شركة يمن موبايل والشيلات السعودية
مقالات|| الصمود|| عبد الحميد الغرباني
على حساب الموروث الشعبي اليمني الأصيل وعلى حساب التعبئة الجهادية .. يمن موبايل المؤسسة الوطنية الخالصة منشغلة بالترويج للشيلات السعودية .. حبكت الأمور على يمن موبايل فلم تجد شيئا جديدا تقدمه لجمهورها سوى الترويج للشيلات السعودية،
ليس الأمر عاديا ولا عفويا لا شك قطعا أن الأمر مقصود ومرتب له فكل شيء في الإعلان مقصود وجرى الترتيب له بعناية .. منذ بدايته فبدلا مما هو حاصل وسائد عند المجتمع يظهر كما لو أن أفراده مع أول صعود للسيارة يستمعون لأغاني أجنبية وموسيقى صاخبة فيما الواقع يكون أي مواطن مع أول صعوده للسيارة بين أن يستمع لاذاعة وطنية أو لزوامل الليث و القحوم روافع التعبئة الشعبية العامة وبالتالي فالصعود المقصود للسيارة ثم الاستماع رتب لضرب شيء يحصل على الأرض يمنيا ويسهم بشكل كبير في التعبئة العامة،
هذا الاعلان المشبوه والممول يستهدف الذهنية العامة لصرفها إلى أمور تافهة خارج نطاق الهم الوطني العام ويستمر الإعلان في رسائله السالبة من خلال الاستمرار في خلق جو من الراحة واظهار الانطباع الجيد مع الاستماع إلى شيلات سعودية تؤدي نفس الغرض و هو صرف الناس عن سماع والاستماع لروافع التعبئة الجهادية والروحية بعد أن باتت لصيقة جدا جدا بيوميات الشعب اليمني وبالتالي مستهدفة لدورها وما تؤديه على الصعيد العام على مدار الساعة، ثم يمن موبايل مؤسسة وطنية خالصة (حكومية/مساهمة) ولا يحق لها باي حال من الأحوال أن تشكل منصة ترويج لما يستهدف الشعب اليمني في حماسه الشعبي والمعنوي وهو يقود معركة التحرر الوطني ويبذل أغلى الدماء الزكية في كل يوم وليلة ..
ما الذي تريد قوله لنا يمن موبايل ارقصوا وغنوا على دماء الشهداء و تفسخوا في محضرهم فليس ثمة ما يستحق الإجلال ؟ هل انخرطت يمن موبايل بشكل مُفاجئ في مهرجانات الترفيه السعودية وتولت نقلها إلى اليمن وإن بشكل متدرج مثلا ؟ ثم أيضا هذا الإعلان جاء في فترة تصعيد غير مسبوقة بعد شهر من الغارات الأمريكية السعودية على اليمن وسيلان الدماء بينما يمن موبايل تعيد تقديم السعودية بالترويج لها بعد سيلان دماء اسرة كاملة في مبنى الاتصالات اليمنية،
نحن أمام جريمة مكتملة الأركان ولا يمكن باي حال عد الأمر عفويا وحتى وإن كانت يمن موبايل مُستغفلة وفاقدة للإحساس الوطني فقد شاركت بشكل مباشر في تغطية الجريمة السعودية المرتكبة من جهة وارتكبت جريمة بحق الذوق العام اليمني والموروث الشعبي وهي مدعوة لتصحيح ما قامت به على وجه السرعة قبيل أن تدهمها ردة الفعل الشعبية تجاه ما نفذته، ثم أين وزارة الثقافة من متابعة المحتوى المروج له من قبل يمن موبايل
ننتظر أن تقوم الوزارة أيضا بدوره وايقاظ المختصين بهذا الشأن وضبط الإيقاع وفقا لأولويات المرحلة والهموم الشعبية وأيضا
بما يجسد الحفاظ على الموروث الشعبي في هذا المضمار ..