المقاومة الفلسطينية تربك الاحتلال بتدشين 2022 بصاروخين
الصمود | مع افتتاحية أول ساعات الأول من يناير للعام الجديد 2022م، ضجت بالحيرة وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبانت عبر مواقعه الإعلامية وآراء خبرائه العسكريين مع ورود أنباء انفجارين ضخمين قرب سواحل يافا المحتلة، تبين أن سببهما في وقت لاحق إطلاق صاروخين من قطاع غزة.
الصاروخان اللذان لم يعلن عن مطلقهما حتى إعداد هذا التقرير، لم يرد الاحتلال عليهما، لا سيما أنهما سقطا بالقرب من مجمع سكني كبير في شواطئ “يافا – تل أبيب”.
ورأى خبراء ومحللون فلسطينيون أن إطلاق الصاروخين، عبارة عن رسالة تحذير تحملها المقاومة للاحتلال الإسرائيلي مع أولى ساعات العام الجديد، سعياً منها لاستمرار حالة ردع الاحتلال، والعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة، والتحذير من المساس بحياة الأسرى في سجون الاحتلال.
وصباح امس، قال الناطق باسم جيش الاحتلال: إن “صاروخين أطلقا من غزة، صباح السبت، وسقطا في بحر منطقة غوش دان”، في قلب مدينة “تل أبيب”، مضيفاً أنه لم يتم تفعيل أي إنذار أو اعتراض للصواريخ، وأنه “يفحص الحادثة”.
وقال مصدر في المقاومة الفلسطينية، في تصريحات صحفية: إن الظروف الجوية تسببت في إطلاق الصواريخ تجاه “تل أبيب”، ولم تكن في إطار الصواريخ التجريبية.
وبين: أن “المقاومة الفلسطينية تتابع أسباب انطلاق الصواريخ”.
الخبير في الشؤون العسكرية يوسف الشرقاوي، أكد أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أربكت الاحتلال وقراراته مع اقتتاحية عام 2022م.
وقال الشرقاوي في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: إطلاق الصواريخ من غزة بعيداً عن تفاصيل الإطلاق، يعد رسالة تحذير للاحتلال الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن المقاومة غير معنية بتصعيد مع الاحتلال لكنها مستعدة له.
وأكد الشرقاوي أن المقاومة مستعدة لكل السيناريوهات المتوقعة إثر هذا الحدث، مشيراً إلى أنها تسعى لإرسال رسائل تحذير واضحة للاحتلال تتعلق بالأسرى وحصار قطاع غزة.
وقال: “إطلاق الصواريخ يعد إرباكاً للاحتلال وقادته، الذين لم يتخذوا قراراً عاجلاً حول آلية الرد على إطلاق الصواريخ”.
وذكر أن الاحتلال بفعل تلك الصواريخ، لا يستطيع اتخاذ قرارات عاجلة في الرد على ما يتعرض له من هجمات.
وأضاف الشرقاوي: “المقاومة في غزة لها نجاحات كيبرة، وهي موضع فخر كل الفلسطينيين”.
وفي ملاحظات من وحي الافتتاحية الصاروخية لعام 2022م، دونها الكاتب حيد المصدر، أوضح فيها أن كم الدخان الأسود المنبعث نتيجة الانفجار (رغم مسافة التصوير البعيدة نسبياً) ملفت للنظر، والتي ظهرت في مقطع فيديو رصده إسرائيليون تواجدوا على الشواطئ المحتلة.
وذكر المصدر أن ذلك ينبئ بأن القوة التدميرية عالية، أو مختلفة عن السابق المستخدم خلال معركة سيف القدس، ولعلها رسالة بحد ذاتها، أو حتى مصادفة؛ فقط صاحب الشأن يعلم، وفق حديثه.
وأضاف: “الحدث وقع بعد أيام قليلة من حادثة قنص شرق غزة؛ وكأن سلسلة أفعال متوالية من تحسس قدرات ومناورات الآخر السياسية والميدانية قد بدأت”.
وتابع: “الأحداث بطبيعتها استباقية، لكنها أيضا تشمل التحذير والتحريك ولفت الانتباه…ما يدفعنا للتمهل قبل تغليفها بطابع ونوايا عسكرية بحتة”.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا: من الواضح أن حماس وجهت رسائل جديدة للاحتلال في سياق إرساء قواعد جديدة، ووضع حدٍّ لتملص الاحتلال من التزاماته برفع الحصار، ووضع حدٍّ لاعتداءاته في الضفة”.
وأضاف القر: “كل لقاءات عباس جينتس لا تجدي نفعًا، ولن تجلب الأمن للاحتلال طالما غزة لم تحصل على ما تريد، وما تريده ليس لغزة فقط، بل للقضية الفلسطينية”.
أما الخبير في الشؤون الأمنية، محمد حسونة فقد علّق بالقول: “مشهدان متناقضان يعبران عن مفهومي الردع والنصر، أحدهما في غزة، إذ يفتتح العام بتجارب صاروخية بعيدة المدى خارج نطاق غزة، وسط فرحة شعبية عالية”.
وأضاف حسونة: “المشهد الآخر في تل أبيب، إذ خسران قاعدة اشتباك جديدة، وسط حالة من الغضب والسخط الشعبي، فضلًا عن الارتباك الأمني والسياسي”.
وتابع: “لا يمكن قراءة الحدث بمعزل عن حالة الوعي السائدة بشأن قرب زوال الكيان، إذ من الواضح أن المقاومة تسابق الزمن بسرعة شديدة، بهدف امتلاك قدرة المسّ بعمق الكيان والتأثير في بقوة”.
وختم حديثه، قائلاً: “هنيئًا لكم، لقد أصبحت تل أبيب، حولون، بات يام، ريشون لتسيون مسرح تجارب جديدة لتجارب أبطالنا، والقادم أعظم”.
من جهته، علّق الكاتب والمحلل السياسي: أحمد أبو زهري على إطلاق الصواريخ، بالقول: “لا أعتقد أن أي جهة يمكن أن تعلن مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، ويبدو أن الأحوال الجوية هي صاحبة القرار هذه المرة، واللافت أن البرق يختار دوما تل أبيب كوجهة مفضلة”.
وأضاف: “لكن المهم كيف ستقرأ قيادة العدو سلوك البرق في هذه الساعة؟ بصراحة القيادة الحالية تؤمن بأن البرق يمكن أن يقوم بإطلاق الصواريخ وستسعى لإقناع جمهورها بذلك؛ لتحقيق هدفين، الأول: المحافظة على الهدوء القائم، والثاني: إعفاء نفسها من أي ردٍّ يوازي ما حدث”.
وذكر: أن “الوسطاء الذين استيقظوا مفزوعين سيطلبون تأمين الصواريخ أكثر خشية من تهور البرق أكثر من ذلك في ظل تدهور الأحوال الجوية”.
وختم تعليقه بالقول: “كل من الوسطاء والاحتلال والبرق يعلمون جيدًا ما وراء الأحداث”.