صمود وانتصار

في اليمن.. كل شيء تغير

خديجة الولي

ادهشتني لقطات في الأخبار اليوم على قناة المسيرة لم أشاهد مثلها قط علي مدار عمر متابعتي للأخبار وهو عمرٌ طويلٌ جدا”، في اليمن أصبح كل شيء جديد، اليمنيون غيروا العالم فعلا”، ما كان متعارف عليه في بروتكولات الإستقبال في قصور الحكم أن الرئيس أو الأمير أو أي حاكم أو مدير شئون البلد، المهم أن هذا الوالي يقف ناصبا” قامته رافعا” هامته يستقبل المهنئون أو المعزون أو الحضور الضيوف أو أي فئة قادمة اليه يأتوا ليسلموا عليه واحدا” تلو الآخر وهم يدورون عليه كما تدور الشغالات في مملكة النحل حول الملكة، ولكن.. اليوم في اليمن  الوضع اختلف فقد رأيت السيد الكريم محمد الحوثي رئيس اللجنة الثورية والذي هو في مقام رئيس الدولة حاليا” رأيته انا وكل متابع للأخبار وهو يدور على الأسرى المفرج عنهم ويسلم عليهم هو ويخطو اليهم واحدا” بعد واحد وهم هم الواقفين مكانهم بكل إجلال واحترام وتقدير وتواضع منه أمامهم، هكذا كسر رئيس اللجنة الثورية بروتوكولات الغرب الداخلة على ثقافتنا بتواضعه وفهمه ومعرفته للأصول وإلمامه بما يجب عليه وعلى كل الشعب اليمني أن يفعله أمام هؤلاء الأشاوس المجاهدين والذين أفرج عنهم وهم أكثر إيمانا” وصمودا” وإصرارا” على مواصلة الجهاد، خرجوا من الأسر وهم يتوقون شوقا” إلى الجبهات التي أسروا فيها، رأيت منظرا” يبعث على التفاؤل واقتراب النصر من هؤلاء الأبطال والذين لانجد لهم مثيلا” في ربوع المعمورة ابدا”، وكذلك رأيت العزة والشموخ محاطا” بالتواضع والحب والتقدير في تعامل السيد محمد الحوثي مع الأسري المحررين لامثيل لها بين مسئولي العالم أجمع، فشعبٌ هؤلاء أبناؤه وهذا هو حاكمه جدير به أن يظفر بالنصر وما الجموع التي خرجت يوم 26 مارس إلا صورة مكتملة لهذا التعامل الراقي بين أبناء الشعب اليمني بكل فئاته وطبقاته لم يحصل مثله على مدار السنين والحُقب، فهنيئا” للشعب اليمني هذا التغيير المبارك وهنيئا” له نفض رداء الوصايات حتى ولو على المستوى الذي قد يراه الغير بسيطا” ولكنه في مضمونه عظيم وكبير، وهنيئا” لأسرانا المفرج عنهم وصولهم إلى أرض يمنهم سالمين وهنيئا” لهم تلك القوة والعزة والهامة العالية التي أصغرنا أنفسنا أمامها، وهنيئا” لأهلهم واسرهم هذا الشرف العظيم، والله معكم ولن يتركم أعمالكم..