.
ومثّلت الضربة، التي وجهها الجيش واللجان الشعبية لقوات الغزو بمنطقة صافر بمأرب بإطلاق صاروخ “توشكا” على معسكر لهم ولمرتزقتهم، أعادت للصواريخ الباليستية السوفيتية أهميتها ولمكانها في قمة أنجح الأسلحة الصاروخية على الإطلاق.
وفي حينه وعند إطلاق صاروخ توشكا الباليستي العملية النوعية للجيش واللجان بمأرب أصبح “توشكا اليمني” أكثر صاروخ باليستي يحقق أكبرَ هدف عسكري منذ ظهور هذا النوع الصواريخ وحطم الرقم القياسي الذي كان يحمله صاروخ سكود العراقي الباليستي والذي أطلق في عام 1991 والذي استهدف أفراد المجموعة اللوجستية 425 من الجيش الأميركي كانوا قد وصلوا للتوّ إلى مكان إقامتهم في الظهران، للمشاركة في الحرب ضدّ العراق ولقي 28 منهم مصرعهم وجرح 88.
وخلّف ذلك الصاروخ 300 قتيل وجريح من القوات الغازية والمرتزقة، حيث أعلنت الإمارات في حينه عن مقتل 56 عسكرياً، ولم تفصح عن عدد الجرحى، وأعلنت السعودية عن مقتل 10 جنود والبحرين كشفت عن 5 قتلى من جنودها، ولم تفصح جميع تلك الدول عن عدد جرحاها.
- دماءُ المتآمرين تختلط في باب المندب
إذا كان صاروخ توشكا الذي ضرب الغزاة والمرتزقة في صافر بمأرب قد حقق انتصاراً مبكراً وألحق هزيمةً مبكرة بالغزاة ومرتزقتهم فَإن صاروخ توشكا الذي ضرب مركز قيادة مرتزقة الغزاة ومرتزقتهم وأطاح بقادة قوات الغزاة وكشف حقيقة المؤامرة حين لقي إسرائيليون وسعوديون وإمَارَاتيون وعناصر من القاعدة وداعش مصارعهم، وأثبتت العملية واحديةَ المشروع الأمريكي التكفيري في اليمن والمنطقة.
وأطلقت القوّة الصاروخية صاروخاً باليستياً من طراز توشكا بتأريخ 14 ديسمبر2015 مستهدفاً مركَزَ قيادة عمليات تحالف العُدوان في باب المندب، وتمثلت الخسائر التي خلفها الصاروخ بالتالي:
– مصرع 152 غالبيتهم من الغُزاة بحسب مصادرَ خاصة.
– بين القتلى 23سعودياً على رأسهم قائد القوات السعودية العقيد الركن عبدالله السهيان.
– بين القتلى 9 إمَارَاتيين على رأسهم قائد معسكر باب المندب العقيد الركن سلطان بن هويدان الكُتبي.
– 12 ضابطاً مغربياً.
– من بين القتلى 42 من عناصر مرتزقة شركة بلاك ووتر على رأسهم قائد الكتيبة الكولومبي “كارلوس نيكولاس”، وجورج إدغر ماهوني المتورط في ارتكاب جرائم في العراق إلى جانب اثنين مرتزقة من الشركة ذاتها يحملون جنسية إسرائيل.
– عدد من المرتزقة بينهم العميد محمد الصبيحي وعناصر من قيادة القاعدة.
– تدمير 3 طائرات أباتشي وأكثر من 40 آلية عسكرية و7 مدرعات، و5 مصفحات تتبع مرتزقة بلاك ووتر، وتدمير منظومتي باتريوت بحسب المصادر.
نوع الصاروخ | التأريخ والهدف | الخسائر البشرية | الخسائر المادية |
توشكا | 04- 09- 2015
تجمع تحالف العدوان في صافر- مأرب |
300 على الأقل بين قتيل وجريح من الغزاة والمرتزقة بحسب مصادر خاصة
– الإمَارَات أعلنت مقتل 56 عسكري – السعودية أعلنت مقتل 10 عسكريين – البحرين أفصحت عن مقتل 5 عسكريين |
|
توشكا | 14- 12- 2015
مركز قيادة تحالف العدوان باب المندب |
152 قتيل من مختلف الجنسيات.
23 سعودي بينهم قائد القوات السعودية العقيد عبدالله السهيان. 9 إمَارَاتيين بينهم قائد القوات الإمَارَاتية العقيد سلطان الكتبي. 12 قتيلاً من الجنسية المغربية. 42 من مرتزقة بلاك ووتر بينهم قائد كتيبة الكولومبي ” كارلوس نيكولاس”. |
– تدمير 3 طائرات أباتشي وأكثر من 40 آلية عسكرية و7 مدرعات، و5 مصفحات تتبع مرتزقة بلاك ووتر، وتدمير منظومتي باتريوت بحسب المصادر.
|
توشكا | 17- 01- 2016
مركَز قيادة تحالف العدوان بمعسكري البيرق بمأرب |
خسائر فادحة إثر الضربة ولا معلومات تفصيلية
|
خسائر فادحة إثر الضربة ولا معلومات تفصيلية
|
توشكا | 30- 01- 2016
قاعدة العند الجوية- لحج |
مقتل عشرات الغزاة والمرتزقة
ومقتل قائد بلاك ووتر الجديد في اليمن الكولونيل الأمريكي نيكولاس بطرس |
تدمير عتاد عسكري ضخم شمل طائرات أباتشي وأخرى من نوع تايفون وتجهيزات عسكرية أخرى
|
توشكا | 04- 02- 2016
معسكر الغزاة والمرتزقة في منطقة ماس بمحافظة مارب |
مقتل أكثر من 100 من الغزاة والمرتزقة بينهم 10 ضباط إمَارَاتيين وسعوديان و5 من قيادات المرتزقة وعشرات الجرحى
|
تدمير عدد من المدرعات وشاحنات محملة بالذخائر ومدافع متحركة
|
توشكا | 03- 03- 2016
معسكر الغزاة والمرتزقة في ماس بمحافظة مأرب |
مصرع عدد كبير من المرتزقة “غير محدد”
|
|
قاهر1 | 20- 12- 2015
قاعدة الغزاة في صافر بمأرب |
انفجارات ضخمة في القاعدة التي تحوي طائرات مروحية وعتاد عسكري، وقد فرضت قوات العدوان حظراً للانتشار في محيط القاعدة | |
قاهر1 | 24- 02- 2016
تجمعات المرتزق- بير المرازيق- الجوف |
مقتل 50 من المرتزقة على الأقل وعدد كبير من الجرحى
|
|
قاهر1 | 09- 02- 2016
استهداف مطار جيزان الإقليمي |
عشرات القتلى والجرحى في صفوف العسكريين السعوديين وهو ما اضطر محمد بن سلمان بعد ساعات لزيارة مستشفى جيزان |
جدول يوضح أبرز الضربات الباليستية التي استهدفت مراكز قيادة قوات الاحتلال ومرتزقتهم.
- الصواريخ المحلية.. مفاجأة التصنيع العسكري اليمني
كشَفَ قسمُ التصنيع العسكري للجيش واللجان الشعبية عن مفاجأة عسكرية وقدرات مدهشة في مجال تصنيع الصواريخ وخلال مراحل العدوان تم الكشف عن خمس منظومات صاروخية محلية الصنع أحدها تناولته صحيفة إسرائيلية وقالت إنها إذا وقعت بيد المقاومة الفلسطينية أَوْ اللبنانية فستشكل تهديداً كبيراً على إسرائيل وهي صواريخ الزلزال 2.
- الزلزال2 قوة تدميرية كبيرة ودقة في الإصابة
أعلن قسمُ التصنيع العسكري التابع للجيش واللجان الشعبية دخول الزلزال 2 خط المواجهة وتم اطلاقه على موقع عسكري سعودي الاثنين الماضي، حيث يؤكد مصدر عسكري لصدى المسيرة أنه جرى اختبارُ الصاروخ الذي أثبت قدرته على منافسة الصواريخ الأخرى بنفس المدى ويستطيع إحداث دمارٍ كبيرٍ في الأهداف التي يتم توجيهه إليها.
بحسب المعلومات المتوفرة عن الجيل الثاني من منظومة صواريخ الزلزال يصل وزن الصاروخ الواحد إلى (350 كيلوغراماً) ويصل طول الرأس الحربي له إلى (90 سنتيمتراً)، أما وزن الرأس فهو (140 كيلوغراماً) وقد تم تجربتُه في المعركة لأول مرة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، وكان موقع القرن العسكري السعودي بجيزان هو الهدف الأول لهذا النوع من الصواريخ.
وبحسب المصدر العسكري استطاعت صواريخُ زلزال2 أن تدمر آليات ومدرعات تابعة للعدو في موقع القرن السعودي بجيزان مُشيراً إلى قدرته على تدمير البنية التحتية للأهداف العسكرية مما يصعب مهمة العدو في إعادة تأهيله في الوقت الذي تستمر فيه المواجهات.
- صواريخ الصرخة.. التحكم بالزمن
في أغسطس الماضي أعلن قسم التصنيع العسكري التابع للجيش واللجان الشعبية عن دخول منظومة صواريخ الصرخة في خط المواجهة وباشرت القوة الصاروخية دك مواقع العدو باستخدامه وأثبت أَيْـضاً دقة عالية ونجاعة مواصفاته المتطورة.
يتميز صاروخ الصراخة بمداه الذي يصل إلى 17 كيلومتراً ويزن رأسه الحربي 15 كيلوغراماً وطوله مترين وأربعة سنتيمترات فيما يبلغ طول محركه 70 سنتيمتراً.
ويحمل الصاروخ الواحد من هذا النوع صاعقين في مقدمته وصاعق خلفي مخفي، كما يتميز بأنه قابل للتفجير بضبط توقيت ذلك بحسب الحاجة.
هذا النوع من الصواريخ استطاع المنافسة فمنذ الإعلان عن تصنيعه وإدخاله خط المواجهة مع العدو في جيزان ونجران وعسير حاز على الثقة ويتم استخدامه بشكل مستمر في كافة الجبهات إلى جانب صواريخ غراد بشقيه العادي والمطور.
- الزلزال 1.. الصواريخ بتكنولوجيا إلكترونية متعددة وصفقات سعودية- أمريكية جديدة
أعلن الجيشُ واللجان الشعبية عن إدخال منظومة صواريخ الزلزال1 في خط المواجهة في 31 مايو الماضي والضي يصل مداه إلى 3 كيلومترات ويتميز بوزنه الكبير الذي يمكنه من إحداث دمارٍ أكبر من الذي تحدثه الصواريخ ذات المدى الطويل.
ويختلفُ هذا النوعُ من الصواريخ عن الصناعات الصاروخية التقليدية، حيث تتميز المنظومة بتكنولوجيا الأنظمة الالكترونية المتعددة في التوجيه وتحديد الأهداف والتحرك في مسارات واتجاهات متعددة في آن واحد وقدراتها السريعة في الوصول إلى الأهداف وتدميرها بقوة هائلة.
وتمتلكُ هذه المنظومة الصاروخية قوة تدميرية هائلة على مستوى الأهداف قريبة المدى، ولديها حساسية عالية وتمتاز بسرعة الانفجار بمجرد ملامستها الهدف، وتطلق المنظومة من منصة إفرادية ثلاثية الفوهات، وتتحكم فيه قاعدة إطلاق تعمل إلكترونياً، كما تتميز هذه المنظومة بقدرتها على إصابة الأهدافِ بدقة عالية على مدى طويل نسبياً، حيث تحمل رأساً متفجراً زنته أكبر من منظومات الصواريخ السابقة التي تم تصنيعُها محلياً.
وتستمرُّ الصورةُ المتباينة في المواجهة بطرفيها المتمثلة بالجيش واللجان الشعبية من جانب والعدو السعودي ومن يقف وراءه من جانب آخر حيث جاء الإعلان عن صواريخ الزلزال1 بعد عشرة أَيَّـام من صفقة أسلحة أمريكية –سعودية.
ففي العشرين من مايو الماضي أعلن البنتاغون أن البيت الأبيض وافق على بيع 10 مروحيات متعددة المهام من طراز (إم اتش- 60 أر ) للسعودية حيث قالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان لها بذلك الحين إن البيت الأبيض أبلغ الكونغرس بموافقته على إبرام هذه الصفقة التي تبلغ قيمتها 1.9 مليار دولار.
- منظومة النجم الثاقب1 و2 سفيرُ الصناعة المحلية بمداه الطويل
مثّلت منظومة الصواريخ (النجم الثاقب 1و2) باكورة إعلان قسم التصنيع العسكري عن الصناعات المحلية للصواريخ وتم الإعلان عنهما دفعة واحدة وكذلك دخلا في خط المواجهة.
وقد تم الإعلانُ عن منظومة النجم الثاقب كأول منظومة محلية الصنع ويتميز النجم الثاقب1 بمداه الذي يصل إلى 45 كيلومتراً وطوله الذي يصل إلى 3 أمتار برأس متفجر يزن 50 كيلوغراماً.
أما النجم الثاقب2 وهو نسخة أكثر تطوراً من الأول بقدراته ومواصفاته التي تم مضاعفتها ليصل طوله إلى 5 أمتار ومدى يصل إلى 75 كيلومتراً بزيادة 30 كيلومتراً عن سابقه فيما يزن رأسه المتفجر 75 كيلوغراماً.
وعلى غرار صواريخ الزلزال2 كانت مواقع العدو في جيزان هي الوجهة الأوْلَـى لمنظومة صواريخ النجم الثاقب حيث دكت مواقع العدو وأثبتت جدارتها منذ إدخالها في خط المواجهة ولنجاحها الكبير تم إدخالها في خط المواجهة مع قوات الغزو ومرتزقته في مأرب.
أخيراً يثبت اليمنيون يوماً بعد يوم عن الصورة الأسطورية والوطنية في مواجهتهم لعدو تحالف مع طغاة الأرض ووزع مئات المليارات عليهم وذلك بالنظر لما أعلن عنه قسم الصناعات العسكرية للجيش واللجان الشعبية من منظومات متنوعة للصواريخ وبالنظر لآخر الصفقات مع الإدارة الأمريكية في السادس عشر من شهر نوفمبر الجاري، تمثلت بشراء اربعين ألف قنبلة ذكية بقيمة مليار ومائتين وتسعين مليون دولار، ليكون مجموع ما تم شراؤه من واشنطن خلال الشهرين الماضيين وحتى الآن قرابة 21 ملياراً وخمسمائة مليون دولار.
- العالم يعترف بهزيمة العدوان
تلقت السعودية وتحالف العدوان دعماً إعْـلَامياً منقطع النظير في عدوانها على اليمن ومع مرور شهوره انقلب الوضعُ وبات العدو السعودي يواجه ضغوطات من ناحيتين، الأوْلَـى تتعلق بارتكابه لجرائم حرب والثانية بفشل عدوانه وتعرضه لهزيمة نكراء.
وقد أصبح تحالف العدوان مجرماً من المنظور الأممي ومنظور مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهو ما يمثل إدانة على نطاق دولي.
ففي مطلع يناير من العام 2016 أصدر
الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) بياناً أكد فيه أن لدى المنظمة الأممية تقاريرَ تؤكد أن تحالف العدوان شن “غارات مكثفة على مناطق سكنية، وعلى بنايات مدنيين، بينها الغرفة التجارية، وقاعة حفلات، ومركز للمكفوفين”، وأشار البيان الأممي لتقارير مماثلة تثبت استخدام العدوان للقنابل العنقودية المحرّمة دولياً، مستهدفاً المدنيين بشكل عشوائي، معتبراً أن ذلك يعد من جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي.
وبذلك تعد دول العدوان مدانة بجرم استهداف المدنيين والتقارير تثبت أَن المجتمع الدولي عليه أن يوقع على تلك الدول العقاب المناسب بحسب القانون الدولي ولكن ذلك لا يحدث طالما وأمريكا –كطرف في العدوان- ما تزال تستخدمُ هيمنتها في تعطيل القانون الدولي إلى جانب المال السعودي.
أثبتت المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش وأطباء بلا حدود من خلال تقارير متعدد استخدمت الأدلة الميدانية أن العدوان على اليمن يستهدف المدنيين بشكل عشوائي.
وليست الحاجة هنا ملحة لرصد كُــلّ ما صدر عن تلك المنظمات ولكن يجدر الإشارة لبعض تلك التقارير التي أكدت أَن العدوان يستهدف المدنيين بشكل عشوائي وهو ما يؤكد صحة القول الذي يقول إن تحالف العدوان يتخذ من المدنيين هدفاً له.
في سبتمبر من العام 2015 أي بعد مرور نحو ستة أشهر على العدوان أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً أعده فريق ميداني تابع لها وقالت فيه أن الهجمات التي شنتها طائرات العدو السعودي تسَبّـبت بمقتل عشرات المدنيين بينهم أطفال في جرائم رأت المنظمة أنها ترقى إلى مستوى جرائم حرب.
وتقول المنظمة بأنها أنجزت تحقيقاً ميدانياً في تفاصيل ثماني ضربات جوية نفذتها طائرات العدوان السعودي وحلفائه وأدّت إلى استشهاد 141 مدنياً على الأقل وجرح أكثر من 101 آخرين معظمهم من النساء والأطفال.
وأكدت المنظمة أن “الأدلة التي تم جمعُها تدل على وجود نمط من الضربات التي تستهدف مناطق مكتظة بالسكان، بما في ذلك منازل المدنيين والمدارس والأَسْوَاق والمساجد. ولم يثبت في معظم هذه الحالات وجود هدف عسكري بالقرب من مكان وقوع الضربة.
ومؤخراً قال مفوّضُ المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة لحقوق الإنسان التابع للعدوان إن تحالف العدوان تسَبّـب بمقتل عدد من المدنيين “أكثر بمرتين”، مما تسَبّـبت به القوات الأخرى المشاركة في النزاع “مجتمعة”.
وصرّح المفوض الأعلى زيد رعد الحسين “قصفوا أَسْوَاقاً، ومستشفيات، وعيادات، ومدارس، ومصانع، وقاعات استقبال لحفلات الزفاف، ومئات المساكن الخاصة في قرى ومدن بما فيها العاصمة صنعاء ورغم التحذيرات الدولية إلّا أنها تتواصل في وتيرة متصاعدة وغير مقبولة”.
أما من الناحية العسكرية تقر تقاريرُ الأمم المتحدة أن العدوانَ أفرز سيطرة للقاعدة وداعش على محافظات الجنوب وفشلت “حكومة الفار هادي” في بسط نفوذها، كما فشل تحالف العدوان في تحقيق ذلك من أجلها.
من جانبها وقبل أَيَّـام نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية مقالاً لخبير بريطاني يقول فيه: “هناك أمر محزن يحدث لـ(هادي) الذي يواجه خيارات مؤسفة بعد جريان مياه التفاوض السعودي وفقا لشروط الحوثيين”.
وفعلاً بعد عام من العدوان لم يحصد التحالف السعودي ومرتزقته إلا الهزيمة والخضوع لإرادة اليمنيين الذين وكما قال قائد الثورة لديهم الاستعداد أَن يواجهوا العدوان جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة.
*نقلاً عن صدى المسيرة