صمود وانتصار

اليمنُ يؤدِّبُ الإمارات

مقالات|| الصمود|| صالح مقبل فارع

دكّت صنعاءُ، أمس، أبو ظبي بعملية نوعية كنتُ أنتظرُها من زمان..

 

لكن لحظة.. قبل أن أفضفض عما في قلبي وأكتب عما يجول في خاطري إزاء هذه العملية النوعية التي استهدفت الإمارات اليوم كمواطن يمني يرزح تحت العدوان والحصار سبع سنوات.. أريد أن أنقل لكم ماذا فعلت صنعاء بالإمارات اليوم، وماذا وقع بالضبط:

 

العملية النوعية والتي أعلنت أمس، والتي تم فيها استهداف مناطق حساسة في أبوظبي، كانت “حتى الآن، حَيثُ إن الناطق الرسمي لم يفصل هذه العملية” كالتالي:

20 طائرة مسيرة وَ10 صواريخ استهدفت مطار أبو ظبي عاصمة دويلة الإمارات وتفجير أكبر خزان اقتصادي للإمارات “ادنوك”، كما تم قصف المصفح والصهاريج.

 

طيب.. الحمد لله والشكر له بأنها كانت ضربةً نوعيةً وبهذه الدقة وأصابت أهدافها.

تستحق الإمارات أكثر؛ لأَنَّها بالبساطة دولة معادية وإحدى دول العدْوان التي تحالفت على ضرب اليمن وإحدى أدوات أمرِيكا التي باشرت وبنفسها في تدمير اليمن وقتل اليمنيين وحصارهم برًّا وبحرًا وجوًّا ولا زالت حتى اليوم تعتدي على اليمن إما مباشرة بطيرانها وجنودها وسفنها وسلاحها أَو بطريقة غير مباشرة عبر أدواتها ومرتزِقتها الموجودين في اليمن.

 

ولم يقتصر عدْوانُها على التسليح العسكري أَو العمليات العسكرية فقط بل قامت باحتلال الجنوب وجزء من الشمال والموانئ اليمنية المتواجدة في البحر العربي وخليج عدن والبحر الأحمر كـ”عدن” و”بلحاف” شبوة و”المخاء” و”ذباب” و”باب المندب” بتعز وغيرها، دمّـرت هذه الموانئ وخَاصَّة ميناء عدن ليحيا ميناءُ دبي وغيره.

 

وكذلك أصبحت تتحكمُ بأهم منفذ بحري عالمي يمني وهو “مضيق باب المندب”، وكذلك احتلت الجزر اليمنية، مثل: “ميون” و”سقطرى” التي أصبحت تعبثُ فيها وتنهَبُ خيراتِها وتستضعفُ أهاليَها وتستخدم سلطاتها فيها كأنها كإحدى إماراتها، كأنها الشارقة أَو دبي، بل وجعلت “ميّون” قاعدة عسكرية لإسرائيل.. وفوق ذلك جندت لها مرتزِقة ودعمتهم تبتغي من ذلك فصل الوطن اليمني إلى نصفين وجعلتهم يمسكون بزمام الأمور في الجنوب.

 

فكان من الطبيعي الرد على جرائمها بالمثل انطلاقاً من قوله تعالى: “ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم”.

 

والعملية أفرحت قلوبنا جميعاً وإن أبطأت كَثيراً وكنا ننتظرها من زمان، وهي ما تعتبر إلا “فِذَّاحة” “حسب اللهجة الدارجة في اليمن” وبداية وستتبعها عمليات وعمليات حتى يُطبَّق قوله تعالى: “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به”، بحذافيره، ونحن عوقبنا بكل ما قلته لكم سابقًا وأكثر، وسنعاقب الإمارات بمثله.

 

 تأثيرُ الضربة:

أما عن تأثير هذه الضربة حتى ولو كانت واحدة ومحدودة فانظروا فقط للردود الدولية حيالها واستنكار الدول والمنظمات والمنافقين، وتنديدهم وشجبهم وَ… وَ…، كُـلّ هذا يدل على أنها ضربة موفقة ولها تأثير كبير، ونتائجها أصبح بعضها ظاهرًا لنا اليوم من صياح وعويل الإماراتيين الذي قرأته في الأخبار، واستهداف خزان ادنوك، وإعلان حالة الطوارئ، وإغلاق مطار أبوظبي، وتوقيف الملاحة الجوية، وإحراق صهاريج، وغيرها.

 

ولكن التأثير الكبير والأكبر هو هَزّ الاقتصادَ الإماراتي الهَشَّ وإضعافه وانهياره، فالإمارات قائمٌ اقتصادها على استثمارات الأجانب والشركات الأجنبية فإذا رأى هؤلاء المستثمرون وهذه الشركات أن الإمارات أصبحت مستهدفةً ومضروبةً فَـإنَّهم سيعلمون بأن الإمارات أصبحت بلدًا غيرَ آمنٍ على أموال الشركات وثرواتها وبالتالي ستُعطف وترحل من الإمارات، وعندها سيضعف اقتصادها، وربما يتلاشى نهائيًّا.

 

 إصلاحي يسأل:

إيران والإمارات حبائب، وبينهم مصالحُ اقتصادية مشتركة وكُلٌّ يستفيد من الآخر، فكيف سمحت لمليشياتها وأذنابها في اليمن بقصفها.

 

الجوابُ على عميل المحتل:

يا أيها المرتزِق اليمنُ قرارُها مستقل، ليست منتظرةً لإذن من أحد، ولا هو عبد تابع لحد، اليمن دولة ذات سيادة، وقرارها مستقل، تضرب حين ما تشتي، وتوقف حين ما تشتي، وتحدّد المكان ذي تشتي، وتستخدم السلاح ذي تشتي، وما بيننا وبين إيران هي علاقات متبادلة، الند بالند، لا تابع ولا متبوع..

 

لكن أنتم حين أنتم عبيد ومرتزقة للسعوديّة لم تستطيعوا أن تردوا على الإمارات التي كملتكم اغتيالات وقتلاً وحبستكم وسجنتكم وأدخلت المواسير في مناطق حساسة من أجسادكم، بس جلستم تشكون منها وتبقبقون، وقد قتلت منكم الآلاف، في عدة أماكن.. لماذا لم تردوا عليها؟؛ لأَنَّكم عبيد ولستم أحراراً؛ ولأن القرار ليس بأيديكم، فأنتم لا تملكونه.. هذا الجواب ببساطة..

 

 وأخيرًا وصل جواب أتحداكم:

جننتونا طوال السنين الماضية: “أتحداكم تقصفوا الإمارات!” “لن تجزموا قصف الإمارات؛ لأَنَّ إيران غير آذنة لكم؛ لأَنَّكم عبيد لإيران، وهي سادة مع الإمارات لو تقصفونها سنعرف أنكم أحرار ولستم تابعين لإيران”… إلخ.

 

قد ذا قصفناها اليوم.. ما رأيك ما ذلحين؟