كريسماس ابن سلمان
مقالات|| الصمود|| حمدي دوبلة
لم يكتفِ محمد بن سلمان بنصب شجرة “الكريسماس” في قلب العاصمة الرياض وعرض أشجار ” التنوب” الاصطناعية وقُبّعات بابا نويل وأطواق رأس حيوان غزال الرنّة، وغيرها من مظاهر احتفالات رأس السنة، ولكنه وفي إطار مساعيه المحمومة للتودد لأسياده في واشنطن ولندن وحتى في تل أبيب، أطلق العنان لأحقاده وضغائنه، فأرسل طائراته الحربية لتقتل المزيد من أطفال ونساء اليمن في مختلف الأحياء السكنية بالعاصمة صنعاء وفي المحويت وصعدة ومارب والحديدة وغيرها من المحافظات.
لعله أراد بسفك دماء هؤلاء الأبرياء وتدمير المستشفيات والمدارس والمنشآت الرياضية والخدمية تقديم هدايا “الميلاد” لأسياده بطريقة خاصة يعلم جيدا بأنها محببة لهم.
مشاهد مؤلمة ومؤثرة التقطتها عدسات الصحفيين وبثتها شاشات التلفزة الوطنية والدولية لضحايا جرائم العدوان السعودي الأمريكي من النساء والأطفال بعد أن استهدفت طائرات ابن سلمان بعد منتصف ليلة السبت الماضي منازل مواطنين في ضواحي مدينة المحويت، ذهب ضحية الاستهداف الهمجي لمنازل آل الحوري عشرة أنفس من النساء والأطفال، وكذلك كان حال أحياء الزبيري والسبعين وفي مديريات معين وبني الحارث بالعاصمة، عندما تعرضت تلك المناطق الآهلة بالسكان لسلسلة من الغارات الهستيرية التي كان هدفها الأول الناس الآمنون في منازلهم بعد أنصاف الليالي، في صور تثبت مجددا انحطاط ووحشية هذا العدو الذي يحرص -إثر كل جريمة مشهودة -على تأكيد أن جرائمه تتوافق مع مبادئ القانون الإنساني الدولي وقواعده العرفية.
أي مبادئ وأعراف هذه التي تبيح قتل المدنيين وتخريب المنازل والجسور والأنفاق والمستشفيات والمدارس ومرافق الصحة والاتصالات والمياه وحتى الملاعب الرياضية؟!
أي مواثيق وأخلاق إنسانية هذه التي يتشدق بها ابن سلمان وأبواقه ليل نهار وهو يستبيح المحرمات ويسفك الدماء وينشر الفساد والخراب في الأرض؟!
أصبح ابن سلمان ومن خلفه أمريكا وأركان تحالفه الإجرامي يتمادون ويتفنّنون في اقتراف الجرائم والانتهاكات بحق الشعب اليمني الأعزل والمحاصر مستغلين ضعف وهشاشة المنظمات الدولية وعجز وتواطؤ المجتمع الدولي وارتهانه للمال وللمصالح المادية..
ليت أن المجتمع الدولي اكتفى بالصمت إزاء جرائم العدوان السعودي الأمريكي بحق اليمنيين طوال السبع السنوات الماضية، لكنه يسارع على الدوام ومع كل تصعيد جديد للقتلة إلى إدانة الضحية وتبرئة القاتل، ولا يعتريه حياء أو خجل وهو يستنكر استهداف اليمن للأعيان المدنية في مملكة العدوان في مفارقة غريبة ستظل لعنات تُكال على أصحابها وتلاحقهم إلى يوم يبعثون.
كل ما يقوله المتزلفون وأصحاب المصالح والمستفيدون من المال السعودي أو المتطلعون للحصول على نصيب فيه لن يضير الشعب اليمني ولن يفيد ابن سلمان شيئا وستُساق البقرة بعد أن يجف ضرعها إلى المشانق عاجلا أو آجلا، لكن وإلى ذلك اليوم ستبقى جرائمه وانتهاكاته شاهدا حيا على انحطاطه وإفلاسه وسقوطه الأخلاقي والإنساني ودليلا إضافيا على مستوى الانهزام النفسي والمعنوي والانهيار القيمي الذي وصل إليه تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن.