عندما تذهب مكانة واعتبار الإمارات أدراج الرياح
عندما تذهب مكانة واعتبار الإمارات أدراج الرياح
الصمود../
تواصل وسائل الإعلام العالمية والمحللين الدوليين مناقشة وتحليل زوايا وتبعات وتأثير الهجوم الذي نفذته القوات المسلحة اليمنية بالصواريخ والطائرات المسيرة على أبوظبي يوم الإثنين الماضي وقد اعتبرت صحيفة ديلي ميل البريطانية ان اليمنيين وجهوا ضربة مميتة إلى اعتبار وأمن الإمارات.
وجاء في هذا التقرير ان هجمات القوات المسلحة اليمنية على الإمارات حطمت صورة الامارت كـ “القرية الآمنة” وهي ايذان ببدء مرحلة جديدة وخطيرة من الحرب اليمنية فالامارات التي احتفظت بنفسها بعيدة عن الآثار المباشرة للحرب اليمنية وتلقي الردود والضربات العسكرية تلقت اخيرا هذه الضربات على بناها التحتية الرئيسية.
وقد تكررت مثل هذه الهجمات على السعودية التي تقود تحالف الحرب على الشعب اليمني منذ عام 2015 لكن هجوم يوم الاثنين على الامارات وجهت ضربة الى بلد غني فيه النفط والتجارة والنقل الدولي وكان يسمي نفسه قلعة الاستقرار والأمن!
الصحيفة البريطانية اشارت بأن الحرب في اليمن قد أوشكت على تمزيق هذا البلد في وقت كانت الامارات المتفاخرة بنمو اقتصادها وازدهار تجارتها تبني الابراج العالية كبرج خليفة بارتفاع 828 مترا كأعلى برج في العالم ويطمح الى ارسال اول رائد فضاء عربي الى الفضاء!
من جهته يعتقد مدير معهد الابحاث الخليجية دانيا ظافر ان تكرار مثل هذه الهجمات سيضر دون شك باعتبار الامارات لأن هذا البلد لم ينهار حتى الان لأنه أوجد في الاساس ليكون ” القرية الآمنة في الشرق الاوسط”.
ويضيف التقرير: تقع ابوظبي على بعد 1500 كيلومتر من العاصمة اليمنية، وكانت الامارات قد اعلنت في عام 2019 انها قد سحبت قواتها من اليمن، ومنذ ذلك الحين توجهت الامارت نحو تقديم الدعم والمساندة للمسلحين الموالين لها ومنهم قوات “العمالقة” وهي قوة مسلحة حاربت بشدة الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية.
ويتابع: من الواضح ان أنصار الله يريدون تسجيل نتائج كبيرة جدا من هجماهم التي شنت بأدوات ذات كلفة متدنية والرد على التدخلات الاماراتية المباشرة في العدوان على الشعب اليمني.
وكانت القوات البحرية اليمنية قد احتجزت سفينة ترفع العلم الاماراتي في البحر الأحمر محملة بالسلاح والعتاد العسكري، وقد اضاف التقرير ان امام الاماراتيين خيارين، الأول هو رفع مستوى التدخل العسكري في اليمن وتصعيد هجماتهم والثاني هو خفض مستوى تدخلهم العسكري في اليمن بهدف حفظ مصالحم النفطية والتجارية والسياحية.
من جانبه يتوقع رئيس قسم الشرق الأوسط في شركة HIS Markit للأبحاث، بأن يزيد الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية من هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيرة البعيدة المدى وتنفيذ ضربات في العمقين الاماراتي والسعودي لايجاد موازنة أمام اشتداد العدوان السعودي الاماراتي.
اليمنيون ما زالوا يملكون في جعبتهم الكثير من المفاجآت للسعودية والامارات وهي مفاجآت ستجعل كل من يريد التعامل التجاري مع الامارات أو على اراضيها يعيد التفكير مرات عدة لاتخاذ القرار المناسب لأن الامارات لم تعد ذلك البرج العاجي الذي يستخدم اصحابه أموالهم وثروتهم لتنفيذ مخططاتهم التدخلية بشكل مباشر وغير المباشر في دول المنطقة تارة خلف الظل السعودي وتارة الأمريكي والصهيوني، فالرد اليمني على أبوظبي ودبي هو مجرد بداية ولا يدري أحد ان التدخل العدواني ضد الشعب اليمني ماذا سيجر على الإمارات من ويلات.