صمود وانتصار

مجزرة الحي الليبي بالعاصمة صنعاء .. جريمة تحكي تفاصيل قصف العدوان للمدنيين

مجزرة الحي الليبي بالعاصمة صنعاء .. جريمة تحكي تفاصيل قصف العدوان للمدنيين

الصمود../

 

في ظل عجز أممي واضح وصمت دولي فاضح، إزاء الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، على مدى السبع السنوات الماضية، يستمر العدوان في ارتكاب المزيد من المجازر بحق الشعب اليمني.

 

العجز الأممي والصمت الدولي، أعطى التحالف، الضوء الأخضر لارتكاب الجرائم المروعة بحق اليمن أرضاً وإنساناً وآخرها جريمة الحي الليبي بالعاصمة صنعاء، التي راح ضحيتها 26 ما بين شهيد وجريح، بينهم نساء وأطفال.

 

صواريخ وقنابل محرمّة دولياً، ألقتها وما تزال طائرات العدوان على مناطق آهلة بالسكان بالعاصمة صنعاء، والمحافظات، تحّولت في لحظة من الزمن إلى أطلال ودمار ودماء وأشلاء لآلاف الضحايا من الأطفال والنساء والجرحى، الذين تناثرت أجسادهم وتقطعت أوصالهم.

 

الحي الليبي بالعاصمة صنعاء، كان على موعد مساء الاثنين الماضي، مع قصف طيران العدوان بغارتين، لتتحول خمسة منازل في غمضة عين إلى ركام وقاطنيها إلى أشلاء متناثرة وأجساد متفحمة، في جريمة جديدة يندى لها الجبين، ارتكبها العدوان بحق الشعب اليمني.

 

جريمة الحي الليبي، إحدى المجازر التي تحكي تفاصيل ما تقترفه دول العدوان بحق اليمنيين بشكل متعمد وصريح من انتهاكات نتيجة تغاضي الأمم المتحدة وأجهزتها المعنية بحقوق الإنسان، لتضاف إلى السجل الأسود لتحالف العدوان ويلحق العار بالمجتمع الدولي.

 

وفي هذا الصدد استهجن وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، جريمة قصف العدوان الأمريكي السعودي للمنازل والأحياء المدنية واستهداف المواطنين الآمنين، وآخرها جريمة الحي الليبي بمديرية الثورة في أمانة العاصمة.

 

واعتبر استهداف الحي الليبي، جريمة مكتملة الأركان، تؤكد إصرار تحالف العدوان على قتل المدنيين بالقصف تارة والتسبب في شل فعالية القطاع الصحي تارة أخرى، بالتزامن مع منع دخول سفن المشتقات النفطية لإعاقة المستشفيات عن تقديم خدماتها والحكم بالإعدام على مئات الآلاف من المرضى.

 

وأكد الوزير المتوكل أن جريمة الحي الليبي تضاف إلى جرائم تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الذي ارتكب أبشع المجازر المروعة على مدى سبع سنوات، أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.

 

ووصف استهداف الحي الليبي بالعمل الإرهابي، الذي يعكس استهتار تحالف العدوان ومرتزقته بحياة المدنيين، فضلاً عن أنه يعبر في الوقت ذاته عن مدى إصرار التحالف على قتل اليمنيين في ظل استمرار صمت الأمم المتحدة المتشدّقة بحقوق الإنسان.

 

وقال “ليس ببعيد ما يرتكبه التحالف من جرائم مشابهة، ومنها مجازر طلاب ضحيان وسنبان والصالة الكبرى ومنزل القاضي الربيدي ومنزل أحد المواطنين بدمت وجرائم أخرى تشهدها سنوات العدوان السبع التي كشفت حقد وغطرسة وصلف تحالف العدوان على اليمنيين”.

 

ولفت وزير الصحة إلى أن تأثير العدوان على القطاع الصحي، يحتل مقدمة الجرائم والانتهاكات في ظل ما تشهده الأوضاع الإنسانية من تحديات جمّة ألقت بظلالها على أبناء الشعب اليمني دون استثناء.

 

واعتبر سقوط أكثر من 43 ألف بين شهيد وجريح من الأطفال والنساء والرجال، إزاء جرائم تحالف العدوان، استهتاراً بحياة اليمنيين في ظل تقاعس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن الدور المناط في حماية حقوق الإنسان باليمن.

 

تقرير صادر عن وزارة الصحة، سجّل تدمير 523 مرفقاً صحياً بشكل كلي أو جزئي خلال سبع سنوات من قصف طيران العدوان، إلى جانب استهداف أكثر من 100 سيارة إسعاف وخروج أكثر من 50 بالمائة من المرافق الصحية عن العمل ومنع دخول الأدوية والأجهزة الطبية التشخيصية والعلاجية.

 

التقرير أشار إلى ما تسبب به تحالف العدوان من زيادة معدل المراضة والوفيات الذي ظهر جلياً من خلال العبء المرضي للمواطنين خاصة الأطفال والنساء، حيث يتوفى طفل كل خمس دقائق، بمعدل أكثر من 300 طفل دون الخامسة من العمر.

 

ولفت إلى وفاة امرأة كل ساعة، أي ما يزيد عن ثمانية آلاف امرأة تتوفى في العام، فيما يعاني 6ر2 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد، منهم 500 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد ووخيم مهددة حياتهم بالوفاة.

 

وأفاد التقرير بأن 1.8 مليون امرأة تعاني من سوء التغذية في حين تعاني مليون امرأة من مضاعفات المرض .. مبيناً أن هناك خمسة آلاف و200 مريض فشل كلوي يحتاجون إلى السفر لزراعة كلى وحياتهم مهددة بالوفاة نتيجة إغلاق مطار صنعاء الدولي.

 

وحسب التقرير يعاني 1.5 مليون شخص من أمراض مزمنة منهم 32 ألف مريض بحاجة ماسة إلى السفر لتلقي العلاج في الخارج .. مبيناً أن هناك أكثر من ثلاثة آلاف طفل يعانون من تشوهات قلبية خلقية يحتاجون أيضاً السفر للعلاج في مراكز تخصصية.

 

وبين التقرير أن هناك 500حالة فشل كبدي بحاجة لزراعة كبد وألفي حالة تستدعي زراعة القرنية، تم تسجيلهم في الجسر الجوي، في حين هناك زيادة كبيرة في مرضى الأورام، وصل عدد المسجلين بالمركز الوطني للأورام إلى أكثر من 72 ألف مريض.

 

واستعرض التقرير، ما يعانيه مركز الأورام من نقص أدوية وتجهيزات حديثة من “المعجل الحراري وجهاز العلاج الإشعاعي” الذي منع العدوان دخوله إلى اليمن.

 

وأكد أن العدوان واستمرار الحصار ساهما في انتشار الأوبئة والأمراض، خاصة الكوليرا والملاريا والحصبة والدفتيريا وحمى الضنك والتهابات الجهاز التنفسي الموسمية، ما شكل عبئاً كبيراً على القطاع الصحي وأدى إلى الوفيات في ظل منع دخول الأدوية والمشتقات النفطية وتقليص الدعم من المنظمات الدولية.

 

ووفقاً لتقرير وزارة الصحة العامة والسكان، تم تسجيل أكثر من أربعة ملايين حالة من الإسهالات واشتباه الكوليرا ومليون و200 ألف حالة ملاريا وستة آلاف حالة دفتيريا، بالإضافة إلى تسجيل 14 ألف و210 حالة داء الكلب و57 ألف حالة حمى الضنك.

 

وعلى ضوء الأرقام والإحصائيات، يكابد أبناء الشعب اليمني الألم بصمت، ويتجرعون ويلات الأزمات بمزيد من الصبر والثبات والصمود، لا لسبب، إنما لثقتهم بالله وتوكلهم على الله بالنصر المؤزر، الذي بات قاب قوسين أو أدنى أمام عدو متربص ومجتمعي دولي متخاذل.