ضربات مزلزلة للاقتصاد الإماراتي بعد عملية “إعصار اليمن 2”
تقارير// الصمود|| محمد هاشم
تلقى الاقتصاد الإماراتي، ضربة جديدة مزلزلة بعد عمليتي إعصار اليمن الأولى والثانية في العمق الإماراتي.
ووجدت كل من أبو ظبي ودبي نفسيهما أمام نيران الصورايخ الباليستية والطائرات المسيرة للقوات اليمنية للأسبوع الثاني على التوالي، ما جعل هذه الدولة الهشة أمام تهديدات حقيقية لاقتصادها القائم على الاستثمارات الأجنبية وحركة السياحة واستضافة الفعاليات الدولية، وهذه القطاعات جميعها تعاني من حساسية مفرطة إزاء أي مخاطر مهما كانت، وقد تغادر – الاستثمارات الأجنبية- دويلة الإمارات بصورة سريعة خاصة بعد نصائح القوات المسلحة للشركات الأجنبية بمغادرتها، كونها أصبحت غير آمنة .
مؤشر دبي يسجل خسائر كبيرة
سجل مؤشر دبي خسائر كبيرة، إثر العملية العسكرية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة، حيث سجل المؤشر تراجعاً وصل إلى 1.5 % .
وبحسب وسائل إعلام غربية فقد سجلت أسعار النفط ارتفاعا كبيرا خلال الساعات الماضية ليصل سعر برميل خام برنت إلى ما يقارب 90 دولاراً بعد استهدف القوات المسلحة اليمنية دولتي العدوان الإمارات والسعودية.
وكانت القوات المسلحة قد أعلنت تنفيذ عملية « إعصار اليمن2» في العمق الإماراتي والعمق السعودي، حيث استهدفت قاعدة الظفرة الجوية وأهدافاً حساسة أخرى في عاصمةِ العدوِ الاماراتي (ابوظبي) بعدد كبير من الصواريخِ الباليستيةِ نوع (ذو الفقار).. كما استهدفت مواقعَ حيوية وهامة في دبي بعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيرةِ (نوع صماد 3).. بالإضافة إلى دك عددٍ من القواعدِ العسكريةِ في العمقِ السعودي في منطقةِ شرورة ومناطقَ سعوديةٍ أخرى بعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيرةِ نوع (صماد 1 وقاصف 2k ) واستهدافُ مواقعَ حيوية.
تداعيات اقتصادية
يرى خبراء دوليون أن استمرار عمليات القوة الصاروخية والطيران المسير على أبوطبي ودبي قد يؤثر على الأسواق المالية الإماراتية بشكل كبير؛ وما ينتظر الإمارات من خسائر في حال تكرارها سيكون هائلاً وفق خبراء، خاصة على صعيد الاستثمارات الأجنبية؛ فأصحاب رؤوس الأموال عادة ما يبحثون عن المناطق الأكثر أمناً حول العالم لضخ أموالهم فيها ويهربون فور حدوث أي توتر قد يؤثر على استثماراتهم.
وبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية في الإمارات- حسب أحدث الإحصائيات الرسمية- نحو 174 مليار دولار، يتركز معظمها في قطاعات النفط والغاز والاقتصاد الرقمي والعقارات والطاقة المتجددة والزراعة والابتكار والتكنولوجيا.
وحلت الإمارات في المرتبة الأولى عربياً وإقليمياً والـ15 عالمياً من حيث قدرتها على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، بحسب نتائج تقرير الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي للعام 2021م، الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد»، متقدمة 9 مراكز عن ترتيبها في تقرير العام 2020م غير أن كل هذه الامتيازات باتت على كف عفريت، بحسب خبراء الاقتصاد
وأوضح التقرير أن الإمارات جذبت استثمارات أجنبية مباشرة في العام 2020م تصل قيمتها إلى 19.9 مليار دولار أمريكي بنسبة نمو 11.24% عن العام 2019م، لتتصدر المرتبة الأولى عربياً مستحوذة على 49% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى مجموعة الدول العربية.
وإضافة إلى التهديد الذي يواجه هذه الأرقام القياسية حال توسع عمليات الرد اليمنية فإن قطاع السياحة كذلك يواجه ذات التهديد.
وتفوقت الإمارات على أبرز 10 وجهات سياحية في العالم خلال النصف الأول من 2021م، مسجلة نسبة إشغال في المنشآت الفندقية والسياحية 62 %.
وقال مركز «ستراتفور» (Stratfor) الأمريكي للدراسات الأمنية والاستخباراتية “أن هجوم صنعاء على أبو ظبي قد يؤدي إلى سلسلة من الضربات التي تقوض سمعة الإمارات كمركز تجاري آمن”.
ونشر المركز -الذي يوصف بأنه مقرب من الاستخبارات الأمريكية- تحليلا في موقعه الإلكتروني يشرح فيه تداعيات الهجوم الذي تبنته صنعاء.
كما تحدث المركز الأمريكي للدراسات الأمنية والاستخباراتية عن بعض المؤشرات التي تدل على أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ربما تدعم ضغطا عسكريا أكبر للتحالف على الحوثيين حسب زعمه.
وقال المركز: إن الإمارات نجت تاريخيا من معظم آثار عدم الاستقرار في المنطقة، وأن ذلك نتيجة سياساتها الخارجية غير التدخلية، الا ان هذا النهج تغير بعد الربيع العربي.
وأوضح ان استمرار مثل هذه الضربات على الامارات سيخيف السائحين والشركات والمستثمرين، وهي ركائز أساسية لاستراتيجيتها للتنمية الاقتصادية.